صفحة الكاتب : حميد الموسوي

يوم الشهيد الاشوري
حميد الموسوي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

حين تمر ذكرى مذبحة سميل تقرع نواقيس كل شهداء الامة صادحة بترانيم ملكوتية تثير الشجن ...  ندري انكم في عليين.. ونؤمن انكم تبعثون من حواصل الطيور، كونكم سلكتم درب النبيين والرسل والصديقين، واقتفيتم ثرى خطاهم فتساميتم ولهين لمعانقة عرش الرب العظيم. نعرف كل ذلك، ونحتفظ بالكثير من مآثركم الثرة، ونفاخر بنفوسكم الشماء التي رفضت الباطل وتصدت للظلم فأنفت ان تسكن اللحم والعظام. نعرف.. ونعرف ومع ذلك نستقبل ذكراكم بغصّة وحرقة ودموع!. أي سر أودع الرب تبارك وتعالى فيكم حتى لكأن ذكراكم حزن سرمدي متجدد ينصب صلبانا نابضة طرية متلفعة بأردية بهية أرجوانية تفوح مسكا وكافورا وعنبرا ويحفر أخدودا يرتفع لهب نيرانه سلاسل ملكوتية توصل الرواد بعرش الله سبحانه، ويثير غبارا كربلائيا ينجلي ليكشف عن قداس عاشورائي تتناغم فيه ترانيم الأناجيل بتراتيل المصاحف. وكيف لا تكون كذلك وأنتم تطرزون- منذ الأزل- جبال العراق وروابيه وسهوله وأهواره وزقوراته وأيقوناته ومسلاته بأجسادكم الممزقة، كيف لا تكون كذلك وأنتم تتعمدون بفراته ودجلته صباح مساء لتسقوا بعد الصلاة- بدمائكم المهروقة- خارطة العراق على مر العصور وتعاقب الممالك والدول والدهور!.

على أكتافكم نصب العراق قواعد شموخه.. وبعرقكم شاد حضارته، وبدمائكم رسخ كيانه وأثبت وجوده وبدأ مسيرته الظافرة قبل آلاف سبعة من السنين كأرقى اشعاع حضاري توزعت على أرجاء الكون فيوضاته.حين نستذكر سميل نوقد شموع قوافل شهداء  الامة الاشورية الكلدانية السريانية على مر تاريخ العراق الدامي ..

لم تكن مذبحة "سميل" البداية، كما لم تكن مجزرة "صوريا" النهاية!، فبين هذه وتلك قوافل وقوافل: قبل سميل شموع ومواكب.. وبعد صوريا شموس وأقمار وكواكب.

تصدى الأجداد لكل الهجمات التي حاولت النيل من تربة العراق التي زرعتها أكفهم وروتها دماؤهم قبل تشرفهم بإطلالة الفادي يسوع.. وبعد تجشمهم أعباء رسالته الانسانية وتضحياتهم الجسام في سبيل نشر أنوارها القدسية، ولم يقفوا عند حد حتى انبرى بعضهم لنصرة الحسين في ثورته العظيمة المدوية على ارض كربلاء العراق فاحتضن ضريحه الطاهر أجسادهم الشريفة بشغف!.

وتسمّر الأولاد تشبثا بأرض الأجداد دفاعا عن قيم ومقدسات، وانتزاعا لحقوق مهضومة فأمطرتهم مدافع الحقد الأسود ببارودها الأزرق، وداستهم دبابات الطواغيت بسرف ظلمها وتعسفها واستهتارها بأبسط القيم الانسانية واعلاها، واستبسل الأحفاد تحديا وصمودا ليحفظوا هوية أمة ،ويصونوا تأريخ شعب، متقدمين الصفوف في بناء العراق الجديد، لتتربص بهم قوى الارهاب الضالة فتطالهم في كنائسهم، وتشردهم من مساكنهم، وتطاردهم في أماكن عملهم، وتغتالهم وهم يؤدون الواجب في خدمة وطنهم وشعبهم مع ما امتازوا به من مسالمة ورأفة ودماثة وخلق واخلاص. فما استكانوا وما وهنوا!.

والفضل والسابقة لكم أيها الشهداء الأبرار.. فطوبى لكم ومرحى ولتقر عيونكم ولتهنأ أرواحكم في حبور فدماؤكم الزاكية صارت نواقيس ومآذن منها نستمد العبرة والقوة والثبات في سبيل نصرة الحق، ومنها نتعلم التصدي الحازم لقوى الشر والظلام.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


حميد الموسوي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2015/08/08



كتابة تعليق لموضوع : يوم الشهيد الاشوري
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net