صفحة الكاتب : مرتضى المكي

عمار الحكيم غولاً يخرج من قفص الاعتدال
مرتضى المكي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
خطاب الدم، هكذا أسما عمار الحكيم خطبة العيد التي ألقيت من مكتبه في الجادرية ببغداد، والتي أظهرته بمنظر لا يحسد عليه، فجبته التي اختلفت عن لونها الأبيض في كل عيد، ووجهه البشوش الذي طالما رأيناه مهنئاً أنصاره ومريديه غير موجود، وقد ساد الغضب على محياه.
الحكيم الذي بدأ خطبته؛ ب (نحن ولدنا من الدم ولن يرهبنا الدم ولن يكسرنا القتل)، أرسل رسائل كثيرة، بانت عليها الطائفية وتحريك الماضي، حتى عاد يستذكر يزيد وقتله لطفل الحسين الرضيع، وربطها في انفجار الكرادة، الذي تزامن مع فرحة العيد، في إشارة لطلب الثأر.
طائفية الحكيم تعدت حدود الوطن والجغرافية، لتصل الى البحرين ومساندة ثورتها الشيعية، والتهديد والوعيد إذا ما تراجعت السلطات هنالك عن قرارها؛ بسحب الجنسية عن عيسى قاسم، في سعي حثيث لنقل حشده الطائفي الى دول الخليج وزعزعة الامن بدولها وبدعم ايراني لا متناهي لتكوين دولة شيعية في المنطقة وبمباركة وتأييد مرجعية النجف.
 الحكيم لمح لـ (ترامب مرشح الرئاسة الامريكية الجمهوري)، ان الحكيم وبمعية حشده الطائفي، استطاع تحرير الفلوجة كما يزعم في اقل من شهر وهذا خلاف التوقعات الامريكية، التي توقعت سنوات لدحر داعش في إشارة لتضميد جرح الكرادة النازف، وكظم الغضب الذي استحل وجهه إثر إراقة دماء موطنه الرئيسي.
الحكيم يكشر عن انيابه، تاركاً خلفه كل نداءات الوحدة الوطنية المزيفة التي نادى بها لسنوات، وظلل اهل السنة بأنه الداعم لهم والرافض لقمعهم، مع انه اول من ارتدى بدلته العسكرية، ليعلن عن تشكيل سراياه الطائفية لإزهاق أرواح سنة العراق، ليبرق الحكيم للحكومة الشيعية التي ابصرت بدعمه ومساندته، بنصائح لحفظ الامن وهيكلة المنظومة الأمنية.
ارتداء أنصار الحكيم زيهم العسكري؛ في طقوس عبادية بعيدة عن الحرب؛ إشارة الى طلب الثأر، خاصة بعد تجوالهم في منطقة التفجير ورفعهم لشعارات طائفية بعد إتمام صلاتهم، خاصة والحكيم يشكل القوة الكبرى في الحشد الطائفي، حيث تنطوي خلفه سرايا (بدر وعاشوراء والعقيدة والجهاد).
ختم الحكيم خطبة الدم تلك بقسم، كقوله (نقسم بحرقة قلوب الأمهات الثكلى)، انه سيقتلعهم من العراق عاجلا ام اجلا، في إشارة كبيرة لإبادة اهل السنة في بغداد، بعدما استباح حشده الطائفي ارض السنة في الرمادي وتكريت.
ما يقال عند الغضب هو الكلام الصادق والنابع من القلب، وما قاله عمار الحكيم محا كل أكاذيب الوحدة والتلاحم الوطني، الذي صدع رؤوسنا به لسنوات، ولابد لأهل السنة وساستهم لأخذ الحيطة والحذر من عمار وحشده، وارتكازه على قاعدة إيران الطائفية.

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


مرتضى المكي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2016/07/09



كتابة تعليق لموضوع : عمار الحكيم غولاً يخرج من قفص الاعتدال
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net