صفحة الكاتب : عبد الجبار نوري

معارض البيع المباشر للّحمْ العراقي الحي
عبد الجبار نوري

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 أتساءل وبمرارة وأسى وأحباط .. وأحياناً تصل إلى بكاء الرجال الصامت على وطنٍ مستباح ، ربما يحمل جُلّ ثقلهِ مغترب جذورهُ مدافه بطين دجلة الخير ، يُشعرْ بها الجواهري العظيم " أنا العراق ، لساني قلبهُ ، ودمي فراتهُ وكياني منهُ أشطارُ ، وبرئةٍ متعبة وقلبٍ عاشقٍ ولهان يحلم معانقة رفيقة الصبا أزقة بغداد الحبيبة ، ومنذ الزمن البائس للملوك والعراق مستلب فكراً وروحاً وجسداً إلى زمن أنقلابات العساكر الدموية وثُمّ إلى نفق البعث الشوفيني المظلم الأربعيني وقائده الرمز ، فخرج الجيل المتعب الجديد من ذالك الرحم المرعب الخانق آملاً أن يرى ضوءاً في نهاية ذالك النفق ، وأذا بهِ يعايشُ مسرحية تراجيديتاً من نوع الملهاة المأساوية ذي أربعة عشرة فصلاً متهافتاً ومرعباً بطعم الدم بعد عام النحس .. عام الفأل الأسود والحظ  المتعثر عام 2003 ، والعراق يصحو ويمسي على رؤية الجنائز وطريق القبور والتجلبب بالسواد لربما تبريكاً وتيمناً بأسمهِ العتيق " أرض السواد " إلى أين يا وطن المعذبين ؟ يا صاحب المليوني شهيد برقمك الذي تجاوز الجزائر – صاحب المليون شهيد – في معلومة " غيتس " العالمية ، والأحداث الدامية وهي تحمل دائماً بصمات عصابات خارج الزمن والتأريخ حالمي العصر الخلافوي ، والهوس الفرويدي في الفوزبحسناوات الفردوس المفقود ،وللمعلومة التأريخية أن العهد الخلافوي هو الآخرجاء بالتوافق السالب فكان أرثهُ كماً هائلاً من الأختلافات الفكرية والمذهبية فأصبحت خارج التغطية  لكونهِ لم يحصل على التوافق الجمعي حينذاك . 

وكان من أخطر غزواتها في بداية هذا العام أستهداف أجزاءٍ من جغرافية الرصافة والكرخ وتدميرهما بمقاربةٍ وحشية لسادية أجدادهم هولاكو وجنكيز خان والحجاج وصدام  في أستباحة العباد أرضاً وعرضاً بسونامي جينوسايد وهولوكوست تدميري يرقى لأبادة الجنس البشري العراقي ، طبقاً لسياسة الأرض المحروقة في أستعمال السيف والمعول ، فكانت غزوات داعش البوهيمية للأسواق والمطاعم  والشوارع ودور العبادة وملاعب الرياضة  وهذه المرّة في :

غزوات المعارض/  *وكان يوم الثلاثاء 24- كانون الثاني 2017 ةفي أوائل السنة الجديدة ، ومن مصادر أمنية وصحية قتل ثلاثة أشخاص وجرح 18 شخص وحرق عدد من السيارات ، بأنفجار عبوة ناسفة موضوعة أسفل أحدى السيارات داخل معرض لبيع السيارات في منطقة النهضة وسط بغداد .*  الأربعاء 15-2-2017 في منطقة البيع المباشر للسيارات في الحبيبية فجر أنتحاري نفسهُ يقود سيارة كيا حمل محملة بأطنان من المتفجرات ، راح ضحيتهُ 18 شهيد و56 جريح حسب مصادر أمنية وصحية . * والثلاثاء الدامي الآخر 24 كانون ثاني 2017 أعلنت قيادة عمليات بغداد هو الآخر من أعنف الأنفجارات المرعبة حيث كانت حصيلتها 49 شهيداً و75 جريحاً وأكثر من  50 سيارة محترقة --- .

