صفحة الكاتب : باقر العراقي

الانبار وقصة الجزة والخروف.....!
باقر العراقي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 لم يكن سقوط الرمادي خبرا مرعبا، فيما لو قارنا ذلك بكارثة الموصل، قد يكون السبب لكثرة الانكسارات التي مررنا بها، خلال العام الماضي، ولم نختلف مع بعضنا، لو قلنا أن السبب في كليهما، هو سوء الإدارة السياسية، وفشل القيادة العسكرية.
الانتصار الذي حققه الحشد الشعبي في صلاح الدين، لم يتقبله معارضي الفنادق، وكان طعمه مراً عند  الإدارة الأمريكية، فقوانين لعبة النفوذ التي صنعها الأمريكان، لازالت تتحدى جميع الدول وأولها إيران، فكيف لهم تقبل مشاركة الجنرال سليماني مع قادة الحشد الشعبي، وهو يحتفل بانتصار تكريت على عدو أمريكا المزعوم "داعش".
بكل تأكيد الأمر معقد، فبعد ذلك الانتصار، انبرت شخصيات سياسية من الموصل والانبار، وبمساعدة  دول وفضائيات، ومؤسسات إعلامية كبيرة، لتشويه صورة ذلك الانتصار، مما جعل رئيس الوزراء يستسلم، ويخضع تحت وطأة المكالمات الهاتفية الأمريكية المتعاقبة.
إبعاد الحشد الشعبي عن مواصلة انتصاراته، كان قرارا أمريكيا، وهدفا لدول إقليمية، تورط في اتخاذه القائد العام للقوات المسلحة، ولو كان بصورة غير معلنة، كلفه ذلك سقوطا مدوياً، وعاراً كبيراً، ستحتفظ به سود الأيام، مثلما كتب التاريخ لسلفه في سقوط الموصل.
قبل سقوط الموصل بستة أشهر، كان هناك نداء حكيم بشأن الانبار، ومبادرة تدعم السلم، وتبعدنا عن لغة الحرب وويلاتها المتكررة، أُقترحَ فيها تقديم الأموال، من قبل الحكومة المتخمة بميزانيتها الفائضة آنذاك، لبناء مدنها وبناها التحتية، لكن المبادرة استغلت طائفيا من قبل "مرجفين"، وقوبلت بالاستهجان والقراءة السياسية الخاطئة من جميع الأطراف.
قصة الانبار وتصرف السياسيين تجاهها، يأخذنا الى أغوار موروثنا الشعبي والاجتماعي، فالمستهجنون كصاحب الأغنام، الذي عليه دفع "جزة الخروف" أي "الصوف"، كضريبة عن رعي أغنامه  فـرفض، لكنه أخيرا اضطر إلى إعطاءهم الخروف وصوفه، حتى يضمن حياة أغنامه الأخرى.
اليوم بعد سقوط الانبار، وتهديد بغداد، كان لزاما على المستهجنين، ومن انجرفوا وراءهم بغباء، أن يدفعوا "كوقود للحرب"، أكثر من أضعاف الأموال التي اقترحتها المبادرة، مضافا إليها الدماء الزاكية العبيطة، للمئات من الشباب التي ستخضب بها أرض الأنبار، حتى تستعيد صمودها.

 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


باقر العراقي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2015/05/25



كتابة تعليق لموضوع : الانبار وقصة الجزة والخروف.....!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net