الديمقراطية الأمريكية .. والحلم العربي !
عبد الرضا قمبر
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
هل ترغب الولايات المتحدة الأمريكية بوجود حكومات ديمقراطية منتخبة في الشرق الأوسط تعبر عن إرادة شعوبها ، فلو حدث هذا لن تخسر أمريكا سيطرتها على المنطقة وحسب ، بل أيضا ستطرد منها ، فسياستها المعلنه هي .. إذا كان لديك حاكم ديكتاتور يواجه ثورة شعبية (للحرية والديمقراطية) فقف بجانبه حتى آخر مدى ، وعندما يستحيل الإستمرار في دعمه لأي سبب ما ، فقم بإرساله إلى مكان ما أو أتركه يواجه مصيره ، ثم قم بإصدار تصريحات رنانة عن حبك للديمقراطية والحرية ، مثلما حصل مع "شاه" إيران من القرن الماضي وتكرر الحدث مع الرئيس المصري "مبارك" وقبلهم مع "ماركوس" في الفلبين و"سوهارتو" في أندونيسيا !
ستبذل أمريكا قصارى جهدها لمنع ديمقراطية حقيقية في العالم العربي ، فالغالبية العظمى من "شعوب المنطقة" تعتبر أمريكا مصدر التهديد الرئيسي لمصالحها ، بل أن أغلبية المعارضيين لسياسات أمريكا الخارجية تعتقد أن المنطقة ستكون أكثر أمانا إذا أستقلت حكوماتهم دون التدخل الأمريكي .
لذا لا تريد أمريكا حكومات ديمقراطية تعبر عن إرادة الشعوب ، وبالطبع هذا ما ترغب فيه السلطات العربية لضمان بقاءها ، والإشراف المباشر منها والتدخل في تزوير العملية الإنتخابية لعدم وصول المعارضة .
سؤال بسيط جدا ، ماذا لو أرادت حكومة عربية وبتوافق شعبي بعدم البيع والشراء للولايات المتحدة الأمريكية لأي سلعة كانت ، إبتداء من البترول إلى حظر الطيران ذهابا وإيابا لها ؟
هل ستقبل "أمريكا الديمقراطية" بعظمتها ومكانتها بتلك الديمقراطية والحرية ، أم أنها ستواجهها بالأساطيل العسكرية والطائرات الحربية ؟
ماذا لو قررت الأمة العربية بعدم التعامل بالدولار الأمريكي ، هل تستطيع أمريكا أن تمول جيشها دون الحاجة لأموال العرب والمسلمين ، ماذا لو أغلقنا سفاراتهم ، ماذا لو عزلناهم من التعامل مع الشرق الأوسط ، الذي يعتبر المركز المالي العالمي ؟
إستيقضت على صوت "الله أكبر" من هذا الحلم على أذان الفجر ، فلم أستطع شرب الماء قبل الإمساك ، فتعوذت من أبليس ، وقمت للصلاة ودعيت لأمريكا لتحمينا من الإرهاب "العربي" .
والله المستعان ..
قناتنا على التلغرام :
https://t.me/kitabat
عبد الرضا قمبر
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat