صفحة الكاتب : مهدي المولى

الاحتفال بجيش صدام ماذا يعني
مهدي المولى

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
لا شك ان العراق ولد في 9-4-2003  أما قبل ذلك فليس هناك اي عراق  فكان العراق قبل ذلك التاريخ  محتلا فتحرر بعد ذلك التاريخ فالاحتلال كما هو معروف ليس احتلال الارض وانما احتلال العقول  وما قبل ذلك التاريخ كان عقل الانسان العراقي محتلا مقيدا لكنه بعد هذا التاريخ تحرر عقله تحطمت كل القيود والاغلال التي كانت تقيد عقل الانسان العراقي وتشل حركته
المشكلة العويصة التي واجهها العراقيين بعد تحرير عقل العراقيين انطلق الجميع كل من حسب مستواه   العقلي والفكري وحسب نضوج  عقله لهذا حدثت شبه بل اقول فوضى عارمة في البلد متضاربة متعارضة
وبالتالي سادت  الافكار المتخلفة  بحكم واقع المجتمع وهذا امر طبيعي   وهذه هي البداية لنمو عقولنا ونضوجها وتطورها  لهذا يتطلب من اهل العقول الناضجة والافكار النيرة  ان يتحركوا لتعليم الشعب وينطلقوا من مستواه اي ينزلوا الى مستواه ثم رفعه الى الاعلى بدون الاصصدام مع ثوابته الاخلاقية والدينية دعوا الناس تتكلم بحرية دعوها تختار بحرية احترموا ذلك انها الوسيلة الوحيدة لتطور وتقدم المجتمع اياكم والقوة الا من يحمل السلاح ويقول انا ربكم الاعلى فهذا وباء خطر ويجب ان يعامل كوباء
نعود الى  الاحتفال بميلاد ما سموه الجيش العراقي فهذا الجيش الذي نشأ نشأة طائفية عنصرية حرم على اغلبية سكان العراق الدخول الانتماء الى  هذا الجيش تحريما كاملا   حتى اصبح جيش عائلة منطقة في خدمة صدام وافراد حاشيته صحيح سمح لبعض الشيعة الا انهم خدم وعبيد 
نعم هناك بعض الضباط الشرفاء الا ان هؤلاء لا دور لهم ولا تأثير يسيرون جنب الحيط يعيشون في حالة خوف كل الذي يرغبوا به هو استلام الراتب وبقائه حيا يعني لا نملك جيشا يملك قيادة مهنية مهمتها حماية الوطن والشعب لو كنا نملك قيادة عسكرية مهنية لاتخذت الموقف المطلوب الذي يجب ان تتخذه اي قيادة عسكرية وجنبت العراقيين والعراق نار جهنم التي فتح بابها رعونة وحماقة وجهل وفساد صدام وزمرته
فالقيادة العسكرية المهنية مهمتها الدفاع عن الوطن والشعب وحمايتهما وتجنب الشعب  الكوارث والمصائب والمحن وما  قامت به القيادة العسكرية في مصر في تونس الا دليل على مهنية وشرعية القيادة العسكرية في هذين البلدين فانهما  راقبا احداث بلديهما بدقة عندما وصلتا الى النقطة الحرجة تحرك الجيش وفرض نفسه ومسك الاوضاع بيده وامر الحاكم بالتنازل عن الحكم وقال للشعب اختر ما تريد وهكذا حمى الشعب من الفوضى وممتلكات  الشعب العامة والخاصة من السرقة والتدمير
الحقيقة ان  الجيش  العراقي لا يملك مثل هذه القيادة المهنية والتي تعتز بشرعيتها وعسكريتها  وتفتخر بمهمتها وواجبها  نعم لدى البعض هذه الروح وهذه القيم الا انهم كانوا مقيدين وتحت المراقبة لا قدرة حتى على الكلام  لكن الاغلبية من قادة الجيش لا تهتم بها ولا تفكر بها بل كل ما يهمها ويشغلها  هو رضا صدام وعناصر حاشيته والحصول على مكارمه والتفاتاته  التي لا حدود وحاول بعض هؤلاء الحصول على الكثير من المكارم والامتيازات والنفوذ والمناصب عن طريق زوجاتهم  شقيقاتهم حتى بدأ تنافس حاد بين هؤلاء كل واحد يرغب في الحصول على المكرمة الأكبر والمنصب الاعلى من خلال الاعلان عن ذلك بشكل علني وامام الشعب وخاصة في المهرجانات الدعائية التي تقام بحضرة صدام وكان الغاية منها اذلال هؤلاء الجنرلات والغريب ان هؤلاء يذلون انفسهم بانفسهم عندما جعلوا من زوجاتهم واعراضهم وسيلة لتحقيق ما يرغبون  هذا الجنرال يقول سيدي ان زوجتي رأتك في المنام وانت تصلي فوق الكعبة ويقوم جنرال اخر ويقول ان زوجتي رأتك في المنام وانت مرتديا ملابس بيضاء والنبي معك  وهذا يعني سيدي زوجتي تريد زيارتك   وكان اللقاء يتم ليلا
قال  الكاتب المعروف حسن العلوي احد الذين صنعوا صدام اي صنعوا طغيان واستبداد وظلم صدام قلت لصدام لماذا تلتقي ليلا بنساء القادة فرد صدام مبتسما هذه رغبة ازواجهن اعتقد ان هؤلاء لا يصلحون ضباط عسكريين هؤلاء مجرد عبيد وخدم للطاغية يذكروننا بعنترة بن شداد فهو عبد يحمي سيده ومركزه وعندما يزيل الخطر عن سيده يقول له انت عبدا
كان المفروض ان نبعد كل قادة جيش صدام وعدم اعادتهم بعد التغيير  ووضع خطة بدقة وبناء جيشا جديدا الا ان الحكومة الجديدة أعتمدت على نفس العناصر  التي هدفها سرقة اموال الشعب ونشر الفوضى وهكذا عاد جيش صدام بعد ان كان ينتظر مكرمات صدام مقابل الخضوع له باي وسيلة اما في عصر الفوضى فساد الفساد  والسرقة  وعندما واجه الهجمة الارهابية الوهابية الصدامية انهار بسرعة غير متوقعة لولا الفتوى الربانية  التي اصدرتها المرجعية الدينية ولبى ابناء العراق الفتوى وتأسيس الحشد الشعبي وتصدى للهجمة الظلامية الوهابية فعاد للجيش هيبته  واعاد ثقته بنفسه
نأمل من  العراقيين الشرفاء المخلصين  وضع الخطط والدراسات لبناء جيش عراقي مهني عسكري مهمته حماية العراق والعراقيين من كل معتدي اثيم سواء من خارج العراق او من داخل العراق
نريد قيادة عسكرية مهنية تفتخر وتعتز بعسكريتها ومهنيتها ليس عبيد وخدم لحاكم مهمتها حماية الحاكم وحاشيته مهمتها حماية الشعب والوطن وتجنيب الشعب من الكوارث والمصائب مهمته حماية الدستور والقانون نأمل ذلك

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


مهدي المولى
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2016/01/06



كتابة تعليق لموضوع : الاحتفال بجيش صدام ماذا يعني
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net