صفحة الكاتب : جمعة عبد الله

ماذا يكشف هاتف النقال للمجرم عزت الدوري ؟!
جمعة عبد الله

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

رغم ان الحكومة تلوذ لحد الآن ,  بالصمت حول مقتل المجرم عزت الدوري , وكذلك تلتزم السكوت عن الاسماء التي كشفت في الهاتف النقال للمجرم القتيل , والذي يحتوي على معلومات دسمة وخطيرة , من خلال تسجيل المكالمات والاتصالات التي كانت جارية بتنسيق كبير  مع القادة السياسيين , وشخصيات كبيرة تتصدر المسرح السياسي , سواء كانت في الحكومة والبرلمان , وفي مراكز النفوذ الحساسة والحيوية , سواء كانت تابعة لمؤسسات مدنية , او تابعة لمؤسسات امنية وعسكرية , ولها علاقات وثيقة من التنسيق والتحالف المباشر مع المجرم الدوري , وهذا ما  يبرهن  للمرة الاف , بوجود تعاون وتنسيق وتحالف  كامل مع البعث  , وكذلك ضلوع وتورط القادة السياسيين المشرفين على شؤون قيادة  العراق , في التنسيق والتحالف الكامل مع البعث وداعش , بما تؤكده قائمة الاسماء في سجل الهاتف النقال , الذي وجد بحوزة المجرم , ويكشف عن سلسلة من  الاتصالات والمكالمات , كانت تدور مع المجرم القتيل , وهذه الاسماء الكبيرة والامعة في المسرح السياسي العراقي  , معروفة للقاصي والداني  في ممارسة  النفاق والعهر السياسي . ان العثور على ارقام هواتف المسؤولين الكبار في الدولة العراقية والمكالمات والاتصالات مع اعوان البعث وداعش , ليس بالحدث الجديد والغريب والعجيب  , ولايشكل صدمة او هزة سياسية عنيفة , وهي متوقعة ومحتملة ومعروفة ,  منذ بداية عهد عملية التغيير , التي سارت بشكل منحرف واعوج , حين فتحت الاحزاب الاسلامية ابوابها , لانخراط اعوان وايتام وزمر البعث , من المجرمين الذين يحملون تاريخ اسود في الاجرام والقتل والتعذيب  , وايديهم ملطخة بدماء الشعب المظلوم , والى رادحي على معزوفة ( بالروح بالدم , نفديك يا صدام ) . ان هذا الخطأ التاريخي الذي ارتكبته الاحزاب الاسلامية , بمنح صكوك البراءة  والغفران لمجرمي البعث , هو بمثابة جريمة كبرى تترتكب بحق العراق والمواطن المسلوب , دون ان نسمع على الاقل , كلمة اعتذار او اعتراف بالعار الشنيع بحق الشعب على اجرامهم الوحشي . هذا الخطأ كبير دفع المواطن البريء ان يدفع ضريبته بانهار من الدماء النازفة في الشارع العراقي , من اولاد الخايبة , واستمرار مسلسل الدمار والخراب , ولن ولم يتوقف , طالما موجودة حماية وحصانة امنية وقانونية لمجرمي البعث , وطالما تظل الاحزاب الاسلامية تبحث عن طمع لا يتوقف في تضخيم مصالحها الانانية , في الفرهدة والفرهود , والركض وراء بريق السلطة والنفوذ والمال . وليذهب الشعب المظلوم الى الجحيم وبئس المصير . ان مقتل المجرم عزت الدوري , بعد اكثر من عقد كامل من السنين , تحت حماية ورعاية ومساعدة في تأمين حياته من الاخطار , رغم انه لا يساوي إلا خردلة , لكنه يكشف عن عمق العلاقة الوطيدة , والتحالف والتنسيق الكامل مع السياسيين المشرفين على شؤون قيادة العراق , تحت سمع وبصر الاحزاب الاسلامية , التي اصبحت مثل ( بلاع الموس ) لم تتجرأ على كسر هذا التحالف والتنسيق مع البعث وداعش , لانها اصبحت رهينة بايدي البعثيين , او اصبحت بالمعنى الادق بحق وحقيقة , احزاب اسلامية لصاحبها الشرعي