صفحة الكاتب : عمار جبار الكعبي

الثورة اللا عراقية السوداء
عمار جبار الكعبي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
 كان هناك مجموعة من الناس في سفينة في عرض البحر ، ومعهم شخص معتوه ، وفجأة ودون سابق إنذار ، قام هذا المعتوه بحفر السفينة في المكان المخصص له ! ، ولما سألوه : لماذا تفعل ذلك ؟ ، قال : انا حر في ان اعمل ما أشاء في المكان المخصص لي في هذه السفينة ! ، ولن اسمح لأحد بأن يتدخل فيما هو لي !!! 
الحرية ليست ان تفعل ما تريد انت فقط ، من دون ان تراعي الضروف ، او تتجاوز حدودك لتعتدي على حرية وحقوق الآخرين ، او ان تحرق بلداً انت شريك ٌ فيه ، فالبلد بلد الجميع وليس وقفاً لك لوحدك ، تفعل به ما تشاء وقتما تشاء وكيفما تشاء 
نخوض حرب وجود ، ضد ارهاب لا يميز بيني وبينك ، هوايته القتل ، ونزهته اجتياح المدن وتشريد سكانها ، مدعوم من عدد كبير ممن يحلم ان يفعل ما يفعله ، لولا انه يريد المحافظة على شكله امام الدول ، فينفذه بيد المرتزقة 
الحروب تنتج الوحدة الداخلية ، حتى بين المتناقضين والمتنافسين ، حتى ان الدول التي تعاني من الانقسام الداخلي تفتعل الحروب لتوحد شعبها ، وترص صفوفها ، فتتحول الى كتلة بشرية واحدة ترهب الأعداء ، وتسر الاصدقاء ، وتفتخر بوحدتها وقوتها ، فالجميع يدعم وطنه في حربه ، ويتناسى خلافاته ، لان الوطن أسمى من تنافساتها ، وأغلى من قيادتها المتخبطة ، التي لا تعرف متى تدعم وطنها ، ومتى تطلب اصلاحه ان كانت هي المصلحة 
ثورتكم اللاعراقية السوداء ، اصبحت تساند الجناح السياسي لداعش ، فأسستم بها الجناح الجماهيري لداعش ، اعتدائكم على مقرات التيارات والكتل التي يقاتل ابنائها في الفلوجة ، يجعلكم طابوراً خامس لداعش ، داخل المدن ، يقوي من عزيمتها ، ويعطيها الامل بالاستمرار ، لان النزاع الداخلي يفتك بالجبهة الموحدة اثناء الحروب ، ويقوي من عزيمة الأعداء ، ويجعل لها أدوات في عمق مجتمعنا ، يغرس خنجره في خاصرتنا ، ويضعفنا ، فهل إصلاحكم يقتضي نشوب حرب داخلية لا تبقي ولا تذر ، والمنتصر الوحيد فيها خاسر ، وثمراتها تقطفها داعش ومن حولها !. 
 
العقل الجمعي ، يغيب العقل الواعي ، فيجعله يرى الاخ عدو ، والمدافع خائن ، والمحب مبغض ، وابرز دليل على هذا هو تمزيق صور شهداء عمليات تحرير الفلوجة ، في ظل صمت عجيب من الأجهزة الامنية التي وقفت موقف المتفرج على هذا الاعتداء ، الذي يخلوا من كل إنسانية وعرفان بالفضل لمن ضحى بأغلى ما يملك ( نفسه ) ، من اجل ان تناموا متنعمين بين عوائلكم 
قد اختلف معك في الرأي ، ولكني مستعد ان ادفع حياتي ثمناً للدفاع عن حقك في التعبير عن رأيك ، لكنكم تناسيتم ان من دفع حياته لتعبروا عن رأيكم وحرياتكم ينتظر منكم ان تحترموا حريته ، ودمائه الطاهرة التي سالت من اجلكم ، فكنتم ناكرين للفضل ، مقادين لا قائدين لانفسكم ، أدوات لمشروع يقضي على وحدتنا فهل أنتم مدركون لحقيقتكم ايها الحمقى

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


عمار جبار الكعبي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2016/06/09



كتابة تعليق لموضوع : الثورة اللا عراقية السوداء
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net