صفحة الكاتب : د . صادق السامرائي

عندما يكون الهوى إلهاً؟!!
د . صادق السامرائي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
" أ فرأيتَ مَن إتخذ إلهه هواه" 25:43
"ونفس وما سواها , ألهمها فجورها وتقواها" 91:7,8
جوهر النفس فجور (إرتكاب المعاصي) , وتقوى , وقوة الفجور في حرب شعواء مع قوة التقوى.
الفجور هو عدم الخوف من الله , والتقوى تعني الخوف من الله.
الفجور إنفلات وإندفاع والتقوى , إرتداع وخشية وورع.
ويبدو أن طاقة الفجور تتغلب على طاقة التقوى في السلوك البشري , بل أن الطاقة الفاجرة تفيض وتجتاح الوجود في كل مكان.
وهذا يفسر ما يدور في أصقاع الدنيا من تفاعلات متوحشة وتصارعات شرسة , مدمّرة مخرّبة قاسية فتاكة تجتاح البلاد وتسحق العياد.
ويبدو أيضا , أن البشر قد أضاع إلهه الحقيقي وربّه الذي خلقه وسواه , وصارت نفسه إلهه وربّه , التي تأمره بالعمل وفقا لدستورها الغابي المتوحش.
وأبشع وأشرس ما في البشر هي النفس الأمّارة بالسوء , التي لها قدرات متراكمة وآليات متعاظمة , وفي الزمن المعاصر توفر الكثير من معززاتها ومسوغات إرادتها ومنطلقاتها , وعندما تكون هذه النفس إله البشر وربّه فاقرأ على المجتمعات ألف سلام وسلام.
ذلك أن ديدنها السوء وطبعها السوء ومناهجها أسوأ ما يمكن من السوء.
وتلك محنة البشرية التي فشلت في الإنتصار على نفسها وفقدت قدرات التحكم بمصيرها , فتعثرت مسيرتها واحترقت بذاتها وموضوعها.
فالهوى يحكم ويتحكّم , والحِكمة تتقيّد وتتهدم , والعقل يتشرّد ويتقزم.
وعليه فأن مَبعث الويلات والتداعيات الأرضية المحتدمة إله الهوى الذي يعبده البشر , بعد أن نسى أو تناسى ربّه الحقيقي الذي خلقه من تراب , والعبادة عَمل , وعَمل البَشر يشير إلى ذلك الربّ الهوى!!
فهل سنتحرر من قبضة الهوى المتحكمة فينا؟!!

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


د . صادق السامرائي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2016/06/25



كتابة تعليق لموضوع : عندما يكون الهوى إلهاً؟!!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net