حزب البعث . وبقدر ما يعتبر مقتل المجرم عزت الدوري , فرحة كبير وخاصة الى امهات الشهداء من اولاد الخايبة , فانه في نفس الوقت يشكل صفعة ولطمة صاعقة الى  صعاليك السياسية في زمن الاستحمار , بما فيهم الاحزاب الاسلامية التي صارت ألعوبة حقيرة بايدي مجرمي البعث , فان مقتل هذا الجرذ العجوز , يشكل حزن ومأتم لهم  , بدليل لم نسمع منهم صوت ضعيف وواهن او خجول  , يبارك عملية القتل لهذا الجرذ النافق , انهم بشكل عام فقدوا حليف ورفيق على طريق خراب العراق , وبمقتله تسقط اقنعة الزيف السياسي المخادع , وهي غلطة كبيرة لهم  , فقد كانوا جهاز استخباري وامني , يوصل المعلومات الدقيقة الى البعث وداعش , وان معظم التفجيرات اليومية , تأتي عبر خلايا هذا التنسيق الامني , في السماح للسيارات المفخفخة , ان تصل الى اهدافها المرسومة بكل حرية كاملة , لتحصد المواطنين الابرياء , ولاننسى سقوط محافظات بكاملها دون مقامة بيد داعش ومنها الموصل , وهل هناك ابدع  من هذا التحالف والتنسيق مع البعث وداعش , ولا ننسى المجازر الرهيبة التي حدثت في مناطق عديدة ومنها المجزرة الرهيبة في قاعدة سبايكر , التي طالت اكثر من 1700 ضحية بريئة من اولاد الخايبة , وكذلك قتل وخطف اكثر من 15 الف مجند وضابط من اولاد الخايبة , تحت قيادة الاحزاب الاسلامية البعثية , والحبل على الجرار , فلم ولن يتوقف مسلسل انهار الدماء من اولاد الخايبة تحت حكم السياسيين الذين يتباكون ويذرفون دموع التماسيح على طائفتهم الشيعية , التي ضاقت الاهوال والكوارث من هؤلاء صعاليك الزمن الاستحمار . لذلك لم ولن تتجاسر الحكومة والبرلمان , بكشف الاسماء والمكالمات والاتصالات التي يحتويها خزين الهاتف النقال للمجرم عزت الدوري . ولن ولم تعلن الاسماء بكل الاحوال , بسبب بسيط , لان هذه الاحزاب الاسلامية رهينة مختطفة بيد البعث وهي الان مثل ( بلاع الموس ) ينقصها الشجاعة والرجولة والشهامة , وان الكشف عن الاسماء يسقط اقنعتها المزيفة ايضاً  , وتصبح كالملك العاري حتى من ثيابه الداخلية . السبيل الوحيد لاجبار هؤلاء قادة الزمن الاستحمار , هو القيام بحملة شعبية كبيرة للضغط على كشف الاسماء , وتجبر قادة البلاد على الاستجابة , وهو يصب في ايقاف نزيف الدم في العراق المنكوب 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


جمعة عبد الله
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2015/04/24


  أحدث مشاركات الكاتب :

    • ومضات على كتاب ( رائد الأدب المهجري المعاصر / دراسة الشاعر المغترب قصي الشيخ عسكر ) للباحثة هدى صحناوي  (قراءة في كتاب )

    • أحداث عاصفة في يوميات انتفاضة عام 1991 في رواية ( ربيع التنومة ) للأديب قصي الشيخ عسكر  (قراءة في كتاب )

    • معارضات يوسفية في الديوان الشعري ( يوسفيات ) للأديب واثق الجلبي  (قراءة في كتاب )

    • كومونة انتفاضة تشرين في الرواية القصيرة ( البركان ) للاديب حميد الحريزي  (قراءة في كتاب )

    • قصة يوسف الابن والنبي تتحول الى ملحمة فلسفية في الديوان الشعري ( يوسفيات ) للاديب واثق الجلبي  (قراءة في كتاب )



كتابة تعليق لموضوع : ماذا يكشف هاتف النقال للمجرم عزت الدوري ؟!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net