لهذا روسيا لن تثأر لسفيرها المسكين!
رسل جمال
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
رسل جمال
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
تركيا اليوم بكل مكوناتها ليست تركيا اﻷمس، هذا ماتؤكده كل المعطيات الحالية للوضع الراهن، واحفاد عثمان اليوم ليس هم انفسهم قبل عدة قرون، فاطروحة الامبراطورية العثمانية التي كانت تتمدد على ثلاث قارات لم تعد موجودة.
هذه الحقيقة ترفضها العقلية التركية الحاكمة على مايبدو، فبعد الانقلاب العسكري الفاشل الذي قاده مجموعةكبيرة من ضباط الجيش، انها كشفت عن حجم الهوة بين الحكومة التركية وبين اهم مؤسساتها، اﻵ وهي المؤسسة العسكرية، وكشفت ايضا عن وجود رغبة تركية داخلية في تغير الحكم السائد، والذي صدر وجه لتركيا عابس عنجهي ومتسلط لسنوات، على الرغم من المشاكل الداخلية الواضحة التي تعاني منها تركيا ومنها، الازمة الاقتصادية، والكساد وتدني قيمة العملة الرسمية للبلاد، راحت تفتعل مشاكل خارجية مع دول المحيط الاقليمي لها.
أن المتتبع للشأن التركي يرى أنها دائما ماتكون عنصر مشاكس بالمنطقة، ولا ترمي الى التهدئة ابدآ فقد كانت ولا زالت حاضنة لداعش وممر أمن له، وان دل على شيء يدل على وجود تبادل مصالح مشتركة بين الطرفين، غير آبهة بأمن الدول المجاورة لها ومنها العراق، ضاربة بأتفاقيات السلام الدولية وحظر مثل هكذا جماعات ارهابية بعرض الحائط.
من جانب أخر أضافة الى ان تركيا مازالت تعيش نشوة الماضي من تسلط وعنجهية، وترفض الاعتراف ان زمن الدولة العثمانية قد ولى من غير رجعة، ومانعيشه اﻷن هو وجود دول متجاورة لها حدود معلومة ينبغي على كل الدول احترامها وعدم المساس بسيادتها.
ان الغطرسة العثمانية البالية واضحة في الاصرار على بقاء قواتها على الاراضي العراقية، بدون اي مسوغ شرعي وقانوني، سوى استهتار بحرمة التراب العراقي، هنا يجب ان يكون للحكومة العراقية رد واضح وقوي، خصوصآ بعد ان رفضت تركيا الحلول الدبلوماسية الممكنة، فمن لا يعترف الا بالقوة في التعامل لا نتناقش معه اﻷ بنفس الطريقة التي يفهمها، وليدركوا ان العراق دولة قوية .
الواضح ان تركيا لن تستطيع تلافي هذه الازمة خصوصأ انها ليست الاولى مع روسيا، فبعد أسقاط الطائرة الروسية من قبل القوات التركية، والمساعي التركية في تجنب ازمة دولية، جائت حادثة مقتل السفير الروسي، على مرأى العالم في مشهد مسرحي لتضع تركيا في موقف محرج مرة اخرى مع روسيا، وقد سارعت تركيا كالعادة بتقديم تبريراتها للحادثة واعلان البراءة من مرتكبها، من خلال اتصال اردوغان بالرئيس الروسي عقب عملية الاغتيال التي تعرض لها السفير الروسي، وفي المقابل اعتبر الكرملن، ان الحادثة بمثابة "عمل ارهابي" في اول رد فعل روسي على الحادث، ولعل اﻷيام القادمة ستسجل رد اقوى لروسيا، اذا لم تلتزم أنقرة فعليا بورقة التسوية الروسية بخصوص سوريا.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat