الفكرة الام تيريزا والدالي لإما في معنى السعادة
عقيل العبود
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
ثقافة المحبة بمعناها الحقيقي، درستها في جامعات الغرب، بطريقة تكاد ان تختلف تماماً عن اللغة التقليدية، هذه التي نسمعها اليوم على السنة الخطباء، ووعاظ المنابر من المتكلمين عن مبادئ القيم والاخلاق الخاصة بهذا الدين، اوذاك، سواء في المساجد، او الكنائس، أوعلى السنة هذا النفر من الساسة، اوذاك.
والقضية كما يبدو، ان مخاطبة الناس والتثقيف بهكذا نمط من الموضوعات، يحتاج الى نفوس، تمتلك من الطهارة والنقاء والشجاعة، ما يجعلها مؤهلة لهذا النوع من الكلام.
المعنى ان المقولة بجوهرها هذه، التي ترانا نتحدث عنها في أمور حياتنا العامة، نطلقها لتلطيف سقف المجاملات فيما بيننا تارة، او نتحدث بها لكسب العامة تارة اخرى، هي ليست مجرد شعار يخرج من أفواهنا تجملا، هي ليست بعلكة، اوقطعة حلوى نمضغها، اونضعها تحت السنتنا، بغية تحلية مذاقنا المر، انما هي تمرينات شائقة تمارسها نخب من اصحاب الخبرة، هذا النخب كما طاقم طبي، اوفضائي له القدرة على اجتياز اقسى انواع التدريب النفسي، والروحي، بل وحتى الجسدي، لكي يفهم معنى التثقيف بحقيقة هذه المقولة.
تلك مقدمة لها علاقة بمحاضرة حضرتها للدالي لاما ذات يوم في جامعة الSDSU بحضور أعداد هائلة من طلبة الجامعات، وعلى غرارها ألقيت ذات المحاضرة في جامعات اخرى متعددة، وكان سعر البطاقة الواحدة، لم يكن يكن يصل الى عشر المبلغ الخاص ببطاقة الاحتفاء المخصص للطرب واللهو والغناء في فنادق الخمس نجوم هذه الايام، حتى تساءلت مع نفسي عن المبالغ التي يتم جمعها لهكذا نوع من المناسبات فضولا، حتى عرفت ان ثمة صندوق تم تخصيصه لهذا الغرض لنجدة الفقراء والجائعين في كل أنحاء العالم.
الخطبة كان موضوعها the meaning of happiness، اي معنى السعادة، والسعادة التي تناولها الدالي لاما هي العنوان الذي يندرج تحت قضية نحتاج جميعا ان نفهم معناها بطريقة صحيحة، وهي كيف نزرع بذور المحبة، كيف نصل الى مرحلة التجرد من مفردات انانياتنا، كيف ننذر ارواحنا وحيواتنا فداء لخدمة الفقراء والمحتاجين في هذا العالم.
مفردات كانت تتدفق على لسان خطيب ومتحدث ومعلم فيلسوف، إضاءات كان لها القدرة لان تجعل المتلقي اكثر انتماء الى حقيقته الانسانية، تمرينات بها يشعر المستمع انه يحتاج لان يتعلم كيفية ممارسة تلك الطقوس؛
هي نفسها لغة الابداع المشرق للخلق، هي افكار ومعارف تكاد ان تجعل التلميذ اكثر بهجة وهو يؤدي التزامات ما تفرضه عليه شروط وقوانين انتمائه الأكاديمي.
هنا بناء على ذات المضمون، تيريزا، قلبها كان الملجأ، امراة بروحها ارتدت لباس التضحية، حتى بقي جدارها شامخا على مر التاريخ، آلاف من الأيتام والمرضى، ينتشرون عند انهار محبتها آلتي توزعت على آلاف الأميال من هذه الارض، حياتها كانت قد انذرتها فقط لاجل سعادتهم.
قناتنا على التلغرام :
https://t.me/kitabat
عقيل العبود
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat