على خلفية التهديدات السعودية لماذا لم يظهر غاندي او مانديلا في الوطن العربي ..؟
د . ماجد اسد
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
د . ماجد اسد
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
لماذا لم يظهر خلال المائة عام الماضية وتحديدا بعد استبدال الهيمنة العثمانية بالاوربية شخصيات بأستطاعتها ان توحد مكونات و اطياف المجتمع العربي بالحد الادنى بدل ان تكون النتائج كالتي نراها اليوم و قد بلغت ذروتها في الاستجابة الى حروب الجميع ضد الجميع والاستعانة بالقوى الخارجية كالذي تهيئ له السعودية الان من احتلال سوريا وتدمير الجيش العراقي كما زعمت وتدمير ما تم انجازه عبر الاف السنين ...؟
انه سؤال شبيه بالكثير من الاسئلة التي لم تتم قرائتها قراءة دقيقة ، كسؤال : لماذا لم يصبح سفك الدم محرما ، مع - باقي الظواهر - من يمنعه ويحرمه و لماذا وجدت الاحزاب و المكونات بدل من يضع حدا لصراعاتها الدموية يعمل على اتساع مساحة الاقتتال والتدمير والخراب ...؟ شخصيات معاصرة شبيهة بغاندي في الهند و مانديلا في جنوب افريقيا و في بلدين مزقتهما التفرقة العنصرية والفقر و الفساد و التخلف ... الخ ، من ان الوطن العربي يمتلك - نظريا و واقعيا - العوامل الحقيقية كي يسهم بأعادة بناء حضارته الحديثة و يكون مساهما ببناء الحضارة المعاصرة ...؟
ولان الاجابة تستدعي دراسة شاملة للبيئة والتاريخ و المعتقدات و للعلاقات مع الشعوب وللانسان اولا - واخيرا - من ناحية ، والى دراسة تداخل هذه العوامل وتأثيراتها في رسم المشهد الذي آلت اليه النهايات من ناحية ثانية، فان نتائج البحث تتطلب قدرات عقلية قادرة على عزل دور ( المقدس ) بالتاريخي او بـ ( المدنس ) الارضي و اعدم الخلط بينهما ، تحت هيمنة ( الممنوعات ) : اي غياب الحد الادنى من الحرية ومن احترام الانسان ارادة و جسدا ، فأن سؤال يقود الى : ماهو المشترك بين العرب بتنوعهم القومي ، الديني ، البيئي ، الثقافي ... الخ ، كي لا يختلف في المصير الذي يوحدهم ولا نقول يقودهم بالقوة و البطش ، بل بالحرية والمرونة ، فأن ما بدد واهدر من ثروات وعقول ومصائر لا يقدر بثمن ، فضلا عن التركة ( المخيفة ) - بمعنى الكلمة - التي خلفتها قرون الظلمات في التعليم والصحة و الاعراف والثقافة و في باقي طرق التفكير ووسائل الانتاج ... الخ ، كلها - يبدو - لم تسمح بظهور من يمتلك قدرة تجاوز الاختلافات والعثور على المشترك الذي يوحد العرب ، فالاحادية والتطرف والتعصب و غياب المرونة والتسامح و بغياب حريات الانتخاب و احترام العقول واحترام الجسد ... الخ ، كلها ادت الى ظهور قيادات تفردت بقراراتها وكأنها هابطة من ( السماء ) وليست تاريخية وتحدث فوق الارض مما قادت اشكال الصراع - مع الاجنبي المغتصب او ضد التخلف او من اجل التحرض - عاملا من عوامل الانقسام وليس عاملا يوقف سفك الدماء ، مثلما ترك المستقبل مجهولا مادام الجميع - من الفردي الى المكونات المتنوعة - بحاجة الى معرفة حقيقية بأن على المنتصر ايا كان - والامثلة واضحة - ان يمشي في جنازته . فيكفي لأستئناف هذه الاسئلة ان نقول : انظروا كيف يذبح اطفال العراق و اطفال سوريا و اطفال اليمن واطفال لبنان واطفال ليبيا ... الخ ، و انظروا في المرآة قبل ان نجد من يدافع عن قراراته ومواقفه وقبل ان يعتقد انه وحده على صواب فأننا جميعا ان لم نسهم بالمشترك فأننا نسهم بدفن مصائرنا ولم يرحمنا التاريخ !
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat