المواطن العراقي غريق الفساد ومياه الأمطار
محمد ابو النيل
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
ما ان انتهى فصل الصيف, وماصاحبه من ألم, حتى طل علينا فصل الشتاء, الذي لايقل ضراوة عن سابقه, لما يصاحبه من برد قارص, وهطول للأمطار, فبين الصيف وآلامه الكبيرة, والشتاء وأمطاره الغزيرة, يقف المواطن العراقي حائرا, في الصيف بأنتظار رحمة أصحاب المولدات الأهلية, وفي الشتاء يتجه للطوابق العلوية, هربا من مياه الأمطار, التي إجتاحت البيوت دون إستئذآن, وصورة لنا يوم الحشر العظيم, وكيف يفوز المخفون آنذاك.
عندما تشخص الهموم والمشاكل, التي يعاني منها الوطن والمواطن, ولاتوضع لها الحلول الجذرية, لابد لها ان تزداد بشكل ملفت للنظر, كما هو حالنا الذي لانحسد عليه, وما تقوم به الحكومة من حلول ترقيعية بين الحين والآخر, لانجد لها أثرا على أرض الواقع, من قبيل إستنفار دوائر الدولة, لمواجهة الأمطار, بعطلة رسمية, تعلنها أمانة مجلس الوزراء, بكل فخر وإعتزاز.
لم نستغرب, عندما أكد مجلس محافظة بغداد, ان أمانة العاصمة, ليس لديها خطة فعلية, لمواجهة مياه الأمطار, التي غمرت عدد من المناطق, وهي مياه أمطار, وليست زلازل او براكين, وكان على الحكومة, محاسبة الحاج نعيم عبعوب (كما يحلو للسيد رئيس الوزراء السابق ان يسميه) قبل ان تشكر أمينة بغدد على الفشل الذريع, الذي حققته في وقت خرافي.
كل يلقي باللائمة على من سبقه, والبلد الذي يحتل المركز الأول عالميا في الفساد, لايقدم فيه فاسدا الى القضاء, ومن يحكم عليه بالسجن, لابد ان يكون خارج البلد, في خطوة اقل ما يقال عنها, انها ضحك على ذقون البسطاء من الناس.
نسمع هذه الأيام, ان المواطن العراقي غريق الفساد ومياه الأمطار, ولكننا نذهب الى ما هو أبعد من ذلك, فنقول أنه غريق نفسه, التي أمرته بأعادة إنتخاب الفاسدين, لعدة مرات, من أجل مصالح شخصية وفئوية ضيقة, دون ان يتعض ويتسائل لماذا من نأتي به مسؤولا لتقديم الخدمة, يصبح سارقا لأموال الأمة؟
في الختام, نبعث برسالة, لمن يقول ان التركة ثقيلة, إكرمونا بعدم رؤية وجوهكم, وكونوا أحلاس بيوتكم, خير لنا ولكم, لأنكم أما ان تكونوا جبناء, غير قادرين على ان تفضحوا أسماء الفاسدين, او أنكم إمتداد لهم, إفسحوا المجال لمن هو أهلا للمسؤولية, فلا ينهض بالحمل الثقيل الآ أهله.
قناتنا على التلغرام :
https://t.me/kitabat
محمد ابو النيل
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat