عَقْلِيَّةُ المُؤَامَرَةِ لَا تُنْتِجُ حُلُولاً!
نزار حيدر
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
نزار حيدر
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
١/ يُقاسُ مُستوى الالتزام بحقوقِ الانسانِ في البلادِ بِمدى مصداقيَّة القضاءِ ونزاهتهِ وحياديَّتهِ، ولذلك تحرص دُول العالم الحرّ على إِبعادِ القضاء من أَيّة تأثيرات مهما كان نوعَها! لحمايةِ البلادِ والدّستور وحقوق وواجبات السُّلطة والشّعب على حدٍّ سواء!.
أَمّا في الْعِراقِ الجديد فللأَسف الشّديد فانّ القضاء مُسيّس ومُنحاز الى جانبِ لعِصابةِ الحاكمةِ، فضلاً عن فسادهِ العظيم! فهوَ قضاءٌ تحت الطّلب كلّ إنجازاتهِ تصبُّ في مصلحةِ أَحزاب السُّلطة! ولهذا السَّبب فانَّ حالة حقوق الانسان في تدهورٍ مستمرٍّ! وبنظرةٍ سريعةٍ لسجلِّها الذي تنشرُ الكثيرُ من تفاصيلهِ المنظّمات الحقوقيّة خاصَّةً الوطنيَّة ومنها الجمعيَّة العراقيَّة لحقوقِ الانسانِ في الولايات المتَّحدة، سنكتشف حجم هذا التّدهور!.
فضلاً عن انّ تلكّؤ النّظام الدّيمقراطي يعود في جانبٍ مهمٍّ مِنْهُ الى تسييس الفساد وعدم حياديَّته وفسادهِ!.
٢/ إِنّ ما جرى السَّبت الماضي في ساحة التّحرير في العاصمة بغداد شيءٌ مُقرفٌ ويبعثُ على القلقِ، سواء ما تعرَّض لَهُ المتظاهرونَ عندما استخدمت القوّات الأَمنيّة الرَّصاص الحيّ، وهو أَمرٌ خطيرٌ جدّاً، الأَمرُ الذي أدّى الى إِستشهادِ عددٍ من المواطنين! أَو ما تعرَّضت لَهُ القوّات الأَمنيّة ذاتها على يدِ بعض المتظاهرين والذي تسبَّب باستشهادِ أَحد المنتسبين الأَمنيّين!.
٣/ في مثل هذه الحال ينبغي؛
أَلف/ أَن يلتزم المتظاهرون بكلِّ التّعليمات المتعارَف عليها بخصوصِ مكان التَّظاهرة وإِتِّجاه مسيرها ومدَّتها وسلميّتها وشعاراتها وغير ذلك من التَّعليمات التي تُعلن عنها وتؤكِّد عليها في كلِّ مرّةً الجهات المختصَّة.
باء؛ أَن تلتزم القوّات الأَمنيّة كذلك بالتّعليمات على وجهِ الدقّة، من أَجل أَن لا يتجاوز أَحدٌ حدودهُ وصلاحيّاتهُ والتَّعليمات التي يُبلَّغ بها من الجهات العليا!.
إِنّ تجاوز أَيٍّ من الطَّرفَين على التّعليمات المحدَّدة والواضحة يعني المزيد من إِراقة الدِّماء البريئة وهذا ما ينبغي التّحقيق بهِ لمعرفةِ السَّبب الحقيقي وراء مثل هذه الحالات!.
فلا إِجتهادَ مُقابل النّصّ! لأَنّ أَيَّ إِجتهادٍ قد يعني الدَّم! وهذا ما يجب ان يتجنَّبهُ الجميع!.
٤/ ومن أَجل أَن تضعَ الجهات المعنيَّة حدّاً للأَقاويل والشّائعات التي تنتشر الى الآن بشأن الأَسباب الحقيقيَّة التي تقف وراء إِراقة الدّماء في تظاهرات يوم السَّبت الماضي، فأَنا أَدعو الى أَن تنهي اللّجنة الخاصّة التي أَعلن عن تشكيلها القائد العام للقوّات المسلَّحة الدُّكتور حيدر العبادي تحقيقاتها بأَسرعِ وقتٍ لإعلان النّتائج على الملأ بكلِّ وضوحٍ وشفافيَّةٍ، فانّ ذلك يُميط اللِّثام عن الحقائق التي يسعى البعض لتغييبِها عن الرّأي العام، من جانبٍ، وتُساهم في إِعادة الثّقة بالجهات الامنيّة تحديداً وفيما اذا كانت قد التزمت بالتَّعليمات حرفيّاً أَم أَنّها تجاوزت صلاحياتها فحصل الذي حصل!.
كما أَنّ ذلك سيُجيب على الكثير من الأَسئلة والشّكوك التي أُثيرت حول التزام أَو عدم إِلتزام بعض المتظاهرين بالتّعليمات القانونيّة بشَكلٍ دقيق!.
٥/ ينبغي أَن نضعَ لُغة التَّخوين والاتّهام ومُصطلحات مثل [مدسوسين] وما أشبهَ جانباً، عندما نتعامل مع التّظاهرات! فبعد تجربةٍ مريرةٍ مع القائد العام السّابق للقوّات المسلَّحة الذي كان يتَّهم كلّ مَن ينتقدهُ أَو يتظاهر ضدّهُ وضدّ سياساتهِ بأَنّهم مدسوسون ومن أَيتامِ الطّاغية الذّليل صدّام حسين وما الى ذلك! لا ينبغي أَن يتكرَّر المشهد مرّةً أُخرى! فاذا كان الموما اليهِ مسكونٌ بعقليَّة المؤامرة! وهي العقليّة التي يُبتلى بها المرعوبون والخائفون من المستبدّين عادةً! العقليّة التي أَوصلتهُ الى طريقٍ مسدودٍ حتّى مع أَقرب المقرَّبين اليهِ في الحزبِ الحاكم، فضلاً عن شركائهِ بالعمليَّة السّياسيَّة والشّارع العراقي والمرجعيّة الدّينية! فلا ينبغي أَبداً تكرار التَّجربة اليوم، لأَنّها ستأخذ صاحبها الى نَفْسِ النَّتيجة!.
يجب بحث جذور المشاكل التي تُحرّك الشّارع لنجد لها الحلول الحقيقيَّة والسّليمة، وهي نفسها المشاكل التي ظلَّ يُشيرُ اليها ويُحذِّرُ منها الخِطابِ المرجعي على مدى سنينَ طويلة حتى قَالَ قولتهُ المشهورة [لقد بحَّ صوتُنا]!.
١٥ شباط ٢٠١٧
لِلتّواصُل؛
E-mail: nazarhaidar1@hotmail. com
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat