غدا خميس والعبادي عريس
هادي جلو مرعي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
هادي جلو مرعي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
يتحضر العبادي لمواجهة تحد صعبة الخميس المقبل حيث ينتظر منه أن يقدم مرشحيه للوزارات التي هي عرضة للتغيير وإلا سيواجه مساءلة من مجلس النواب العراقي الذي أمهله حتى الخميس. المهلة تتناغم مع ضغوط التيار الصدري والمعتصمين قبالة الخضراء، لكن التحدي المر يتمثل في العرقلة التي تفرضها الكتل السياسية المتنفذة على رئيس الوزراء التي لاتحتمل ترك مكاسبها حتى مع إمكانية الخطر الداهم الذي قد يطيح بكل شئ.
لم يكن مجلس النواب حريصا على تقليص ساعات المهلة، وقد رشح أول الأمر إن الفترة الزمنية التي منحت للعبادي بلغت أسبوعين وهي مهلة لاتلتقي وتلك التي منحها السيد مقتدى الصدر ودعا المواطنين الى الإعتصام حتى نهايتها ليأذن بتحرك مختلف أكثر قوة، لكن نواب التيار الصدري الذين غادروا قاعة المجلس غاضبين كانوا سببا في عودة البرلمان عن قراره الأول بمهلة لاتتعدى الثلاثة أيام، وصار العبادي في مواجهة لحظة الحقيقة. فإذا لم يتمكن من الحضور ومعه ورقة بأسماء المرشحين للوزارات المعنية بالإصلاح فإنه سيتعرض لمساءلة المجلس، وربما في مواجهة أكثر صعوبة مع الصدريين الذين دخل زعيمهم منذ الأحد الماضي الى المنطقة الخضراء رفقة بعض المعاونين، وليس مرجحا أنه سيبقى فترة طويلة لجهة إنتظار ماسيقرره العبادي، حيث يرى مراقبون إن الدخول الى الخضراء قد يكون حتميا من قبل المعتصمين الذين يتحضرون لمثل هذا الأمر ومعظمهم لم يعد يحتمل الإنتظار.
هل سيمنح السيد الصدر الفرصة مرة أخرى لمجلس النواب الذي توعد بمساءلة العبادي في حال الإخفاق في تقديم مرشحيه؟ أم إنه سيتحرك وفق السقف الزمني الذي حدده بنفسه، وبالتالي سنكون في مواجهة خيارات صعبة وقاسية، مع رفض كردي للتغيير، وتحفظ سني يلقي تبعات كل شئ في خانة التحالف الوطني الذي أخفق على مدى أسابيع في تحديد ملامح رؤية للحل يمكن أن تكون مقنعة، وتوفر فرصة الإستمرار في الإصلاحات، والمضي قدما لتغيير الأوضاع المتردية على الصعيدين السياسي والإقتصادي؟
علينا أن ننتظر نهار الخميس حيث تشير دائرة الأنواء الجوية العراقية الى إنه سيكون نهارا مشمسا ودافئا، وتسود فيه أجواء ربيعية ملائمة للعبادي لكي يتحرك ويحرج الكتل السياسية، ويضع أسماء مرشحيه على طاولة رئيس المجلس ليكون بمنأى عن الحرج ويرمي الكرة في ملعب البرلمان ويتخلص من المواجهة الصعبة القادمة التي لن تكون سهلة، بل هي فارقة في مسيرة العملية السياسية التي قد تتبدل وتنقلب وتغير الأوضاع الى شكل لم يكن متوقعا على الإطلاق.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat