صفحة الكاتب : امل الياسري

صلح الحسن خيار مطلوب إسلامياً وأخلاقياً!
امل الياسري

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
ورد في كتاب ميزان الحكمة للريشهري الجزء السادس/ 352، روى الإمام زين العابدين علي بن الحسين(عليه السلام) عن جده المصطفى(محمد صلواته تعالى عليه وعلى آله):"من أحب السبيل الى الله عز وجل جرعتان: جرعة غيظ تردها بحلم، وجرعة مصيبة تردها بصبر"، وقد يتعرض المرء للإساءة من الآخرين، بقصد أو بغيره، وهاهو النبي(عليه أفضل الصوات وأتم التسليم)قد عفا عن قريش وهو في قمة الإنتصار، وقال لهم:إذهبوا فأنتم الطلقاء، وعفا عن المرأة اليهودية التي قدمت له شاة مسمومة!
لقد أثيرت العديد من الشكوك، حول صلح الإمام الحسن (عليه السلام) مع معاوية، لكن حقيقته تكمن في أسباب كثيرة، دفعت بالإمام صوب هذا الخيار، فأصبح مطلباً إسلامياً وأخلاقياً، فالسياسة الداخلية والخارجية، والمؤامرات الغادرة، والظروف السياسية والعقبات، إضافة لمكر ودهاء معاوية المتستر بالدين، فالمواجهة كانت تتطلب حكمة وحنكة منه، بحيث لا يُضرَب الإسلام، كما إن الإمام الحسن(عليه السلام)، وجدها فرصة لإشاعة الوحدة، وحقن دماء المسلمين، فكان يعبأهم لأيام الحسين، بما يشاهدونه من ظلم معاوية وفسوق يزيد.
الحفاظ على عرى الإسلام من التفرقة، وقطع دابر المنافقين والمارقين، هو النهج الذي سارعليه كوالده علي بن أبي طالب (عليه السلام)، في الدفاع عن ولايته لأمر المسلمين، لكنه تجرع مصيبة الهجر والدواة، والباب والمسمار، والضلع المكسور، حماية للدين والعقيدة، والمضي بنشر الدعوة المحمدية السمحاء، ولا يوجد فارق زمني كبير بين القامتين المعصومتين (عليهما السلام)، للإنشغال بقضايا الأمة، لكن الحسن المجتبى (عليه السلام)، إستغل الصلح لإيصال صوت علي ومناقبه الى الشام، ويهيأ الناس لقضية كربلاء القادمة.
تعتيم إعلامي أموي إستمر لعشر سنوات، كان نقطة قوة لأهل البيت(عليهم السلام)،ومن زاوية مختلفة بعيدة عن المشككين، في تنصل الإمام المجتبى(عليه السلام)،عن مهامه بإدارة شوؤن المسلمين، لأنه رغم خناق المتربصين والأعداء، بقي الإمام مؤئلاً للكرم والجود، فكان بحق كريم آل محمد، ولم يجزع لهذه المصيبة، لأن المصيبة القادمة أكثر وجعاً، ألا وهي نينوى، فإن كان الصلح طفاً خاصاً بالمجتبى، حقن فيه دماء المسلمين، فقد إدخرها الأنصار لطف الحسين في كربلاء، وفي كلتا الحالتين أُعلن الإنتصار.

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


امل الياسري
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2016/11/09



كتابة تعليق لموضوع : صلح الحسن خيار مطلوب إسلامياً وأخلاقياً!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net