عقيب صلاة الصبح قصدتُ زيارة سيّدي ومقتداي الإمام عليّ بن موسى الرضا .. آداب الحضور أدّيتها كسابقاتها بين يدي المولى : من إذن الدخول إلى حريم آل العبى ، إلى قراءة نصّ التشرّف بزيارته عليه آلاف التحية والثنى ، ثم الطواف حول مضجعه المقدّس المتلألىء بذاك النور والسنى ، إلى الصلاة والدعاء للمؤمنين وذوي القربى ، ثم الانصراف مودّعاً سائلاً الباري تبارك وتعالى ألّا يجعله آخر العهد منّي لزيارة الرضا .
لكنّ الذي لذّذ الحضور أكثر سماع قراءة دعاء الندبة بمضامينه الولائية ومفرداته الراقية ومعانيه العالية يُصدَحُ بها في هكذا فضاءاتٍ سامية، فضاءات العصمة والطهارة والولاية الإلهية .. فماأروع الدعاء وماأجمل ألَق الروح وهي تحلّق مع ترانيم العشق وألحان التقرّب بهم عليهم السلام إلى الرحيم الرحمن مترقّبةً فيوضاته الغالية .
وحين تغطس الأحاسيس وتذوب المشاعر في اقيانوس الحبّ لأهل بيتٍ طُهِّروا من دنسٍ تودّ لو تصرخ في مناطق الفراغ التي تشغلك عن التدبّر والتأمل والإيمان بخالق الأكوان والورى: اللّهمّ إنّي أُحبّ أهل بيت المصطفى فاحشرني مع مَن أُحبّ ياذا العُلا .
نعم ، فإن كانت شروط الولاية صعبةً بعيدة المدى عسيرة المدّعى فهذا الحبّ لاغبار عليه ولاغطاء ولارِدى .. واللهِ إنّه الحبّ الذي غمر الفؤاد وطغى ثم تسامى حتى بلغ به الطموح إلى نيل مراتب المعارف والكمال الإنساني المرتجى .
دعوتُ لكم أحبّتي عند ثامن أهل العصمة والتُّقى ، ووددتُ لو كنّا مع بعضنا البعض ننال شرف الحضور بين يدي سادات الخلق والورى .
اللّهمّ صلّ على عليّ بن موسى الرضا المرتضى ، الإمام التقيّ النقيّ ، وحجّتك على مَن فوق الأرض ومَن تحت الثرى ، الصدّيق الشهيد ، صلاةً كثيرةً تامّةً زاكيةً متواصلةً متواترةً مترادفة ، كأفضل ماصلّيت على أحدٍ من أوليائك .
قناتنا على التلغرام :
https://t.me/kitabat
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat