صفحة الكاتب : محمد ابو النيل

مواطن بلا ثمن.!
محمد ابو النيل

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
لم يكشف سر عندما تحدث, مفكر حزب الدعوة, غالب الشاهبندر, عن ذلك اليوم الذي دعاه فيه مسؤول حزبي كبير, للقاء بعض الشباب, وتحفيزهم على الذهاب للأراضي العراقية, لإستهداف جلاوزة النظام, أيام المعارضة, يقول عندما وقفت على المنصة, قلت لمن حضر, لاتجعلون هؤلاء يستغفلونكم, واسألوهم أين أبنائكم, قبل ان تقوموا بأي عمل, فمن غير المقبول ان يتنعم أبنائهم وأنتم تقتلون.
مازال أبنائهم يتنعمون, وأبناء البلد, بين ميت ومتظاهر, ونازح ومهاجر, وفق مبدأ ـ عزيز ابن المدير العام, وحقير أبن الفقير العام ـ انه مبدأ الطغاة, الذي لازمنا عقود من الزمن, ومازال العمل به ساري المفعول, الى يوم الناس هذا.
هل تغير الحال بين الأمس واليوم؟ الجواب كلا, بل إزداد سوءا, فبالأمس كانت هجرة العراقيين, لايعلم بها إلا بعض البلدان المجاورة, واليوم أصبحت حديث الساعة, للأعلام العالمي, والغريب أن أكثر من هاجر, هم أبناء الوسط والجنوب, أي (الشيعة), ممن يدعي تمثيلهم من يدعي من الساسة ومايثبته الواقع, ان هؤﻻء لم يكونوا إلا ممثلين لأنفسهم, ومن لف لفهم.
الفقر والحرمان, والعمل على تدميير شخصية الفرد العراقي, من خلال عدم توفيير الأمن والسكن, وفرص العمل, والحياة الكريمة, وإستبعاد الكفاءآت, وتقريب الحمقى, وذوي العقول الفارغة والمتخلفة, أدى بنا الى أن يكون العراق خربة, ونحصد هذه النتائج, وهي من أشد الحالات سوء, عندما ترى مواطن زاهد بوطنه.
بعض الأصوات النشاز, التي تعودنا على سماعها, إدعت أن الهجرة مؤامرة, لسرقة الطاقات الشابة, ولو سلمنا أنها مؤامرة, هل استثمرتم تلك الطاقات؟ أم جعلتم من الشباب على شفى حفرة, أما مدافع عن أرضه, التي أهديتموها على طبق من ذهب, او متظاهر لايثق بإصلاحاتكم, ووعودكم الكاذبة, او مهاجر فضل رحلة الموت, على رؤية وجوهكم القبيحة.
لم يشعر من يمثل الطبقة السياسية, بمعاناة الفقراء, ولسبب بسيط, لان عوائلهم تتنقل بين العواصم الاوربية, ونفاقتها من أموال السحت الحرام, التي سرقت من أفواه الأيتام, وهم في بغداد محصنين, داخل المنطقة الغبراء, لذلك لم يستشعروا حالة البؤس والألم, التي لاتحتاج الى لافتات, لكي يُعبر عنها, بل حملها العراقيون على وجوههم, ورآها العالم بأسره, الا المسؤول العراقي, الذي أعمى الل.. بصره وبصيرته.
قال النبي الأكرم, عليه وآله أفضل التحية وأتم التسليم (الدين هو المعاملة) فمن الذي كان محمدي المنهج, وألتزم بمبادئ الانسانية والدين الاسلامي, الحاج نوري المالكي, الذي خدع أبناء جلدته, بالسندات الوهمية, ام السيدة أنجيلا ميركل, التي خاطبت من اعترض على إيواء المهاجرين, بقولها أنهم لم يذهبوا الى الكعبة, التي هي قبلتهم, بالرغم من قربها منهم, بل قدموا الى بلادنا, وما علينا إلا ان نساعدهم, ونعاملهم بأخلاقنا.
صورة الإسلام الحقيقي, تجسدت داخل حدود العراق, وفي سلوك أبنائه, ولكن لم تجد اعلام يروج لها, فهناك من هو أفضل عملا من السيدة ميركل, وأفضل ممن حكم العراق منذ عام 2003, وهم أهل الوسط والجنوب, حيث الأصالة والوفاء والكرم, عندما فتحوا ابواب بيوتهم, ومساجدهم وحسينياتهم, للنازحين وهم لا يملكون إلا الجوع, والفقر والبطالة, بسبب سياسات من يدعي الولاء لعلي (عليه السلام), ويحكم بأسم معاوية. 

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


محمد ابو النيل
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2015/09/10



كتابة تعليق لموضوع : مواطن بلا ثمن.!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net