من هم وراء هذا المزاد العاهرفي عدم توقف تفجيراتهِ الأرهابية في بغداد بالذات ؟؟

-العدو الداخلي المتمثل بالخلايا اليقضة المتكوّنة من نفايات قيء قمامة سياسيي سلطة زمن الضياع والأزدواجية في المواقف والولاءات الهوياتية ،  وربما من سياسيي الدعشنة خريجي المنصات وشبه رجال مواسم الحج والعمرة لواشنطن ، وهوات المؤتمرات المدعومة ، وكذلك تعدد السيطرات وخلوها من الجهد الأستخباري ، وعدم تفعيل الأوامر القضائية الصادرة بحق الأرهابيين ، وسياسيون مأزومون ومهزومون نفسياً وهم على رأس سلطة القرار قد يغضون النظر عند مرور الشاحنات الملغومة بالموت لأسباب عديدة قد تكون هوياتية فئوية كتلوية طائفية أو مناطقية ، ومن حق شعبنا أن يتساءل : يا ترى أن أكثر التفجيرات الدموية شملتْ مناطق الكرادة والثورة والشعلة والكاظمية والبياع وبغداد الجديدة أغلب سكانها من فئة النخبة الحاكمة والتي حصلت على الأغلبية في الأنتخابات ، وبيدها وزارة الداخلية والعدل والقوى الأمنية وجهاز الأستخبارات وأغلب قيادات الفرق العسكرية ، وتحدث تلك الأختراقات  القاتلة !!! فهل هي مخترقة من أجندات سالبة ؟ أم أصيبتْ في بعض مفاصلها بالفساد ، فأن كانت أيٌة منها فهنا تسكب العبرات فلك الله يا عراقنا المبتلى .

- نجاح الأرهاب في أختراق الوزارات السيادية من خلال تأثيرات هوياتية وأرتباطات بأجندات خارجية وداخلية يحصلون- بطريقة ما -  على الباجات والسيارات ذات الدفع الرباعي والمظللة لأيهام الضحايا بأنها من الحكومة .

- عند أعتقال الأرهابيين وبموجب أوامر قضائية ، وعند فترة تراهم في الشوارع طليقين ويشاركون في عمليات أرهابية جديدة ، ولأسباب عديدة منها موت الضمير الحي وغياب المواطنة والعمالة المكشوفة للأجنبي ، تنجح سنارة الرشا والنداوة الخلقية في بيع شرفه وعرضه وتأريخه لقاء هوس الورقة الخضراء . 

- العدو الخارجي في عواصم العهر السياسي والأخلاقي في الرياض الفكر الوهابي ، أنقره الدعم اللوجستي والأجتماعي ، الدوحه المال وعقد المؤتمرات ، واشنطن عرابة داعش .

وأخيراً / جدلية مثل هذا الموضوع الشائك المبتلى به العالم بجغرافيته وسوسيولوجيته الجمعية المحكوم عليه من قبل هذه الفئة الضالة ب( الكفر ) ، ومن مسلمات هذه الأفكار الأصولية المتطرفة نجد الشعب العراقي في كفتي المعادلة الحداثوية المعصرنة لتيارالدعشنة الوهابية والتي هي : المنتصرون والخاسرون أو الضحية والجلاد ، وأقولها وبمرارة أن الشعب هو الضحية والخاسر الأكبر لسببين أولهما : أزدواجية المنظمة الدولية في النظر لمشاكل العالم ، والثاني : أحادية قطب الرحى المتمثلة بالقوّة المادية والعسكرية لأمريكا  --- كاتب ومحلل سيباسي  عراقي مغتربُ


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


عبد الجبار نوري
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2017/02/22



كتابة تعليق لموضوع : معارض البيع المباشر للّحمْ العراقي الحي
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net