صفحة الكاتب : د . ماجد اسد

اقتراحات ليست فائضة الوقاية خير من العلاج !
د . ماجد اسد

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
لم يحدث التطور في الأنظمة البشرية، بصورة آلية، أو بعيدا ً عن محاولات بالغة التعقيد، تخص الوظائف العليا، كالتفكير، والمجال الرمزي للأنظمة الاجتماعية، وغاياتها البعيدة. فلو لم تكن ثمة اختلافات، ومتضادات، وتنويعات، لكانت الحياة فوق الأرض، شبيهة بجنة عدن، كما تخيلها أسلافنا في بلاد ما بين النهرين، في الأزمنة الحضارية المبكرة..!
إنما حلم الأفراد، وأحلام المجموعات، في جانب من جوانبه، لم يتخل عن مفهوم البناء، والعمل الدؤوب، والتجربة، والاستقصاء، والاستجابة لكل ما يؤدي إلى تحسين الوضع البشري، ووضع حد لإضاعة الوقت في المنازعات، والصراعات الجانبية، أو الهامشية، أو الثانوية، في عملية التطور، والتقدم.
لكن الحياة ليست محض بستان للنزهة! وليست طريقا ً معبدا ً بلا عثرات، ومفاجآت، وصدمات! وليست نهايات القصص جميعها سارة! الأمر الذي يسمح لديمومة الصراع، بتوازن مع الآمال، والآفاق، والابتكارات المناسبة التي تساعد على عبور المحن، وتساعد على ردم الفجوات بين الأجيال، وبين الأمم، في المنظور الأبعد للوجود البشري فوق هذا الكوكب الصغير !
فهل ثمة جدوى أكيدة، على سبيل المثال، للجهد الكبير المبذول في اكتشاف عقارات مضادة للأمراض المستحدثة، أو المستوطنة، أو حتى التقليدية، بدل استبدال هذا الجهد، في دراسة العوامل الأساسية ـ والثانوية، بل وغير المرئية، لهذه الأمراض...؟ سؤال يؤكد أهمية الشعار الذي يطالعنا في واجهات المستشفيات: الوقاية خير من العلاج !
وفي المجال الأكثر انتشارا ً في عالمنا المعاصر، والأكثر إثارة للقلق، والاضطراب، ألا وهو اتساع خارطة أعمال العنف، الفردي ـ والجمعي: العنف ضد المرأة، وضد الطفولة، وضد البيئة، والعنف ضد الأقليات، والشعوب المستضعفة، فضلا ً عن العنف ما بين الأمم...
انه مثال دفع بعدد كبير من المؤسسات الرسمية لاتخاذ إجراءات للحد من هذه المظاهر، والحالات، إنما ليس في معالجة أسبابها، بل في معالجة ما آلت إليه من نتائج وخيمة !
فعلى سبيل المثال، ثمة جهد كبير مبذول في بناء شبكات المراقبة...، وأخرى للتنصت، ومؤسسات مهمتها جمع المعلومات، وتحليلها، إضافة إلى بناء معسكرات، وجدران حجرية، أو حديدية، ومراكز للحجر، ومناطق عازلة ...الخ وهو جهد لا يتوازن بإضاعة زمن الحياة وما ينفق من ثروات هائلة فحسب، بل في منح (الصراع) نسقا ً لا يتجانس مع مفاهيم الحضارة، والعدالة، وحقوق الإنسان في الأخير ! 

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


د . ماجد اسد
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2016/03/15



كتابة تعليق لموضوع : اقتراحات ليست فائضة الوقاية خير من العلاج !
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net