قضايا تاريخية مهمة حول تراث كربلاء وارثها الحضاري
الشيخ عقيل الحمداني
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
بحضور حوزوي واكاديمي متميز عقد مركز تراث كربلاء المقدسة التابع لقسم شؤون المعارف الإسلامية والإنسانية في العتبة العباسية المقدسة ندوته الرابعة عشـر تحت عنوان (كربلاء مدينة التراث و الحضارة) يوم الجمعة 18ربيع الآخر 1437هـ الموافق 29/1/2016 وذلك على قاعة الامام القاسم (عليه السلام).
كانت الندوة في مضمونها عبارة عن بحثين الاول الموسوم (النظام الإداري في كربلاء في العهد العثماني المتأخر 1839 ــ 1914م ) والذي قدمه م.د. علاء عباس نعمة الصافي , أما البحث الثاني بعنوان (واقعة كربلاء في مصنفات القاضي النعماني المغربي ) قدمه م.د. محمد مهدي علي , حيث لاقت هذه البحوث تفاعل من قبل الشخصيات الدينيّة والأكاديميّة الحاضرة المهتمّة بتاريخ وتراث أهل البيت (عليهم السلام).
وكانت لنا مداخلات واضافات وتعليقات حول ماتم طرحه من قبل الباحثين الاعزاء تمثلت بما يلي :
اولا : بالنسبة لبحث النظام الاداري في كربلاء في العهد العثماني بعد تثمين جهد الباحث الكريم قلنا :
1- اشار الدكتور الصافي الى ان تمصير الهندية (طويريج ) كان سنة 1893لكن المتتبع لاراء من درس نشوء مدينة طويريج كمجتمع سكاني واشير اليها كبلد او مدينة كان قبل ذلك التاريخ باكثر من 20 سنة ..حسب ماذكر عدد من الكتاب خذ اليك ما أورده الدكتور علي الوردي في كتابه لمحات اجتماعية من تاريخ العراق - ج3. صفحة 6.فيقول: «ظهرت خلال تلك المدة مدن كثيرة لم يكن لها وجود من قبل، أو كانت قرى صغيرة فنمت. وفي ما يلي أسماء تلك المدن مرتبة حسب سنوات تأسيسها، أو بداية نموها: العمارة 1861 - علي الغربي 1864 - العزيزية 1865 - قلعة صالح 1868 - المحمودية 1868 - الكوت 1869 - الهندية 1870».
ويقول :يقول ستيڤن لونكريك في كتابه أربعة قرون من تاريخ العراق صفحة 376. ما نصُّه: «وعلى هذا أصبح العراق التركي بشكله الأخير يومئذ (سنة 1879) يحده سنجق دير الزور الذي لا يتبع أية ولاية، وولاية ديار بكر...، وإيران. وكان يتألف من ولايات ثلاث هي: ولاية الموصل، وولاية بغداد التي كانت تضم سنجق المركز، وسنجق كربلاء، وأقضيته الهندية، والنجف، وقضاء الرزازة الصحراوي...».
2- ان نهر الهندية حفر على بقايا واطلال نهر البالاكوباس القديم ..ﻛﺎﻥ ﻳﺼﻄﻠﺢ ﻋﻠﻰ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻤﺸﺎﺭﻳﻊ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺮﻥ ﺍﻟﺮﺍﺑﻊ ﻗﺒﻞ ﺍﻟﻤﻴﻼﺩ ( ﺑﺎﻻﻛﻮﺑﺎﺱ ) ﻓﻲ ﺯﻣﻦ ﺍﻻﺳﻜﻨﺪﺭ ﺍﻟﻤﻘﺪﻭﻧﻲ , ﻭﻫﻲ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻗﻨﺎﻃﺮ ﺇﺭﻭﺍﺋﻴﺔ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻨﻈﻢ. ﺗﺼﺮﻳﻒ ﻣﻴﺎﻩ ﻧﻬﺮ ﺍﻟﻔﺮﺍﺕ ﺍﻟﻔﺎﺋﻀﺔ , ﻭﺗﻨﻈﻢ ﻣﻴﺎﻫﻪ ﺇﻟﻰ ﺟﺪﺍﻭﻝ ﻋﺪﺓ ﺗﺮﻭﻱ ﺃﺭﺽ ﺑﺎﺑﻞ ...
