العراقة... تعني الانتماء ... تعني الوطن..
سلوى البدري
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
سلوى البدري
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
الملايين من الشباب العراقي والعربي في كافة ارجاء المعمورة راح يتابع برنامج ارب ايدل الذي تعرضه قناة (ام. بي. سي) الاولى. البرنامج استطاع ان يستحوذ على عدد كبير من المتابعين له ومحبيه، فهو يعرض مجموعة من الشباب والشابات جئن من اماكن متفرقة من العالم يحلمون بالوصول عبره الى القمة، الحكام (راغب علامه ، نانسي، احلام، حسن) كانوا حقا رائعين جسدوا قوة اتخاذ القرار والحكمة في تصويب المبدع بعيدا عن العاطفه، الا ان احلام تميزت اكثر، فبدت قوية، جريئة، شجاعه في طروحاتها، رغم ان من يعرفها يعرف طيبة قلبها ورهافة حسها ورقتها، الا ان القيادة كانت حاضرة لديها اكثر من ان تنجرف خلف صوت القلب.
حلقات البرنامج الاولى شهدت منافسة شديدة بين المتسابقين من كافة الدول العربية، للوصول الى المراكز المتقدمة وصولا الى النهائيات حيث المركز الاول. وقد شارك العراق بثلاثة متسابقين هم (مهند، اسامه، برواز). مهند تميز بهدوئه وادائه العالي ليصل الى المراكز المتقدمة، اما اسامه فقد ابدع في الوصلات الغنائية باختلاف الوانها وبالمقام والموال العراقي، فافرح جمهوره ولجنة التحكيم بأغنية "فوك النخل فوك"، فراحوا يغنون معه، اما وصلته الاخيرة فكانت لأغنية خليجية تموج بصوته كموج بحر هادر يلاطم الامواج مرة والشواطىء مرة اخرى ليتكسر اجزاءا واجزاء ويعود ليلملم بعضه كأم تضم صغارها اليها المتناثرين باتجاهات عديدة ثم تقف لتلاعب الريح الراقص فوق الخليج، أطرب الحاضرين، وسلطن لجنة التحكيم، فدمعت عيون راغب وراحت اصابع احلام وشفتيها تطلق العنان كعازفة للمزمار. اسامه كان اكثر من رائع الا ان الحظ لم يحالفه ولا نعرف السبب، لكنه حصد لقب "مزمار ارب ايدل". اما مواطنتنا الثالثه فهي (برواز حسين) ، تميزت بصوت قوي شجي ينطلق من الراس والقلب في آن واحد، خلبت الالباب لا بروعة صوتها فقط بل بجمال وجهها الذي جسد الجمال الجبلي العراقي. غنت باللغة العربية والكردية، سلبت العقول وهي تغني لأم كلثوم ، فاحييت ذكرى سيدة الشرق ، افرحت العراقيين ، ونحن نعلم ان العراقيين لا يفرحون االا مع بطولات كرة القدم، والان فرحوا مع ارب ايدل... لا يختلف اثنان على امكانياتها الرائعة والكبيرة. وفاجئت الجميع عندما قال مترجمها انها لا تتكلم العربية ولكنها تغني بالعربي. بصراحة لم اصدق ذلك، لأن من تغني لأم كلثوم اكيد تتقن اللغة نطقا وقواعدا، ولكن لم يكن هناك سبب يبرر عدم تصديقها، الا ان تصريحاتها المستمرة بمناسبة ودون مناسبة بأنها من كردستان وانها لا تعتقد ان كردستان جزء من العراق استوقفت الكثير من العرب قبل العراقيين. فبهت الجميع الى ان هذه الشابه عاقه لوطنها، واكتشف الجميع انها لا تتكلم اللغة العربية لا لأنها لا تعرفها بل لأنها لا تريد ان تكون عربية اولا وعراقية ثانيا، اذن ما الذي اتى بها الى " ارب ايدل "
نقول لهذه العراقية العاقة.. اول حقوق المواطنه هي الانتماء، فالانتماء في الغربة وطن، وقيم، ومبادىء، وخلق، والانتماء للعراق هو الاصاله جذورا وصولا للقمم. لقد علمتنا الحياة حكمة كبيرة كي نكسب بها حب واحترام الاخرين وهي التأدب في الغربة فقيل " ياغريب كن اديب" اي كن مؤدبا ، فالادب هو جزء من احترام الذات. بصراحة انت ابنة عاقة، ربما نشأت على العقوق والعقوق هو الحقد والكره والشر بأكبر معانيه... وأول العقوق هو عدم الانتماء للعائلة، فكيف اذا كان العراق هو العائلة الكبيرة... العراق اكبر منك ومن كل الذين تفيأوا بالفيدراليه والانفسام وارتضوا لبس جلود غير جلودهم.
شكرا للفنانة احلام ... والله انت تستحقين ان ننحني امامك حبا واحتراما فلقد كنت أمرأة عظيمه بانتمائها للخيمة الكبيرة العربية... جسدت الانتماء با أقوى اشكاله من الخليج الى المحيط يبقى الوطن العربي عنوانا للخلود، لقد استطعتِ ان تفندِ كذبة عداء الاشقاء. العراقة تعني الوطن... تعني الانتماء الى الجذور والاصول وصولا الى القمم.... أحييك يا سلطانة أرب ايدل، بل سلطانة الخيمة العربية الكبيرة.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat