صفحة الكاتب : عزيز الابراهيمي

قانون الحشد ومستقبل ما بعد داعش
عزيز الابراهيمي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 اقرار قانون الحشد الشعبي يعتبر انجاز كبير لمستقبل الدولة العراقية ما بعد داعش الارهابي, ولا شك ان فوائد هذا القانون سوف تشمل عموم الوطن وتهيئ الارضية لسيادة القانون فيه. 

لاشك ان تثمين دور المجاهدين في الحشد الشعبي وشهدائهم هو واجب قانوني واخلاقي, يفرضه احساس المواطنة والانتماء لهذا البلد, ولابد ان ينال اولئك الابطال ما يناله اقرانهم في القوات المسلحة الاخرى, ولكن المسألة لا تقف عند تثمين الجهود بل هناك ضمائم اخرى يمكن تلمسها في تشريع هذا القانون. 
ندعي ان هذا القانون ضمانة لمستقبل الدولة العراقية, وبالتالي فأن اي مواطن مهما كان انتمائه الطائفي معني بتشجيع او تشريع القوانين التي تحقق هذا الهدف, ولدعم هذا الادعاء لابد من التذكير ان اشد الامور خطرا على مستقبل الدول هو تعدد الجهات التي تحمل السلاح خصوصا اذا كانت ولاءاتها متعددة, فأن نتيجة ذلك تحول اي خلاف سياسي الى اقتتال يطيح بالدولة ومقدراتها واستمرار لحالة الفوضى التي تريدها كثير من الدول الاقليمة.
اذا اردنا الصراحة ونحن على اعتاب مرحلة جديدة بعد ان يطهر البواسل ارض العراق من رجس داعش؛ لابد ان نطرح هذا السؤال هل في بقاء الحشد الشعبي من دون تشريع قانون يجعله مندمج عضويا مع القوات المسلحة الاخرى خطرا على مستقبل الدولة العراقية ما بعد داعش؟! 
قد يجيب البعض بأن الحشد الشعبي اثبت مهنية عالية وولاء للوطن طيلة سنتين ونيف ولم يرى منه سوى الخير والنصر لهذا البلد, وبالتالي فانه مأمون الجانب ولايمكن ان يحدث خرقا في مستقبل الايام, وهذا الكلام على حسن نوايا مطلقيه الا ان بناء مستقبل الامم لايقوم على منظومة اخلاقية بل على قاعدة من الحقوق والواجبات.
ما على الاخوة المعترضين على قانون الحشد الشعبي نقاشه؛ هو مايتلوا تحرير البلاد من سطوة داعش, فربما تجمد فتوى الجهاد المقدس من قبل المرجعية, ويقل ذلك الحماس الذي يجعل المجاهدين يتحملون العوز وحر الحديد من اجل استعادة ارض العراق, ويخفت زخم التشجيع والاسناد الشعبي المنقطع النظير لهم, عندها يلتفت المقاتلون الى انفسهم, ليجدوا انهم كانوا في سكرة الشعارات والحماسة التي تبخرت, وليواجهوا منفردين حاجات عوائلهم وضرورة استمرار حياتهم, في ظل اهمال الدولة لهم, والتنكر لحقوقهم, ونسيان المجتمع لفضلهم, هذا كله من جهة ومن جهة اخرى بقاء السلاح في ايديهم, وكثرة القيادات التي تريد منهم الولاء لها فقط, مستندة في ذلك الى دعم دول ومؤسسات من اجل تنفيذ اجندتها, وعند ذلك الحين سوف يحدث ما لايحمد عقباه فليس فينا معصوم. 
ياتي هذا القانون ليجعل قوى الحشد جميعا بعدتهم القتالية الكبيرة وعددهم-والذي لا يشكل عشر عديد الجيش- في جملة القوات المسلحة, ويحدد قيادة رئيس الوزراء لهم, وبالتالي قدرته على تحريك أفراده بما يفوت الفرصة لنشوء زعامات يمكنها ان تسخدم جزءا منه لفرض اي اجنده لا تخضع لمصلحة البلد عموماً, هذا ما على الاخوة المعترضين من بعض القيادات السنية التفكير به وليس بعض الرواتب او الترهل الذي يمكن علاجه بسياسة اقتصادية ناجحة تجعل من الكثير ترك العسكرية واوامرها الثقيلة والدخول في سوق الاعمال المدنية.

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


عزيز الابراهيمي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2016/11/27



كتابة تعليق لموضوع : قانون الحشد ومستقبل ما بعد داعش
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net