يقول ستيڤن لونكريك في كتابه أربعة قرون من تاريخ العراق. صفحة 376.ترجمة: جعفر خياط, الناشر.واصفا العراق عام 1500 ميلادي (906 هـ) قائلا:((... وقد كانت تقع إلى الغرب (أي غرب الفرات) في أرض تتعرض للفيضان في الربيع، الرماحية والكوفة والعتبات المقدسة. أما البالاكوباس ـ أعني ـ فرع الهندية من الفرات فقد كان جافا مطمورا مهجورا... ولم تكن طويريج قد مصرت بعد)).
ثانيا - بالنسبة لبحث الدكتور محمد مهدي علي فبعد تقديم وافر الشكر والامتنان له قلنا :
أ- بضياع الكتب المهمة التي تتحدث عن مقتل الامام الحسين ع وثورة عاشوراء ضاعت اكثر من 40 % من نصوص وقعة كربلاء المروية طبعا عن غير المعصومين ..
* حيث ضاعت النسخة الاصلية لمقتل ابي مخنف كما اجمع على ذلك كل من درس حياته وبالتالي بضياعها فسح المجال للدس في بعض مروياتها بالعصور التي تلت وفاة ابي مخنف ..
*وضياع مقتل مقتل الحسين عليه السلام - محمّد بن عمر الواقديّ (م 207 هـ).
الذي ذكر فيه نصوص مهمة عن كربلاء لم تشر اليها بقية المصادر وهذه النسخة من المقتل صودرت من قبل السلطات العباسية كما احتمل بعض المحققين .
* ضياع مقتل العباس ع الذي الفه الشيخ الصدوق اعلى الله مقامه والذي اشار اليه في بعض كتبه ..والذي يحتوي على معارف هامة عن كربلاء والمعركة ..
وهنالك عشرات كتب المقاتل ايضا فقدت ولم تصل الينا نصوصها امثال :
مقتل الحسين عليه السلام) جابر بن يزيد الجعفيّ. كان من أصحاب الإمام الباقر عليه السلام والإمام الصادق عليه السلام .رجال النجاشيّ- ص 128- 129 الرقم: 332.
2- (مقتل الحسين عليه السلام) القاسم بن الأصبغ بن نباتة المجاشعيّ.
مقتل الحسين عليه السلام: عمّار بن أبي معاوية البجليّ الدهنيّ المعروف باسم عمّار الدهنيّ (م 1333 هـ).لم يذكر أحدٌ من المؤرّخين وعلماء الرجال المتقدّمين مصنّفاً أو رسالة حول واقعة عاشوراء لعمّار الدهنيّ باسم (مقتل الحسين عليه السلام) إلّا أنّه - وكما أُشير سابقاً - فإنّ الطبريّ قد نقل في تاريخه، ضمن عدّة صفحات، خبراً مطوّلاً نسبيّاً، عن عمّار الدهنيّ، حول واقعة عاشوراء من بدايتها إلى نهايتها.
وكذلك ما رُوي عنه من أخبار، في مصادر أخرى، حول هذه الواقعة، وهذا ممّا يدلّ على أنّ للدهنيّ كتاباً مستقلّاً باسم المقتل- ولو مختصراً- كما هو ثابت عند كثيرٍ من المصنّفين المتقدّمين، وقد نصّ على ذلك أيضاً بعض المحقّقين المعاصرين ونسب للدهنيّ مقتلاً وهو محمّد باقر المحموديّ- عبرات المصطفين- ج 1- ص 6.
انّ من بين المحدّثين والمؤرّخين الشيعة والسنّة الذين نُسب إليهم- كما ورد في المصادر الرجاليّة المتقدّمة- كتبٌ تحت عنوان (مقتل الحسين عليه السلام) أو ما هو قريب منه في ذلك القرن، يمكن ذكر ما يلي:
1- مقتل الحسين عليه السلام - هشام بن محمّد الكلبيّ(م 204 أو 206 هـ).
2- مقتل الحسين عليه السلام - محمّد بن عمر الواقديّ (م 207 هـ).
3- مقتل الحسين عليه السلام - أبو عبيدة معمّر بن المثنّى(م 209 هـ).
4- مقتل الحسين عليه السلام - زحم بن مزاحم المنقريّ (م 212 هـ).
5- مقتل الحسين عليه السلام - أبو عبيدة قاسم بن سلام الهرويّ(م 223 أو 224 هـ). وسيأتي معنا أن ابن عبد ربّه21 قد روى هو ومحمّد بن أحمد بن تميمطائفة من أخبار هذا المقتل.
6- مقتل الحسين بن عليّ عليه السلام أو السيرة في مقتل الحسين عليه السلام أبو الحسن عليّ بن محمّد المدائنيّ البغداديّ (م 224- أو 225 هـ).
