صفحة الكاتب : ماجد زيدان الربيعي

حـيتان الفسـاد نهـبوا الامـلاك المصـادرة
ماجد زيدان الربيعي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

في برنامج بثته قناة البغدادية الفضائية ليلة الاثنين الماضية كشف الناطق باسم لجنة النزاهة النيابية عن ملفات فساد، بل عن فضائح من العيار الثقيل ارتكبها مسؤولون في الدولة، هي فرهود حقيقي للاملاك المصادرة بعد التغيير الذي اطاح بنظام صدام حسين.

بين الناطق باسم لجنة النزاهة النيابية عادل نوري نوعية الاملاك ولمن كانت تعود ومن استولى عليها وسجلها باسمه، فهي املاك تعود الى المسؤولين في زمن صدام  وتقع في ارقى مناطق بغداد واغلاها على الاطلاق، وذات مواصفات عقارية غاية في الجودة والسعة بيعت لهم باسعار رمزية فقد اوضح ان فاروق الاعرجي مدير مكتب القائد العام للقوات المسلحة قد فرهد عدداً منها باسماء بناته واولاده واسمه احصيت منها خمسة املاك ، وكذلك كشف بالوثيقة ان بهاء الاعرجي نائب رئيس الوزراء السابق هو الاخر كان له نصيب من ذلك، الى جانب عدنان الاسدي واولاده واخيه، وكأن لسان حالهم يقول (ما في حدا احسن من حدا) بل هو واقع حال وشهادة موثقة تؤثر الى ان من يحكمنا هم مافيات ، وليس مسؤولون يهمهم بناء بلد والبدء بعهد جديد خال من الفساد.

الواقع ان من استمع الى البرنامج اكيد شعر بالغضب والافتراق عن هذه القوى التي استولت على السلطة، وانشأت طبقتها الطفيلية الجديدة بالقوة وبنهب اموال الشعب العراقي.

استغرب المتحدث من عدم وضع هذه الاملاك المصادرة بالمزاد العلني واشراك بقية شعبنا، حتى النظام الصدامي المجرم حين اغتصب عقارات المهجرين والمعارضين لسياساته اعلن بيعها في المزاد. ها نحن نترحم على سارق الاكفان من المسؤولين الجدد.

ان هذا النهب المنظم يجب ان تعيد النظر الحكومة باجراءاته وتشكيل لجان تحقيقية بهذا الفساد الصارخ وتقدم كل من اقترفه الى القضاء وتستعيد ما تم نهبه، والا فما معنى ان يستولي مسؤول على خمس عقارات له ولافراد عائلته.

بين السخرية والواقع المر يرى بعض الذين يفسرون هذه الظاهرة اجتماعياً، بان الحكام الجدد الذين جاءوا ما بعد الاطاحة بالدكتاتورية ارادوا ان ينشئوا طبقة تشكل قاعدة اجتماعية لحكمهم ، فاتاحوا الفرصة لكبار المسؤولين ولاتباعهم ان يكونوا العمود الفقري لهذه الطبقة البرجوازية بانواعها بنهب المال العام والخاص وعلى اوسع نطاق ، كي لا يكون بينهم نظيف اليد وعفيف الا ما ندر.

وهذه تجربة طبقها الغرب وشجع عليها بعد انهيار المعسكر الاشتراكي السابق، اذ اصبح قادة ما سمي بالتغيير هم كبار الرأسماليين في بلدانهم.

لا احد يستغرب من عدم محاسبة حيتان الفساد وحديثي النعم، فهم من السعة والتسلط والتغلغل في مفاصل الدولة والتحكم بها يشكلون قوة كبيرة لايمكن وضع حد لها ومحاسبتها على ما اقترفت الا باحداث انعطافة حاسمة في الانتخابات المقبلة واعادة بناء دولة القانون والمؤسسات، وذلك من خلال الاستمرار في محاصرتها وخنقها وتحطيم مصادر قوتها. باعادة ما قامت بنهبه بالتحايل على القانون او من خلال فرض الامر الواقع. 18—11-2015


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


ماجد زيدان الربيعي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2015/11/19



كتابة تعليق لموضوع : حـيتان الفسـاد نهـبوا الامـلاك المصـادرة
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 

أحدث التعليقات إضافة (عدد : 1)


• (1) - كتب : ابو زهراء العبادي ا ، في 2015/11/19 .

السيد ماجد الزيدان
السلام عليكم
في مقالكم ربما ٱجد عنصر معلومات ورد فيها ٱعتبره وضعت فيه ٱلأصبع على الجرح .وحللتم كما يقال حزورة الفساد في العراق .وبينتم سببها الاول ..وهو قولكم ....وهذه تجربة طبقها وشجع عليها الغرب بعد ٱنهيار المعسكر الشرقي الاشتراكي .وٱصبح قادة التغير هم كبار الرٱسماليون في بلدانهم ؟ فبعد التحول السياسي في العراق تحول العراق وبسرعة ودون دراسة ودون تمهيد الى ٱقتصاد السوق .وقد رافق تلك ٱلأنتقاله بروز ظاهرة الرٱسماليون ومن صفوف الطبقة السياسية الحاكمة مستفادة من ٱجواء ٱلأنفتاح الاقتصادي في البلد لتكوين ثرواتها .كما هو الحال في مصر في عهد الانفتاح الساداتي .وما رافقه من ظهور حيتان فساد كبيرة .وفي روسيا ٱيضا الصورة مشابهه لما حدث عندنا .فالتجربة طبقة في البلدان التي خرجت من نظام معين الى ٱقتصاد السوق ،ٱحييكم من كل قلبي على مقالكم .حيث وظعتم الحروف على النقط ؟




حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net