صفحة الكاتب : هادي جلو مرعي

الى السياسيين الشيعة..
هادي جلو مرعي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
    الأمور تمضي الى الهاوية بسبب إصراركم على الخطأ وعدم التصحيح والتقويم والإصلاح، وبينما يصر السياسيون السنة على عدم الإستسلام لشروط اللعبة السياسية وتأكيد المعارضة وحتى التفكير بعودة حزب البعث وإستجلاب الدعم الدولي كما هو حال الدعوات لحماية دولية لسكان ديالى من السنة.. لاأعرف ماهو مصير سكان ديالى من الشيعة،؟ ونتيجة لظروف المحنة الراهنة فإنكم تأخذون بنا الى مجهول وفوضى، وقد يتم بالفعل عاجلا، أو آجلا إقتحام الخضراء من قبل جموع غاضبة، أو قوى سياسية، أو عسكرية، وربما ستضطر أمريكا مستغلة الفوضى والعجز الذي تخوضون فيه الى قلب المعادلة... لذلك لابد من حل ما، وتصور كبير ترقى فيه الزعامات الشيعية الى مستوى الإلهام السياسي، وتصنع تحولا جذريا يعود بالعراق الى السكة الصحيحة.
    الإجتماع الذي عقد في منزل الرئيس معصوم في الثاني من مارش الجاري وهو منزل كان يملكه وطبان شقيق صدام حسين لم يأت بنتائج حقيقية ويذكرنا بجميع المماطلات والتسويف الذي مورس لأكثر من مرة عندما كانت التظاهرات والإحتجاجات تخرج غاضبة ليتم تهدئة الأمور بإجراءات ترقيعية وقرارات ليست ذات قيمة، ولاتقنع فردا في الشارع المضطرب والباحث عن التغيير والطامح لقلب المعادلة والقيام بإصلاحات جذرية، فقد قرر الحاضرون من زعماء الكتل السياسية أن يفوضوا العبادي لإحداث تغيير وزاري لتشكيل حكومة تكنوقراط وهو الأمر الذي تطالب به المجموعات السياسية مع إن التكنوقراط هم أيضا عراقيون وسيكون في إستقبال كل واحد منهم يدخل وزارته في اليوم الأول من تسنمه المسؤولية عشرات الشياطين من الموظفين الذين تعودوا الإحتيال والفساد والرشوة والسرقة وسيمارسون معهم لعبة القط والفار وسيدوخونهم بالبنات الجميلات والإمتيازات والأضواء وكاميرات التلفزيون وسيزوغون عنهم ليمارسوا لعبة قذرة جديدة.
    العراق بحاجة الى حل ثوري فاعل يشمل الجميع، ويعطل المنظومة السياسية الفاسدة وبحكم مركزي وليس كحكم اليوم المتعدد الفاسد الطائفي القومي فلابد من قوة مركزية تاخذ بالامور الى سياقها الصحيح وترهب الفاسدين والمفسدين واللصوص والقتلة لأن ماسرق من أموال العراق لم يعد من أحد بإمكانه الإدعاء إنه يستطيع حصره، أو عده، ولاسبيل لتصحيح المسار إلا بفعل من هذا النوع الجبار الذي ينتظره الشعب فكل تجارب العراق السابقة أثبتت أن التعددية فشل وإن الديمقراطية أضحوكة في بلد سكانه ذات مزاج متمرد وكل فرد يحتفظ بشخصيتين متناقضتين وهو بحاجة الى ضابط للإيقاع يحدد المسار بنفسه.
    فبعد سنوات طويلة من الحكم الديمقراطي في ظل الإحتلال البريطاني وتعددية الأحزاب والصحف ووجود برلمان وحكومة وإنتخابات كان كل شئ يشي بالخراب والتبعية فكان الإنقلاب الأسود الذي أعاد ترتيب الأوراق من جديد وأدخلنا الى عالم المجهول منذ 1958 ومن بعده بدأت الإنقلابات السوداء وحتى 2003 واليوم وبعد 13 عاما من الفوضى الأمريكية صار لزاما وجود حل، وعلى السياسيين الشيعة في الحكم تجاوز مرحلة الترقيع والتلميع الى مرحلة القرار الثوري الذي يعيد الأمور الى نصابها الطبيعي.
Pdciraq19@gmail.com

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


هادي جلو مرعي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2016/03/05



كتابة تعليق لموضوع : الى السياسيين الشيعة..
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net