صفحة الكاتب : امل الياسري

معلم اليوم س/خ في العراق
امل الياسري

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
هناك عبارات تبقى في الذاكرة ولا يمكن محوها، حتى وإن فخخت الحضارة أدمغتنا، فمصافحة الذكريات تجعلنا نفكر في أول يوم دراسي، أرعب قلوبنا وقلوب أهلينا، لكن ما أن رأينا ذلك الوجه السمح، حتى تلاشت مخاوفنا، فيغيرون أصواتهم ونبراتها، تبعاً لحالة كل طفل، والهدف أن يجلس الطالب في مقعده الدراسي، بعدها تبدأ سلسلة القراءة والكتابة، التي جعلت لكل منا نكهته الخاصة، فلكَ مني كل التقدير، فقد تركت فينا بصمتك أيها المعلم!
يترك حياته وراء ظهره، ليتقدم تلاميذه في التجمع الصباحي، وهو بتلك الهيئة المهيبة، ليجعل الدرس بسيطاً وممتعاً، والحقيبة تغص بالحلويات والألعاب الجميلة، والتي لها مفعول السحر على التلاميذ، فهل آن الأوان لنلتفت من غفلتنا عن قيمة المعلم، ودوره في بناء المجتمع؟ فمعركتنا اليوم يلجأ أعداؤنا فيها، الى إستعمال أبشع الوسائل وأقذرها، ليلوثوا عقول صغارنا، والمعلم يصافح الغيب، ويقاتل الغيم لينبه الجيل بخطورة أسلحة العدو، فهل من معين أو ناصر ينصرنا؟!
رغم العراقيل، والمطبات، والحروب، لم يغير المعلم من طباعه ليرضي الساسة، ولم يبدل نبرته ليعجبهم، ولم يخالف مبادئه ليتسنم مناصب زائلة، فكان معلمنا بحق يمثل وجه الحياة المشرق، مع علمه بأن التغيير طريقه معقد، وصعب، وشائك، لكن ثماره جميلة وأثره باق، وستلاحظه عبر أبنائك وأحفادك، لأنه كائن منحك الثقة والقوة، لتعيش حياة أفضل مما يريدها أعداء الإسلام، الذين قرروا في مصانعهم الخبيثة، إنتاج كل مايهدم الطفل العربي عموماً، والعراقي خاصة.
لقد أراد الأعداء بأنظمتهم وقوانينهم الجديدة، المتحدثة بأسم الحريات، وحقوق الإنسان، وحرية التعبير، أن يكون شعبنا (س/خ)، خاصة بعد عام 2003 وما تلاها، والتي تعني (سارق خراف)، لكن المعلم بإبداعه وفطنته جعل منها شعار (س/خ)، ومعناه (ساعٍ خير) لبناء العراق، رغم سياسة تكميم الأفواه، والدكتاتورية المطبقة على نظامنا التعليمي والتربوي، الذي لجمه الرئيس المباد بنظام عسكرة رهيب، وكأن طلابنا لا يعرفون سوى القائد الضرورة وبعثه الكافر، لكن المعلم حفظ الأمانة.
المرجعية الدينية العليا في النجف الأشرف، أشارت في خطبة الجمعة المصادف، 7/ربيع الثاني للعام (1438) هجرية، والموافق 6/ كانون الثاني/(2017) ميلادية، الى ضرورة الإهتمام بالتعليم والمعلم وحمايته، إذا كانت الحكومة جادة ببناء الدولة الجديدة، فقد فيها المعلم أمنه، فهو كحال بقية شرائح المجتمع، تعرض للعنف والإعتداء غير المبرر، بسبب غياب القانون والنظام في مؤسساتنا التربوية، ورغم هذا ترى المعلم يناضل أكثر من قبل، فهل يستوي الذين يعلمون، والذين لا يعلمون؟!
صحيح أن واقع المعلم، تبدل من الناحية المادية نحو الأحسن، ولكن زيادة نسبة الإعتداءات عليه، باتت أكثر سوءاً وعنفاً وقبحاً، فما أحوجنا اليوم لتفعيل قانون حماية المعلم، وإستعادة هيبته من خلال تعديل القوانين، التي شرب عليها الزمن وأكل، وتشريع الجديدة منها لتواكب ما يواجه المعلم من مخاطر، بغية النهوض بالواقع التعليمي، فدينار على دينار يعني ثروة، وحجر على حجر يعني بناء، فطوبى لكم أيها الأحرار، ومَنْ علمني حرفاً جعلني حراً.

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


امل الياسري
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2017/01/08



كتابة تعليق لموضوع : معلم اليوم س/خ في العراق
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net