صفحة الكاتب : هادي جلو مرعي

بعد 26 عاما من العزلة عون رئيسا
هادي جلو مرعي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
العماد ميشال عون قائد الجيش اللبناني، وصديق صدام حسين، ورجل المواجهة الصعبة مع غازي كنعان ومصطفى طلاس أبرز قياديين للرئيس الراحل حافظ الأسد عندما كان للوجود العسكري السوري في هذا البلد مداه الكبير والممتد والمهيمن.. هذا الرجل تم إنتخابه رئيسا للجمهورية اللبنانية بعد 26 عاما من العزلة والصبر والصراع والتحالفات المتنقلة ليكون رئيس التوافق الجديد برضا وتوافق بين الأطراف السياسية الداخلية التي إتفقت بعد أن قرأت المزاج العام عند القوى الإقليمية الفاعلة كإيران والسعودية خاصة وإن الإنتخاب الأخير جاء بعد أن حصل الشيخ سعد الحريري المدعوم سعوديا على موافقة حزب الله ليكون رئيسا للحكومة التي ماتزال تراوح مكانها وتمضي من فشل الى آخر.
لم يكن العماد عون صديقا لصدام في الحقيقة، ولكنه كان عدوا لحافظ الأسد، ولأن الأسد صديق للجمهورية الإسلامية الإيرانية فقد تداخلت المعسكرات والمواقف والسبل للوصول الى الغايات التي يريدها كل طرف وكان بحاجة الى أن تتغير الولاءات والأولويات التي أنتجت في النهاية شكل لبنان الطائفي المعروف بتنوعه السلبي الصادم والمقاوم الذي يتولى الرئاسة فيه أحد أبناء الطائفة المارونية وأن يتولى رئاسة الحكومة أحد أبناء الطائفة السنية على أن يكون رئيس البرلمان من الشيعة.
تحالف العماد عون مع حزب الله، وإختلف مع بقية القوى المسيحية التي تنوع ولائها، فصار البعض منها جزءا من تجمع 14 آذار أو حركة المستقبل التي يرأسها الشيخ الحريري وهي من ضمن المشروع السعودي، في حين أخذه هذا التحالف الى علاقة من نوع آخر مختلفة عن السابق مع السوريين الذين أصبح هو مرشحهم للرئاسة كما هو مرشح لحزب الله والمحور الإيراني الذي يصطدم مع السعوديين في مناطق عدة من الشرق الأوسط لكن ذلك أوصله الى بعبدا.
الرئيس اللبناني ميشال عون هو الآن في القصر الجمهوري، وتقع عليه مسؤولية كبرى في إدارة لبنان البلد المضطرب الذي يعيش فيه بعض ملايين من المواطنين بينما يتوزع 14 مليونا من أبنائه في بلدان الأرض جميعها، لكن عليه أن يبني علاقات متوازنة، وأن يسير بين السكاكين في الداخل والخارج فالمعركة بدأت للتو ياسيادة الجنرال الرئيس. 

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


هادي جلو مرعي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2016/11/02



كتابة تعليق لموضوع : بعد 26 عاما من العزلة عون رئيسا
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net