صفحة الكاتب : السيد ابراهيم سرور العاملي

الدين والمعرفة
السيد ابراهيم سرور العاملي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
         بسم الله الرحمن الرحيم
المعرفة هي أهم اهداف الخلقة،والمعرفة الصحيحة هي التي توصلنا الى عبادة الواحد اﻷحد الفرد الصمد عبادة حقيقية والى التوحيد والكمال وفهم الدين ..
وقد قال أمير المؤمنين (ع)( أَوَّلُ الدِّينِ مَعْرِفَتُهُ ، وَكَمَالُ مَعْرِفَتِهِ التَّصْدِيقُ بِهِ ، وَكَمَالُ التَّصْدِيقِ بِهِ تَوْحِيدُهُ ، وَكَمَالُ تَوْحِيدِهِ الإِخْلاَصُ لَهُ ، وَكَمَالُ الإِخْلاَصِ لَهُ نَفْيُ الصِّفَاتِ عَنْهُ ؛ لِشَهَادَةِ كُلِّ صِفَةٍ أَنَّهَا غَيْرُ الْمَوْصُوفِ ، وَشَهَادَةِ كُلِّ مَوْصُوفٍ أَنَّهُ غَيْرُ الصِّفَةِ ، فَمَنْ وَصَفَ اللَّهَ فَقَدْ قَرَنَهُ ، وَمَنْ قَرَنَهُ فَقَدْ ثَنَّاهُ ، وَمَنْ ثَنَّاهُ فَقَدْ جَزَّأَهُ ، وَمَنْ جَزَّأَهُ فَقَدْ جَهِلَهُ ، وَمَنْ جَهِلَهُ فَقَدْ أَشَارَ إِلَيْهِ ، وَمَنْ أَشَارَ إِلَيْهِ فَقَدْ حَدَّهُ ، وَمَنْ حَدَّهُ فَقَدْ عَدَّهُ) وهو من أبدع البيان ، ومحصّل الشطر الأوّل من الكلام( أَوَّلُ الدِّينِ مَعْرِفَتُهُ ) ؛ لظهور أنّ مَن لم يعرف الله سبحانه ـ ولو بوجهٍ ـ لم يحلّ بعد في ساحة الدين والمعرفة ، ربّما كانت مع عمل بما يرتبط به من الأفعال وترتّب آثار المعروف ، وربّما كانت من غير عمل ، ومِن المعلوم أنّ العلم فيما يتعلّق نوع تعلّق بالأعمال إنّما يثبت ويستقرّ في النفس إذا ترتّب عليه آثاره العملية ، وإلاّ فلا يزال العلم يضعف بإتيان الأعمال المخالِفة حتى يبطل أو يصير سُدىً لا أثر له ، ومِن كلامه (عليه السلام) في هذا الباب ـ وقد رواه في النهج ـ : ( الْعِلْمُ مَقْرُونٌ بِالْعَمَلِ ، فَمَنْ عَلِمَ عَمِلَ ، وَالْعِلْمُ يَهْتِفُ بِالْعَمَلِ فَإِنْ أَجَابَهُ وَإِلاَّ ارْتَحَلَ عَنْهُ ) .
ومن بديهيّات المعرفة بأهل البيت عليهم السلام، أن يقف المسلم عند قول رسول الله أو يحفظه: «يا عليّ، ما عرف الله إلّا أنا وأنت، وما عرفني إلّا الله وأنت، وما عرفك إلّا الله وأنا».بناءً عليه، لا غرابة في القول بعدم إمكان معرفة «من فُطم الخلق عن معرفتها».
إن فاطمة الزهراء  وصلت إلى أقصى درجات الكمال البشري، والأحاديث التي دلت على فضلها إنما هي كاشفة مبيِّنة لبعض مقاماتها، ولا تدل على كل ما لها من فضل، كما أن تلك الأحاديث مؤسسة لفضلها، فإن الأحاديث لا تعدو كونها كاشفة فقط، يعني أن فاطمة  كانت امرأة عظيمة، فيها من مناقب عالية وفضائل عظيمة خفيت على أكثر الخلق, والنبي صلى الله عليه وآله في أحاديثه الشريفة كشف عن هذا الفضل وبيّنه للناس وأرشدهم إليه, لا أن فاطمة  ما كان لها أي فضل عند صدور تلك الأحاديث عن رسول الله صلى الله عليه وآله، وإنما صار لها فضل بتلك الأحاديث!!أحاديث النبي صلى الله عليه وآله وأحاديث الأئمة الأطهار عليهم السلام كانت كاشفة عما امتازت به سيدة النساء  من علو الفضل وسمو المقام، ومن الطبيعي أنها سلام الله عليها إذا كانت قد وصلت إلى أقصى درجات الكمال البشري، وفاقت جميع نساء الدنيا منذ أن خلق الله الخليقة إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها، فإن غير معصوم لا يتمكن من أن يعرف حقيقتها أو يدرك كنهها، ولا سيما أن فاطمة  اتصفت بصفات لم تتصف بها أي امرأة من نساء الأمة, فإنك لا تجد في هذه الامة امرأة معصومة غير فاطمة ، رغم وجود نساء جليلات عظيمات على مر التاريخ, والنبي صلى الله عليه وآله لم يقل في حق امرأة أخرى غيرها عليها السلام: «إن الله يرضى لرضاها، ويغضب لغضبها», وهكذا الحال في باقي فضائلها العظيمة.
          والحمد لله رب العالمين

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


السيد ابراهيم سرور العاملي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2016/03/11



كتابة تعليق لموضوع : الدين والمعرفة
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net