على الرّغمِ من أَنَّني لا أَعتقدُ بالمُطلق بفكرةِ إِستنساخ الحلول للمشاكل، اذ اعتقدُ أَنّ لكلِّ بلدٍ خصوصيّاتهُ ولكلِّ شعبٍ تفاصيلهُ، وإِنَّ المشاكل هي نتاج الخصوصيَّة والتَّفاصيل ولذلك يجب أَن تكون الحُلول نتاج تلك الخصوصيّات والتَّفاصيل، مع ذلك، فانّني سأَتنازل قليلاً عن إِعتقادي هذا وأُناقش الذين قارنوا بين [التَّسوية] العراقيَّة بنسختِها السُّورية التي إِنتهت أَحد فصولها أمس في الأَسَتانة عاصمة دولة كازاخِستان!.
فلقد سمعتُ من أَصحاب المُقارنةِ هذهِ يتساءلونَ أَكثر من مرّةٍ؛ لماذا نقبل بالتّسوية السّورية ونرفض تسويتنا الوطنيّة؟!.
سؤال حُلو ومُقارنة جميلة!.
فلْنبدأ الحِوار؛
أَوَّلاً؛ التّسوية السّورية هدفها أَولاً وقبل كلِّ شيء تثبيت وقف إطلاق النّار بين ما يُطلق عليهم بالفصائل المسلَّحة والقوّات الحكوميَّة! فهل يقبل أَحدٌ من العراقييّن أَن يتّخذ هذه الخُطوة الآن؟!.
ثانياً؛ هدفُها وقفُ نزيفِ الدَّم! بالحوارِ بين المسلَّحين والحكومة وليسَ بينَ مكوّنات الحكومة! فهل تُحقِّق تسويتنا الوطنيَّة هذا الهدف؟! اذ هي تقومُ على الحوار بَيْنَ مكوِّنات السُّلطة؟! الّا اللَّهُمَّ اعتبار انَّ [السياسيّين] يُمثّلون الفصائل المسلَّحة! فليفصَحوا عن أَسماءِ كلِّ واحِدٍ منهم ببيانٍ يُصدره المسلَّحون! لنتعرّف على [الممثّل الشَّرعي] لكلِّ فصيلٍ!.
ثالثاً؛ يشترك في التّسوية قادة الفصائل المسلَّحة حصراً الى جانبِ الحكومة! على اعتبار أَنّ المشكلة على الأَرض هي مع المسلَّحين وليس معَ غيرهِم، فهل يقبل أَحدٌ من العراقييّن أَن يتفاوض مع المسلَّحين؟! أَو هل أَنّ هناك أَحدٌ يعرفُ أحداً من قادة المسلَّحين! لتتم دعوتهُ للمشاركةِ في التّسويةِ؟!.
فضلاً عن ذلك، فانّ قادة المسلَّحين الذين حضروا إِجتماع التّسوية قبِلوا أَن يُميِّزوا أَنفسهم عن الجماعات والتّنظيمات الارهابيّة! فهل هناك من قادة المسلَّحين عندنا ميَّز لحدّ الآن نَفْسه عن الارهابيّين لندعوهُ للتسوية؟!.
أَضف الى ذلك، فانَّ قادة المسلَّحين ملطّخة أيديهم بدماء السّوريّين! ومع ذلك قبلتهم التّسوية! فهل يقبل العراقيّونَ بالتّسويةِ مع مَن تلطّخت أيديهم بدماء العراقيّين؟!.
رابعاً؛ إِنّ شرط إِشراك قادة المسلَّحين في التّسوية هو أَن يصطفَّ سلاحهم فوراً الى جانب سلاحِ الحكومة للقتال ضدَّ التّنظيمات الارهابيّية التي تمَّ تسميتَها بالاتّفاق بين الجميع! فهل في تسويتِنا مسلَّحون يقبلونَ بالاصطفاف مع قوّاتنا المسلَّحة الباسِلة للقتالِ ضدَّ الارهابيّين؟!.
خامساً؛ في تسويتهِم تمَّ الاتّفاق قبلَ ذلك على إِقامة ممرّات آمنةٍ لخروجِ المقاتلين وعوائلهم من المناطق السّاخنة، فهل مِن العراقييّن مَن يقبل بمثلِ هذه الخُطَّة فيخلق ممرّات آمنةٍ للمقاتلين في المَوصل مثلاً ليتركوا المدينة مع عوائلهِم؟!.
بالتَّأكيد لا يوجد أَحدٌ من العراقييّن يقبل بذلك! بل أَنَّ بعضهُم عرقلَ إِتّفاقاً وشيكاً بهذا الصّدد! أليسَ كذلك؟!.
إِلّا أَنا!.
فلو كانَ الأَمرُ بيَدي لبذلتُ كلَّ ما بوسعي للاتّفاق مع الأَطراف المعنيّة لإقامةِ مثلِ هذه الممرّات الآمنة للمسلَّحين، بل وحتّى للارهابيّين، للخروجِ من منطقةِ القِتال!.
وبهذا الصّدد أُريد أَن أَقترح على العراقييّن أَن يقبلوا باقامةِ ممرّاتٍ آمنةٍ للارهابيّين على وجهِ التّحديد للخروجِ من المَوصل الى سوريا تحديداً، ليتمّ اصطيادهُم هناك بعيداً عنّا، فلقد وعدَ المسلَّحون السوريّون بأَنّهم سيُقاتلون ضدَّ التّنظيمات الارهابيّة جنباً الى جنبٍ مع القوّات الحكوميَّة لتصفيتهِم عن بِكرةِ أَبيهم! طبعاً بالتّعاون مع أَنقرة التي ضمِنتهم في مؤتمر الأَسَتانة! وهي قادرة على ذلك بكلِّ تأكيد لاّنها صاحبة الخِبرة، فضلاً عن أَنّها الحاضِنة! والمرضِعُ تعرفُ كيف تصطادُ أَبناءها!.
فلازالوا وعَدوا بذلك فلماذا لا نُسهِّل عمليَّة خروج آمن للارهابيّين من المَوصل الى سوريا لنختزلَ الزَّمن ونختصرَ الحرب على الارْهابِ! خاصَّةً وأَنّ المسلَّحين ومَن ورائهُم أَنقرة يمتلِكونَ خبرةً ومعرفةً تامَّة بالارهابيّين! [خُططهُم، عناصرهُم، إِستراتيجيّاتهُم، خرائطهُم التَّنظيميَّة وكلّ ما يتعلَّق بهِم!].
ولا ننسى فانّ المهمّة أَسهل الآن بعد ان تمَّ الإعلان رسميًّا عن تحرير وتطهير الجانب الشّرقي من المدينة بشَكلٍ كامل.
لقد ساهمت كلّ دول المنطقة والعالم بتنفيذِ نظريّة [تجميع الجراثيم] [والمقصود بها الارهابيّون] في الْعِراقِ منذ التّغيير عام ٢٠٠٣ ولحدّ الآن، فلماذا لا يفعلُ العراقيّونَ اليوم الشَّيء ذاتهُ فيعملوا على تجميعِ الجراثيم في سوريا للقضاءِ عليها دفعةً واحدةً؟! [وَكَفَى اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ الْقِتَالَ}.
هذا المُقتَرَحُ للأَذكِياءِ فَقط!.
٢٥ كانون الثاني ٢٠١٧
لِلتّواصُل؛
E-mail: nazarhaidar1@hotmail. com
قناتنا على التلغرام :
https://t.me/kitabat
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat