صفحة الكاتب : ماجد زيدان الربيعي

المصالحة الوطنية تحتاج للترفع عن الصغائر
ماجد زيدان الربيعي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
لا خلاف على الحاجة الى رتق النسيج الاجتماعي المتهرئ للعراقيين واجراء مصالحة وطنية شاملة ، بل الى مصالحة في دواخل المجموعات والاحزاب والمكونات التي تشتد حدة الصراعات فيما بينها.
مثل هذا الحوار يراد له جرأة من المتحاورين واعتراف مسبق بوجود الاخر مهما كان الاختلاف معه والعداء الذي يكنه كل طرف في قرارته الى الاخر.
 منذ سقوط نظام صدام حسين الدكتاتوري واغلبية الاطراف الفاعلة تتحدث عن طي صفحة الماضي وبدء عهد جديد يخلف وراءه المآسي والكوارث الا من اراد السعي الى حق يعتقده ولكن بموجب القانون ، اي ان يكون  الحكم والفيصل ،وليس التصفيات الجسدية والحرمان وابقاء ابواب الاضطهاد (مستمرة) والارهاب الذي يحرق الاخضر واليابس ويكتوي الجميع  بناره من دون طائل.
 الحكومة وقوى سياسية عديدة تجري مشاوراتها وحواراتها في السر بعدما كانت في العلن بالامس القريب، وخصصت اليها وزارة للمصالحة ، ولكنها كانت لذر الرماد في العيون وليس اصغاء الى صوت العقل والحكمة والتجربة .. ها هي كوردستان تصالحت مع ممن كانوا هراوة  بيد الدكتاتور صدام حسين وتناسى شعبها الاحقاد واندملت جراح الماضي الى حد اصبحت مسألة من التاريخ الذي يذكر ولايعاد.
هذه القوى والحكومة ايضا لا تثقف باهمية الحوار وتجري حواراتها وراء الابواب الموصدة  وتتبرأ منه ما ان تضغط عليها بعض الاطراف .. بل ان قسما من القوى السياسية تستخدمه للتسقيط السياسي ومحاولة النيل من الشريك قبل عدو اليوم وربما صديق المستقبل ، مثلما حدث مع رئيس البرلمان الذي سعى البعض لاستجوابه وشكلت لجنة لهذا الغرض واغلب الظن ستدفن ما تتوصل اليه ،بعدما تبينت مؤشرات ودلائل حسب المصادر الاعلامية وغيرها  ان الحكومة ضالعة في هذه الحوارات وحسنا تفعل الحكومة حين تتحاور مع البعض الذي يقف اليوم موقفا سلبيا او عدائيا ، فربما استطاعت ان تغير وجهات نظره وتستجيب  الى بعض رؤاه وليس في ذلك خسارة او نكوص عن النظام الديمقراطي الذي ننشده ، بل بالعكس تعزيز له واكسابه منعه وحرمان  الدواعش مما قد يكون امتدادا اجتماعيا لهم .
الحوار الذي يجري تحت الشمس يحمل عوامل نجاح اكبر بكثير من الذي يتم خلف الابواب الموصدة ، ولا يعرف عما يدور فيه شيئا وما يجهله الرأي العام يكون للاشاعات  المغرضة  تأثير ودور في اثارة البلبلة في صفوفه.
على اية حال ها هي قطر وليس في معرض  الدفاع عنها ولا عن غيرها 
تعلن عن قرب افتتاح سفارتها والسعودية تسمي سفيرها وقنصلها في اربيل اليس ذلك من مخرجات الحوار المباشر والاتصالات الدبلوماسية والشروحات لوجهات النظر، وهي بداية لتعاون اعمق واكثر جدوى على مختلف الصعد لما فيه خير شعوبنا.
ماذا سيقول الذين شنعوا على البلدين  وارادوا  ان نحد سكاكينا على هذين البلدين؟ اليست هذه خطوة جيدة واستجابة لمطلب بناء علاقات تعاون وحسن جوار بين الاشقاء ومقدمة لتطوير العلاقات؟
ان اي حوار بهدف المصالحة الوطنية وتحقيقها يحتاج الى قدر من الشجاعة والتسامح  وابداء التنازلات والمرونة والترفع عن الصغائر والاجندات السياسية الضيقة والتأثيرات الضارة لاجل حفظ مصالح شعبنا ووحدته .

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


ماجد زيدان الربيعي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2015/09/17



كتابة تعليق لموضوع : المصالحة الوطنية تحتاج للترفع عن الصغائر
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net