الوسط والجنوب وتحديات التقسيم (٣)
حميد الموسوي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
حميد الموسوي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
اذا كان الأخوة الكرد يحومون حول دولتهم الحُلُم يجوبون بلاد الله العريضة شمالاً وجنوباً شرقاً وغرباً للترويج لها ، وهم مع دولة المركز لا يرتبطون الا بخيط رفيع لا ندري متى ينقطع ، واذا كانت الموصل وتكريت والانبار الان وهي أو أجزاء كبيرة منها تحت سطوة الدواعش يعيثون بها فساداً وخراباً و يطالب سياسيوها بالاقليم الذي سيتحول إلى انفصال لامحالة في ظل تدخلات دول الجوار وتعقيدات المشهد المحلي فماذا على الوسط والجنوب أن يفعل في ظل هذه التحديات ؟ الوسط والجنوب اليوم هو بقايا الدولة بمعناها الاداري والعسكري والإقتصادي ، وهو بقايا الدولة التي لها وحدها حق امتلاك السلاح واستعمال سلطة الإكراه ، وهو بقايا الدولة التي تسعى لتحقيق العدالة الاجتماعية فيوزع ثرواته على الجميع وفق النسب السكانية دون منٍّ أو أذى . الوسط والجنوب قطب الرحى في اعادة لم الشمل وتضميد الجروح وبناء الدولة الناجحة ، ولا تريد دول وأخصُها إسرائيل أن يبقى للوسط والجنوب هذا الدور وهم - أعني أعداء العراق - يعملون ليل نهار لتخريب هذا التماسك . لا نتفاءل بالتقسيم ولا ندعو له ولكن السياسة لا تعرف العواطف والأماني والشعر والأدب ، في السياسة مشاريع ومشاريع مضادة مشاريع ومشاريع بديلة . لقد تشكل إقليم كردستان من قرار حضر الطيران بعد انتفاضة ١٩٩١م فكان الإقليم رغم كل السلبيات والانتكاسات التي حلّت وستحل به نموذجاً يثقدم كل مناطق العراق باثني عشر عاماً في التنظيم والأمن والتخطيط والإعمار ، من اليوم لا ينبغي للوسط والجنوب أن ينشغل بنزاعات عشائرية تؤرق أمنه الداخلي وتزعزع استقراره . من اليوم لا يجوز السماح لنشاط مخابراتي مغطىً بغطاء ديني باهت وضحل جداً تحت ذريعة حرية الاعتقاد وحرية التعبير ، من الان فصاعداً لا يجوز أن تتأخر حاجات المواطنين ومعاملاتهم تحت ذريعة الروتين والتعليمات . علينا أن ندرك أن هناك عمل جاد للفصل بين المواطن والدولة في الوسط والجنوب وهذا العمل يلقى نجاحاً متزايداً بسبب الاخفاقات المتوالية والفساد المتراكم لأجهزة الدولة ، فاذا كان للسياسيين من أعضاء التحالف الوطني رغبة في حكم العراق فليبدأوا بحملة لردع أنفسهم وارتداء ثوب العفة عن المال العام ومصارحة الشعب بكل ما يحدث من اجل إعادة الصلة بينهم وبين الشعب . الوسط والجنوب اليوم بأمس الحاجة الى قوة الدولة وهيبتها وفرض احترام قوانينها وفي نفس الوقت فهو بأمس الحاجة الى زرع الثقة بقادته وممثليه في الحكم .إنه لمن المجحف حقاً أن يتفجر الصراع والنزاع والفساد في الوسط والجنوب في الوقت الذي يخطط ساسة اقليم كردستان لانجاز ( استقلالهم) وينادي ساسة آخرون بإقليمهم .
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat