محررو الصفحات الثقافية هل هم مثقفون ..!؟
ماجد الكعبي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
ماجد الكعبي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
إن الصفحة الثقافية في كل صحيفة موضع اهتمام ومتابعة المثقفين على اختلاف درجاتهم ومشاربهم , لأنها تعكس الطابع الثقافي في البلد , وان لها مردوداتها الايجابية الحيوية في تغذية وانتشار الأنشطة الثقافية , وهي الكفيلة بخلق براعم ثقافية جديدة . ومد المثقفين بنسغ صاعد يغذي إمكاناتهم وقدراتهم على الخلق والإبداع والنهوض الثقافي المنشود .
وهنا تبرز أهمية المحرر الثقافي , لأنه يواجه أركان الثقافة وروادها وبراعمها , حيث يكون محط تقييم وانتقاد , فإذا كان مفتقرا إلى الثقافة ويفترش بساط الاستفلاس المعرفي والأدبي والثقافي , فانه يظل في معرض الطعون والانتقادات .
فالصفحة الثقافية ينبغي , بل يجب أن يحررها محررون أكفاء يمتلكون مستودعا واسعا من القدرة الكلامية , والتحليلية , والفنية , والثقافية , وان يكونوا مطلعين ومواكبين لكل التيارات والاتجاهات التي تسير في منعطف الثقافة والتثقيف . ولكن الذي يثير استغرابنا هو أن بعض محرري الصفحات الثقافية , ليس بمثقفين بل يحسبون ويحشرون في خانة الإبداع الثقافي , وهم حفاة بؤساء لا يستطيعوا حتى كتابة موضوع يستقطب انتباه القراء وينتزع إعجابهم وتواصلهم , كما نجد ظاهرة مستهجنة عند بعضهم , فأنهم ينشرون كل ما هو غث ومتردي ومتخلف لأسماء غير معروفة , ولعطاءات غارقة بالسطحية والأمية , فهذا سلوك شائن يوصد أبواب الإبداع ويجعل الصفحة الثقافية بائسة تراوح في متاهات ممتدة , فالمحرر الثقافي البارع هو الذي ينتقي المواضيع والمقالات التي يمور فيها ماء التألق والإشراق . ولا يلتزم وينشر ما هو تافه لعناصر له بهم صلة , فهذا السلوك مقبرة للثقافة والتثقيف .
فالثقافة أعلا وأسمى من العلاقات الشخصية والرشوات النفعية , من اجل إبراز أسمائهم الهزيلة على صدر الصفحة . إن الأغلبية الغالبة من القراء والمتابعين ينحون باللوم والأئمة على كل من لا يعانق التطلع والتفتح والانفتاح والإشراق , فعليكم يا أيها المحررون أن توزعوا شرايين الصفحة على من يمتلكون حضورا ثقافيا متميزا وإبداعا ملحوظا وتفردا مشهودا . ولا تحولوا صفحاتكم إلى إقطاعيات موزعة على من تحبون أو ترتبطون وإياهم بوشائج وصلات انتم اعرف بها مني , وحذاري.. حذاري .. من أن تكون الصفحة محتكرة إلى من تربطكم بهن روابط تثير الشبهات علما بان مقالاتهن لا تحمل دسما فكريا ولا بريقا ثقافيا , وجواز مرورهن على صفحتكم متأتي من اعتبارات انتم أدرى بها من الآخرين , أما أقلام اللواتي لا تمت لكم بصلة ولا يجمعكم بهن جامع فهن مهمشات ومقالاتهن مهملات , رغم أنها تفوح مسكا وعنبرا وتشع أفكارا وأراء وتثقيفا , ولكن كل هذه الاشراقات مطفئة عندكم ! . فأفيقوا لكل الهنات والعثرات كي تسلموا من الانتقادات . وان عمودي هذا من باب الحرص على سمعتكم وديمومة العطاء الثر النافع النزيه للقراء الذين يمتلكون حسا نقديا قد يحرقكم لهيبه .
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat