صفحة الكاتب : السيد ابراهيم سرور العاملي

السيدة الزهراء في فكر اﻹمام موسى الصدر
السيد ابراهيم سرور العاملي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
أطل سماحة اﻹمام المغيب السيد موسى الصدر على حياة وسيرة السيدة الجليلة فاطمة الزهراء من خلال نبذة تاريخية إجتماعية عرج من خلالها على لمعات تغني
الموقف بشمولها حيث لفت النظر ليس الى  تاريخ الجزيرة فحسب بل الى جذور الفكر اﻹنساني واﻹسلامي ليرسم الشخصية الخالدة التي غيرت وجه التاريخ حتى غدت جديرة بكل ذكر عطر وفواح.
يبدأ اﻹمام كلامه مستعرضا نتفا من اﻷحاديث التي صاغها اعظم واشرف الموجودات محمد (ص) والتي أبرق فيها ثلة من المقامات العلية لسيدة النساء.
يصور اﻹمام الصدر بروعة بيانه وجميل اسلوبة وعذب الفاظه تلك اﻷحاديث ويستهلها بكلمة : إن فاطمة الزهراء هي أجل أن تشير اليها اﻷسانيد ،وأكرم من ان تدل عليها السرود يكفيها اطارا انها ابنة محمد وزوجة علي وأم الحسن والحسين وسيدة نساء العالمين. فاطمة روحي التي بين جنبي فاطمة يرضى الله لرضاها ويعضب لغضبها فاطمة بضعة مني. شهادات تواترت غي كتب الحديث والسيرة عن رسول الله محمد الذي لا ينطق عن الهوى ولا تأخذه في الله لومة لائم. أوسمة من خاتم الرسل على صدر فاطمة الزهراء.
فاطمة الزهراء هذه مثال المرأة التي يريدها الله وقطعة من اﻹسلام المجسد في محمد وقدوة في حياتها للمرأة المسلمة وللإنسان المؤمن . غن معرفة فاطمة فصل من كتاب الرسالة السماوية ودراسة حياتها محاولة لفقه اﻹسلام .
إننا بحاجة اليوم اكثر من اي وقت مضى الى سرد موجز لحياة فاطمة الزهراء لكي نجعلها قائدة ونقتبس من فيض سيرتها في طريق الصلاح واﻹصلاح.
يسرد اﻹمام الصدر كلماته هذه لتعبر عن حقيقة إيمانية ثابتة وراسخة في اﻹسلام يفوح منها شذى العبير من طيب هذا الكلام الذي يجسد مفهوم القرآن عن المرأة على خلاف جميع اﻵراء والمباني الفلسفية والفكرية والمذهبية التي كانت قبل نزول وحال نزوله. القرآن كما يقول الامام الصدر يحدد المرأة ويعتبرها مثل الرجل في الحقيقة والذات. وقد جعل الله النبي محمدا بالذات شاهد صدق حيث جعل نسله من فاطمة ورد على من سماه أبتر بعد موت إبراهيم ابنه من مارية القبطية في السنة الثانية من الهجرة.
ويتابع اﻹمام في حديثه عن المعالم الرئيسية لموقف اﻹسلام تجاه المرأة بعد أن يبين الفوارق التي يثبتها  بين الرجل والمرأة بحسب دراسته للقرأن الكريم وتعمقه في آياته وإشاراته ودلالاته وتبيان  التفاوت في اﻷحكام والواجبات والحقوق.
معتبرا أن هذه الفوارق لا تعني احتقار المرأة وتنكر لكفاءاتها او تعتبرها اقل شانا من الرجل. وفاطمة هي المثال الصحيح للمرأة المسلمة بحسب الامام الصدر ، والمثال اﻷعظم للمواقف اﻷمومية التي كانت تصدر عنها بالنسبة للرسول . فقد اعادت الى ابيها اﻹكتفاء العاطفي الذي ساعده دون شك في تحمل اﻷعباء الرسالية الكبرى.
وبدات فاطمة بحياتها الجديدة بعد أن تمت مراسيم الزواج وانتقلت الى البيت الزوجي مع علي عليه السلام ويوجز اﻹمام الصدر عن خصوص هذه المرحلة قائلا: "وأنهت فاطمة حياتها ملخصة تصرفاتها الزوجية في جملة تخاطب بها عليا معتذرة مودعة، 
يابن عم : ما عهدتني كاذبة ولا خائنة ولا خالفتك منذ عاشرتك " ثم تموت مطمئنة حينما تسمع عليا يقول لها " معاذ الله انت أعلم بالله وأبر واتقى وأكرم وأشد خوفا من الله ان أوبخك بمخالفتي ، قد عز علي مفارقتك " .
وكما تحملت الزهراء فاطمة أعباء الرسالة فقد قامت بنفس الدور في تحملها ﻷعباء اﻹمام والقيام بمسؤولية الدفاع الشرعي عن حق اﻹمام علي في الخلافة . وقد وقفت بشكل مثيل وبصورة حادة حسب اﻹمام الصدر ونقل المؤرخين مع علي مؤكدة أن الجبهة الداخلية في حياة علي صامدة لا تشعر بالضعف ، ولكنها تترك تقدير الظروف وانتخاب المواقف لقائدها وزوجها اﻹمام يقرر ويصمم ويامر فيطاع.
وفي سيرتها انها كانت مواسية للفقراء والمساكين والمعذبين كانت تقوم بعبادة الله بنفسها وبأهل بيتها حيث انهم كانوا { يطعمون الطعام على حبه مسكينا ويتيما وأسيرا} حين كانوا { ويؤثرون على أنفسهم } والغاية على لسانهم وفي قلوبهم { لوجه الله} صفحة في حياتها وركعة من صلاتها.
هذه هي فاطمة إبنة أعظم نبي وزوجة أعز إمام وبطل وأم اينع بزغتين في تاريخ اﻹمامة في فكر اﻹسلام اﻷصيل فكر اﻹمام الصدر المتوقد الملتهب عشقا لجدته الزهراء عليها السلام الذي هو فيض إشراقة لﻷطهر وجه عرفه تاريخ اﻹسلام.
حررت بتاريخ 13/3/2016
جبل عامل/ البازورية

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


السيد ابراهيم سرور العاملي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2016/03/13



كتابة تعليق لموضوع : السيدة الزهراء في فكر اﻹمام موسى الصدر
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net