صفحة الكاتب : اسعد عبدالله عبدعلي

رأس السنة بين احتفالات الطبقة الحكمة ودماء الفقراء
اسعد عبدالله عبدعلي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
 ليلة باردة أخرى, والحزن يحاصر ذاتي, أحاول أن اكتب شيئا ما, عن بلدي وبالتحديد عن مدينتي الحزينة "بغداد", لم يرعاها من أعطي الحكم, بقيت أسيرة للفوضى, حيث تمكن ثلة من اللصوص, من سطو على الحكم بعد زوال الطاغية, وإذا بهم يسرقون كل شيء حتى ماء دجلة والفرات, لتتحول الى مدينة للخرائب, بيوتها تحوي ألاف الأرامل والأيتام والجياع, يمتزج ليلها بصراخ الجائعين والمظلومين, أحيانا استشعر أن عذابا ما سيقع من السماء, على المنطقة الخضراء ويحيلها الى ارض سوداء, لعظيم جرم أهلها بحق الشعب.
فجر الليلة الباردة مر طائر القنبرة, ليصيح صيحته المشئومة, عندها تزاحمت في مخيلتي كل أحزان المدينة المنسية.
لكن بقية الذاكرة شاخصة على مشهدين, المشهد الأول "السنك" وانفجار  الانتحاري النتن, ومصرع العشرات من الفقراء, في لحظات كانت الناس تستعد للاحتفال بليلة رأس السنة, أما المشهد الثاني فكان في مدينة الصدر, حيث فجعت العوائل الفقيرة بانفجار, فعلته عصابة الشيطان, عبر انتحاري قذر  فجر سيارته, ويكون الضحية فقط عمال البناء, وليحمل الانفجار ألاف الأحلام البسيطة, وآلاف الوعود , من قلوب حرمت من حقوقها في عهد الدكتاتور صدام, ثم تحرم من جديد في عهد رجال الديمقراطية, الملعونين على لسان الأجداد والأحفاد.
بالمقابل فان فئة واسعة جدا من رجال البرلمان ونسائه, في هجرة نحو بيروت ودبي وبلاد الغرب, للاحتفال برأس السنة الجديدة, واغلب الوزراء والوكلاء والمدراء الأبالسة ومعهم عوائلهم, في رحلة نحو الخارج للتمتع بأموال العراق, فالتفجيرات فقط من استحقاق الفقراء والبسطاء من الشعب, هكذا ميزان الاستحقاق في عراق الديمقراطية, الأموال للطبقة السارقة للمناصب, والسحق والمرض والتفجيرات من حق الشعب.
ولم تهتز ضمائرهم  للتفجيرات والخروقات الأمنية الكثيرة, أو للدم العراقي الذي لا يتوقف, بل كانت شهواتهم مقدمة, وهي الحق الواجب أكماله, وبعدها يعودوا لافتراس ما بقي من خزينة الدولة, تحت عناوين رواتب وايفادات وعلاج ومنح وقروض, فهي حلال لهم, وحرام على أبناء العراق.
كتبت الكثير عن الخلل في منظومة الأمن, وشخصها قبلنا البقال والفلاح والاسكافي, بأنها تتمثل في بعض القيادات الفاشلة وأخرى بعثية, وفي الخطط البدائية المتبعة, وفي التسليح البائس, وفي اختراق البعث والإرهاب للمؤسسة الأمنية, لكن دوما كانت أذان الحكومة والمسئولين صماء لأي نداء للتصحيح, فلا تسمع الا صوت طبول الرقص وقهقهة الغواني.
 ختام القول أن يقيننا تام, بان بعد كل ليل يأتي نهار, وها نحن ننتظر النهار الموعود.

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


اسعد عبدالله عبدعلي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2017/01/06



كتابة تعليق لموضوع : رأس السنة بين احتفالات الطبقة الحكمة ودماء الفقراء
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net