وقد نقل عنه أبو الفرج الأصفهانيّ- وسبط ابن الجوزيّوجمال الدّين يوسف المزّيّ.
7- ترجمة الحسين عليه السلام ومقتله من الطبقات الكبرى، محمّد بن سعد (م 230 هـ).
8- كتاب المقتل: أحمد بن حنبل (م 241 هـ).
وقد روى ابن شهرآشوب خبراً من هذا المقتل
9- مقتل الحسين عليه السلام - إبراهيم بن إسحاق النهاونديّ (م 269 هـ).
10- كتاب المقتل - عبد الله بن عمرو الورّاق (م 274 هـ). وقد أورد سبط ابن
لجوزيّ في بعض مصنّفاته خبراً عن هذا المقتل
11- مقتل الحسين بن عليّ عليه السلام: ابن قتيبة الدّينوريّ (م 276 هـ).
وذكر أيضاً في كتاب (الإمامة والسياسة) المنسوب إليه، أخباراً بما يقرب من ثماني صفحات حول نهضة الإمام الحسين عليه السلام تشبه كثيراً الأخبار التي نقلها حول ذلك ابن عبد ربّه في العقد الفريد33.
12- ترجمة ومقتل الإمام الحسين عليه السلام (المجلّد الثالث من مجموعة ثلاثة عشر مجلّداً باسم أنساب الأشراف). أحمد بن يحيى بن جابر البلاذريّ (م 279 هـ).
13- مقتل الحسين عليه السلام أبو بكر عبد الله بن محمّد بن عبيد بن سفيان بن قيس القرشيّ الأمويّ المعروف بابن أبي الدنيا(م 281 هـ).
استفاد عبد الرحمن بن الجوزيّ وابن عساكر من الأخبار الواردة في هذا المقتل- وقد كان هذا الكتاب موجوداً عند سبط بن الجوزيّ (القرن السابع) الذي نقل عنه أخباراً في عدّة مواضع من كتابه.
14- رواية النهضة الكربلائيّة في الأخبار الطوال- أبو حنيفة الدّينوريّ (م 282 هـ).
15- مقتل الحسين عليه السلام - أبو إسحاق إبراهيم بن محمّد بن سعيد الثقفيّ الكوفيّ صاحب كتاب الغارات (م 283 هـ).
16- مقتل الحسين عليه السلام - حسن بن سهل المجوز البصريّ (م 290 هـ).
17- مقتل الحسين عليه السلام - أبو عبد الله محمّد بن زكريا الغلابيّ البصريّ البغداديّ(م 298 هـ).
روى ابن عساكر عنه خبراً حول قبر الإمام الحسين عليه السلام
كما في كتاب نهضة عاشوراء للحسيني ص 16 ومابعدها .
ب- لايمكن لنا الاعتماد على كل ماورد في تاريخ الطبري بانه نص مقدس وموثوق فالطبري هو من كتاب السلطان وسياسته في كتابه تتلائم مع سياسة ال العباس المعادية لال محمد ص وبالتالي لايمكن الركون اليها مطلقا في نصوصه لان لديه مايقرب من 300 شيخ من مشايخه ورواته التي يعول عليهم اهل كذب وتدليس وافتراءا في مقدمتهم سيف بن عمر التميمي الوضاع . ولهذا من المهم ان ناخذ الروايات من مصادر اخرى وندرسها .
ج- ان القاضي النعمان بمؤلفاته كان بمثابة فاتح تخلص من قيود ال العباس التي يفرضونها على الكتاب واهل السيرة والتاريخ وبالاخص في كتابه شرح الاخبار الذي ذكر فيه تفاصيل جديدة ومميزة عن وقائع كربلاء وماجرى فيها .
د- ذكر الباحث الكريم ان القاضي النعمان اوجز تحرك مسلم ومقتله في كتابه شرح الاخبار ونحن نقول حسنا فعل لانه ابعدنا عن مفتريات واساطير المؤرخ الطبري الذي ملا بها كتابه التاريخ والتي اساءت لمقام مسلم بن عقيل ع وجعلت منه قائدا مترددا وتراة يجبنه الحسين ع واخرى يتيه في ازقة الكوفة ..واخرى يوقعونه في حفرة ويعتقلونه ...الخ ترهات الطبري ومشايخه والتي تحتاج الى دراسات كثيرة من حيث السند والمتن والبحث في صحتها ..
وهنالك محاور اخرى اعرضنا عنها طلبا للاختصار
قناتنا على التلغرام :
https://t.me/kitabat
الشيخ عقيل الحمداني
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat