شيعة السعودية بين سندان مشايخ الوهابية ومطرقة "داعش"
نبيل لطيف

 تحاول السلطات السعودية ان تظهر بمظهر المدافع عن الوحدة الوطنية ، في كل مرة تتعرض له مساجد وحسينيات اتباع اهل البيت (ع) لتفجيرات ارهابية وعمليات اطلاق نار ، كما حدث يوم الجمعة الماضي ، عندما استهدف ارهابيان من “الدواعش” مسجد الامام الرضا (ع) بمنطقة الأحساء ، حيث دفعت للواجهة بعض مشايخ الوهابية ، الذين نددوا بالتفجيرات ، التي ذهب ضحيتها نحو مئتي قتيل وجريح.
مهمة السلطات السعودية في دفع بعض مشايخ الوهابية الى الواجهه لينددوا بجرائم “داعش” ، التي تستهدف الشيعة في السعودية ، تعتبر عملية معقدة ، وهذا التعقيد يكمن في الصعوبة التي تجدها هذه السلطات في اقناع الراي العام السعودي والعربي والاسلامي والدولي ، بحقيقة هذه الادانات التي تخرج من افواة مشايخ الوهابية ، لسبب بسيط وهو ان التفجيرات التي تستهدف الشيعة والتي تنفذها “داعش” ، هي تطبيقات عملية للعقيدة الوهابية التي يروجها هؤلاء المشايخ الوهابية منذ عقود .
برزت صعوبة مهمة السلطات السعودية ، عندما علق الداعية الوهابي عبدالعزيز الفوزان، أستاذ الفقه المقارن بالمعهد العالي للقضاء، على التفجير الارهابي الذي استهدف مسجد الامام الرضا (ع) في الاحساء في المنطقة الشرقية قائلا: “ليس أول تفجير ولن يكون الأخير ما دامت إيران الصفوية تعلن حربها على الإسلام (يقصد بالاسلام نظام آل سعود والوهابية) ،” وذلك في مقابلة أجراها على قناة الرسالة ، الامر الذي فُسر على انه تهديد علني من الفوزان ضد المسلمين الشيعة في السعودية.
الفوزان هذا ، المعروف بقربه من آل سعود وخاصة ولي العهد محمد بن نايف ، لم يتمكن من كبت ما في داخله من حقد وغل على اتباع اهل البيت (ع) ، حتى للحظات ، فاخرج ما بداخله متوعدا الشيعة بانهم سيكونون ضحية السياسة الطائفية للسعودية على الصعيدين الاقليمي والدولي ، عندما اكد ان هذه التفجيرات ستتواصل ضد الشيعة ، رافضا ربطها بفتاوى مشايخ الوهابية التكفيرية.
الملفت ان هذا الداعية الوهابي حمل إيران مسؤولية التفجير ، واعتبر “داعش” بأنها صناعة إيرانية ، مساويا بينها وبين المقاومة في لبنان وسوريا والعراق واليمن ، دون ان يقدم دليلا واحدا على مزاعمه المضحكة والتي تفضح الوهابية اكثر من ان تسترها ، لاسيما قوله : ان الروافض والخوارج يجتمعون في ثلاثة أمور خطيرة جدا، وهي: تكفير الأمة، واستحلال دماء المسلمين وحرماتهم وأعراضهم، بالإضافة إلى خدمتهم لأعداء المسلمين، ليطحن بعضنا بعضا” ، فلا يختلف اثنان على ان هذه الصفات هي ذات الوهابية ومن افرازاتها القاعدية و “الداعشية” ، فكل ما يشهده العالم الاسلامي اليوم هي بعض تطبيقات العقيدة الوهابية الفتنوية التكفيرية.
ليس هناك حاجة لاثبات كذب الفوزان ، فكل الذي قاله يكشف مدى عنصريته وطائفيته وحقده وتخلفه ، خاصة وهو يكرر عبارات “الروافض” و “الصفوية” و.. ، الا اننا سننقل بعض ما قاله الفوزان ، في وقت سابق في حديث مع قناة الرسالة السعودية التكفيرية، عندما أصرَ على كفر الشيعة وانحرافهم وشركهم.. لكن الاشكال ـ في رأيه ـ هل عوامهم كفار أم لا؟! ، ليصل الى نتيجة مفادها انه مع وجود هذه الثورة المعلوماتية فان اصرار عامتهم على التشيع يجعلهم كفارا!!.
كان الله بعون اتباع اهل البيت (عليهم السلام) في السعودية ، فهم بين سندان مشايخ الوهابية ومطرقة “الدواعش” ، ترى هل يمكن بعد سماع مثل هذا الهذيان ، ان يقتنع عاقل بأن الفوزان يمكن ان يرفض او يندد ب”الدواعش” و القاعدة ، لقتلهم الشيعة وهم “روافض وكفار” من وجهة نظر الفوزان الذي يؤمن بالوهابية كما تؤمن بها “داعش” والقاعدة؟، اليست جريمة الفوزان ومن على شاكلته من مشايخ الوهابية ، بتكفير المسلمين الشيعة اكبر واخطر من جرائم “داعش” ؟، فلولا هذه الجريمة ، لما وجدت “داعش” اصلا، ولولا البترودولار السعودي لما انتشرت الوهابية في العالم ، ولولا الوهابية وآل سعود ، لكان العالم اكثر امنا واستقرارا.
 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


نبيل لطيف

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2016/02/01



كتابة تعليق لموضوع : شيعة السعودية بين سندان مشايخ الوهابية ومطرقة "داعش"
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net