صفحة الكاتب : هادي جلو مرعي

مثل العراق في العالمين
هادي جلو مرعي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

سألوني الناس عنك سألوني..
كتبوا المكاتيب وأخذها الهوا
هذا حال العراق,يحكون عن مبادرات لحلحلة الأزمة الراهنة والمتصلة بأزمات سبقتها ,ولعلهم ينجحون.
مايحدث في هذا البلد يمكن توصيفه على النحو التالي: حلبة ملاكمة,وهناك إثنان من الملاكمين يضعان قفازات لتخفيف تأثير اللكمات على وجهي بعضهما,وحتى تلك التي توجه الى منطقة تحت الحزام.لكنهما لايضعان واقيا لحماية الأسنان من اللكمات العنيفة,وربما يستهوي الحكم والجمهور والممولين أن يروا الملاكمين يعانيان من تشوهات في الشفتين ,أو تكسّر بعض أسنانهما,ثم لايجيدان الكلام بشكل طبيعي.
في العراق الذي يروق للدكتاتور السابق أن يسميه( العظيم ) كما يروق للممثل الكويتي الشهير عبد الحسين عبد الرضا أن يسميه بذات الاسم الرباني,يدخل الجميع حلبة الملاكمة ,ويضرب بعضهم وجوه بعض ,ويتناوشون بالأيدي ويتدافعون ,وقد يضربون تحت الحزام في غفلة من الحكم !.
كل هذا يحدث ,بينما ياتي احدهم متوسلا وقف النزال ,وهو يرى الملاكمين يوجهان لكمات قاسية, والدم يسيل من حاجب أحدهما الأيمن ,بينما الثاني شق حاجبه الأيسر, وسارع المعالج إليه ليخيطه بسرعة!
يضحك منه الحكم,ويسخر منظمو النزال ,ويهيج الجمهور ويوجه له الشتائم المقذعة. الحكم يعلم مسبقا أن النزال فيه مافيه من الفائدة له,وعلى الأقل هو يمارس هواية التحكيم التي تحولت الى حرفة تدر عليه الأرباح.ومنظمو النزال من كبار رجال مافيا السباقات يسخرون لانهم يحصلون على أرباح خيالية,بينما الجمهور يبحث عن المتعة وتضييع الوقت وإهدار النقود,وهذه هي سنة الحياة!.
الصدمة التي أصابت هذا الأحدهم كانت من الملاكمين اللذين يضربان بقوة,أحدهما يصرخ بوجهه:أسكت ودعنا نكمل النزال فقد حصلنا على مقابل من المنظمين يغنينا عن ترهاتك.والثاني يشفق عليه رغم أنه بحاجة الى من يشفق على الدماء التي تسيل من حاجبه الأيمن,ويناديه:غادر المكان بسرعة ,حذار ان تأتيك لكمة في الوجه.
المبادرات التي تطرح لحلحلة الأمور غير ذات جدوى ,يعود السبب الى طبيعة الصراع,فالقوى السياسية تعتاش على الخلاف ,وتنهج منهج التصعيد مع كل أزمة لتحافظ على الدفق العاطفي الذي تؤججه من حين لآخر في نفوس مواطنيها ,والانصار المتحمسين للنزول الى الشوارع الخالية إلا من بعض القطط الجائعة.
نزال الملاكمة العراقي الذي إمتد لثمان جولات سابقة مرشح ليمتد لإثنتي عشرة جولة صعبة وقاسية ,وهي تحتاج لجهد مضاعف من المتبارين الذين ليس لهم سوى ان يكافحوا اكثر ليحصلوا من المنظمين على المقابل المادي.هم راضون تماما فبدون هذا النزال لايكون لهم من وجود ولاحاجة لأحد من المنظمين الكبار بهم ,وماعليهم سوى أن يضربوا ويضربوا الى ماشاء الآخرون لهم..
وهذا مثل العراق في العالمين,أناس تتصارع من أجل لاشئ,ومن أجل شئ,ومن أجل شئ ,ولاشئ..
لله درك ياوطني..يتعارك سياسيوك ويتسابوا ويتآمروا على بعض ويوجهون خطاباتهم الى الخارج ,وينسون شعبهم,ولايؤدون دورهم في بنائه ولايلتفتون الى خساراته بل يزيدون منها ماإستطاعوا الى ذلك سبيلا.
هم ليسوا منك ,ولو كانوا كذلك لما تركوا أهليهم في الخارج,وإنشغلوا بتامين مصالحهم وحاجاتهم بينما الجياع ينتظرون,والمرضى يتأوهون كتلكم الطفلتين التوامين رواسي وهاجر اللتين تعرض منزل أهلهما الى القصف الأمريكي وأصيبتا جراءه بقروح وجروح وتشوهات وشلل..هل يستطيع السياسيون العراقيون تاجيل صراعاتهم الى حين علاج الطفلتين..لاأظن ذلك فمعظم السياسيين يرون في هاجر ورواسي مجرد حشرتين...!
 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


هادي جلو مرعي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2011/08/08



كتابة تعليق لموضوع : مثل العراق في العالمين
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net