الاتفاق النووي الايراني والأوراق الكردية المحروقة
محمد ابو النيل
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
محمد ابو النيل
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
عندما دخل الجيش الأسرائيلي الى بيروت, طالبه أتباعه ومقربيه, ان يعلن الأنفصال, فأجابهم, عندما يقسم العراق, يمكن ان يحدث هذا في لبنان, وغيره من البلدان, هذا ما ذكره الرئيس اللبناني الأسبق كميل شمعون, (الرئيس الماروني), في مذكراته, ولانعلم هل هي نبوءة, ام أنه كان مطلع على كواليس المخططات الامريكية المستقبلية.
هناك ثلاث قوى فاعلة, في المشهد السياسي العراقي بعد الأحتلال, ممثلة بسياسي الأكراد, والسنة والشيعة, ومن بين هؤلاء, رابح وخاسر وأقل خسارة, ولاشك ان الأكراد هم الطرف الرابح.
تعتمد مكتسبات الاقليم, وما حققه لحد الآن على عاملين أساسيين, الأول والأهم هو سذاجة وشخصنة المصالح, ممن تعاقب على ادارة الحكم في بغداد, والعامل الثاني, هو حنكة الممثل الكردي, بأنتزاع الحقوق, والذي تميز برفع سقف المطالب, لكي يصل لمايريده, وما هو مرسوم له مسبقا.
مطالبات مسعود البارزاني بالانفصال, ليست أكثر من ورقة لابتزاز الخصوم, وتحقيق الأهداف, لأنه يدرك جيدا صعوبة هذا المطلب بالنسبة للاقليم, مقارنة بالقوى الأخرى, ولو طالب السنة او الشيعة بالانفصال, لكان أسهل مما يريده الاخوة الأكراد, قياسا بالواقع الجغرافي والديمغرافي, وأمور محلية وأقليمية أخرى.
فكرة تقسم العراق, وفق أهواء ورغبات أي جهة او شخص, وبالبساطة التي يتصورها البعض, او يعرضها الأعلام, لايمكن ان تحدث, لأنه محاط بثلاث أمم, هي العثمانية والفارسية والعربية, فمن غير الممكن ان يحدث التقسيم المزعوم, الا بقرار أممي, يتفق عليه الجميع.
أكثر ما يعيق قضية أنفصال الاقليم, هو أكراد الدول المجاورة, وأعلان الحرب من قبل اوردغان, على اقامة دولة كردية, في شمال سوريا, وغض الطرف عن قيامها شمال العراق, ينبأ ان الحديث عن أنفصال اقليم كردستان, كذلك يستخدم كورقة دولية واقليمية, للضغط تارة, على الحكومة العراقية, واخرى على الجمهورية الاسلامية في ايران.
الاتفاق النووي الايراني, أطلق رصاصة الرحمة, على المغامرة البارزانية, لأن الادارة الامريكية, معتادة على حرق بعض الأوراق, واستبدالها بين الحين والآخر, وهذا ما تجلى, من خلال التنازلات التي ذكرتها بنود الاتفاق, والذي رفع من شأن ايران في المنطقة, وتسبب في انتكاسة خصومها.
عندما يتعرض البلد الى خطر ما, تتضح صورة أبنائه, من منهم البار ومن هو العاق, وما تعرض له العراق بعد الاحتلال, الى يومنا هذا, كشف زيف كثير ممن ادعى الوطنية والنظال, ومنهم كاكا مسعود, والذي كان في مقدمة اهل العقوق.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat