صفحة الكاتب : د . كمال ميرزا

هدايا الحرية من بروكسل والفيدرالية المحلية
د . كمال ميرزا

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

خلقنا الله سبحانه وتعالى وزرع بنا فطرة المحبة والود، وجعل الكره والحقد صناعة صعبة الاتقان، فكانت رسالاته جميعها تحمل معنى الرأفة والإنسانية والتسامح، وخص منطقتنا بما نعلمه من أنبياء ومرسلين ومبشرين ترسيخاً للتسامح والإنسانية، فحرم قتل النفس وجعلها من أعظم الآثام، الأمر الذي جعل نشأتنا وتطورنا قائم على حب الآخرين والتفاعل مع أحداثهم، فنفرح مع فرحهم ونشاركهم آلامهم ومصائبهم مهما باعدت بيننا الأقدار، ومهما فرقتنا الجغرافيا وتعامى عن حضارتنا وعراقتنا التاريخ. 

شجبنا وأدنّا الإرهاب الذي تعرضت له أوروبا سابقاً، رغم دعمها لما نتعرض له من إرهاب ووصفها له بأنه عمل جيد، فتعاطفنا مع الشعب الفرنسي لما أصابه من إرهاب، وتأثرنا بما حل بالشعب السويدي والتركي من تفجيرات، وها نحن اليوم نذرف دماً على ما حل بالأبرياء من المتواجدين في بروكسل، رغم تأكيدنا على دعم الحكومات الأوروبية للتفجيرات والإرهاب الذي يستهدفنا شعباً ودولة. 

إننا نقف اليوم متعاطفين مع الشعب الأوروبي المتحضر الراقي في وجه طغيان حكوماته ومتاجرتها بدمه ودمائنا، ونذكر حكوماته بما كانت تقدمه وتدعمه من فعل للأعمال الجيدة في سورية، هذه الأعمال التي ما إن عادت اليها حتى وصفتها بالإرهاب، إننا نذكر هذه الشعوب الثكلى بأحداث لم تألفها منذ عقود بأن حكوماتهم كان بإمكانها تجنيبهم هذه الويلات لو تمثلت سلوك الحب التي وهبها الله تعالى للبشر. 

ولعل التذكير بهذه الأمور قد سقط بالتقادم التسلسلي للأحداث، لكنها بالتأكيد لم تسقط من تسلسل الأحداث القادمة، حيث بعض الأصوات الأوروبية تقول بأن هذه الأحداث التي تشهدها ساحات الدول التي تآمرت على الشعب السوري هي من باب تقديم التبريرات للشعوب الأوروبية لتحول توجهات حكوماتها في الموضوع السوري، وهنا علينا أن نذكرهم بالترويج للفيدرالية الذي يعملون عليه في هذه الأيام، كما كنا نذكرهم بضرورة عدم دعمهم للإرهاب الذي نواجهه. 

فلا يحتاج الأمر إلى تهويل ومحاولة صناعة رأي عام لفكرة معينة حتى يستطيعوا العودة إلى جادة الصواب، لأنهم لن يستطيعوا تحقيق فكرتهم في بلادنا مهما تم من ترويج لها أمام صمود وترابط الثلاثي السوري المقدس(جيش – شعب - قائد)، بل إن ما يقومون بالترويج له سوف ينعكس عليهم بما يظهر بوادر فشل تحقيقه في سورية. 

ومن ناحية ثانية، فإننا في الجمهورية العربية السورية نعي خطورة الأحداث السياسية وتسارعها، وندرك تماما الغاية والهدف من كل ترويج أو شائعة، ولو لم نكن كذلك لهوينا منذ الأشهر الأولى من عمر الحرب السياسية على سورية حتى عندما كان الإرهاب الذي تشهده سورية متخفياً بلبوس المظاهرات.

وما موضوع الفدرلة الذي يروجون له إلا من بابين لا ثالث لهما، وكلا البابين يندرج تحت باب التهيئة للمستقبل. 

وفي كلتا الحالتين نعلنها للملأ: إن عدتم عدنا، نحن بسواعدنا وسواعد أبنائنا، وأنتم بمرتزقتكم وأموالكم والغلبة للحق بسواعد حماة الديار وأصوات الناخبين لمجلس الصمود والسيادة في سورية (مجلس الشعب)


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


د . كمال ميرزا
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2016/03/23



كتابة تعليق لموضوع : هدايا الحرية من بروكسل والفيدرالية المحلية
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net