صفحة الكاتب : واثق الجابري

مصل الإصلاح من سم الفساد
واثق الجابري

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
 تفاقمت موجات الفساد، وتعالت أصوات الإصلاح، وبين هذا وذاك مفسدون ينادون للإختباء بين طيات دعوات الإصلاح، وكأن الفساد مرض معدي فتاك أصاب طبقة سياسية، ومستعد لعدوى مكافحيه؛ أن لم يتخذوا من وسائل الوقاية الوطنية والتدرع بالمسؤولية، وبما أنه وباء نشرته فئة لا تنوي حياة للمجتمع؛ فالمسؤولية على الجميع بالتشخيص والتشهير والبحث عن علاج.
تتضرر طبقات كبيرة من الفساد، وأولهم المفسدون أنفسهم، وجامع شرائط الفساد كجامع المال لإضرار نفسه؛ وكلما زاد كان أكثر إنحدار وإنحطاط. 
نجزم أن الفساد نوع من الأمراض التي تترك عاهات مستديمة أن لم تعالج في آوانها؛ إذا لم يك البحث جدي عن العلاج والوقاية، بل التمعن بالأشخاص المحيطين والملامسين وحتى من زارهم بحسن نية، ولا شفاء المُصاب يعني الخلاص من جرثومة تتحرك بوسائل لا تُرى بالعين المجردة، وقد يحملها الإنسان ولا يشعر بأعراضها إلاّ بعد إستفحالها، وربما نعتقد بشفاء شخص ولكنه يعمل جراثيمها لفترة من الزمن.
تعتقد معظم الشعوب أن الوقاية خير من العلاج، وأن أصابها داء تستنفر كل إمكانياتها للقضاء عليه، ومنها من تخصص 99% للوقاية و 1% للعلاج، ومهما كانت الأمراض؛ فأن علاجها من نفس داءها ومصلها من سمومها، والوقاية منها بعد محاصرتها إضعافها ونقلها مجمدة، ومعرفة طرق إنتقالها وردم البيئة الحاضنة.
إن الحصول على مصل الوقاية يتم بإضعاف الجرثومة المسببة، وحقن الجسم بجرع ضعيفة ليتعرف على جرثومة المرض، ويقدر على مقاومتها أن جاءت بقوة هائلة مهاجمة، وأن أردنا صناعة مصل للإصلاح، فلنأخذ من الفاسدين نقاط ضعفهم ونلزمهم بما ألزموا أنفسهم، وأن أرادوا الإصلاح فعليهم الجلوس للحساب، وقد يبدو غريباً أن طرح أن العلاج من الداء نفسه، ولكنها حقيقة علمية لا تنجح تجاربها؛ إلاّ بالتضعيفوالمحاصرة وأجواء التجميد عن الحركة السياسية والإجتماعية، وبما أن الإصابة مؤكدة فمن الضروري البحث عن علاج الحاضر ووقاية للمستقبل.
بعض الإشخاص لا يخدمون أنفسهم وذويهم بالمال والجاه والمنصب، وكلما إنغمس في مرض الفساد زاد تشوها وتشويها للتاريخ والأوطان.
من الضروري إقتلاع أنياب الأفاعي قبل إستخراج أمصالها، ومن المهم إشعار الفاسدين بقيمة الإصلاح وإرتباطه بالمنظومة القيمة للفرد والإلتزامات القانونية تجاه المجتمع؛ لذلك علينا تعريضهم الى مصحات السياسة وأفران النزاهة، وإطعامهم مرارة المعناة والجوع وويلات الإرهاب، وإيقافهم للقصاص والسؤال عن كل صغيرة وكبيرة، وعن مالهم ومن أين لهم هذا، وعن أفكارهم التدميرية ومن أي جيل تطفلت وتهاجنت بين الدكتاتورية والأنا والإرهاب؛ وأنجبت جيل فاسدين وبائيّن يسعون الى شل حركات الدولة؛ إذن علينا إضعافهم وإستخراج المصول من أجسادهم وتعريف المجتمع بسوابقهم وحواضرهم ومبيتغياتهم، وقلع أنيابهم ومحسوبياتهم، وإعادتهم الى تاريخ ما قبل 2003م، وبأيّ قميص جاءوا أن كان بعضهم يملك قميصاً في ذلك الوقت.
 

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


واثق الجابري
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2016/04/27



كتابة تعليق لموضوع : مصل الإصلاح من سم الفساد
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net