محنة تمزيق الوطن مستمرة
د . ماجد اسد
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
اذا كانت وحدة العراق في ماضيه السحيق او في عصرنا و اذا كان تجانس نسيجه الاقتصادي و الاجتماعي و الثقافي عبر الآف السنين و اذا كان موقعه في ذاكرة الحضارة ... الخ . يشكل خطرا على اصحاب مشاريع التقسيم و التفتيت و تجزئة الموحد و هدم هذا البناء ... فليذهب العراق الى .. الجحيم ، ان لم يمتلك سر ديمومته و استجابته للتجدد و البقاء ! ذلك لان الامثلة العالمية للدول واضحة و حقيقية و ليست استثناء فهي شاخصة للجميع و منها على سبيل المثال : الولايات المتحدة الامريكية و الصين الشعبية و المملكة البريطانية و الهند و روسيا الاتحادية - حتى بعد تفكك الاتحاد السوفيتي - والمانيا الموحدة ... الخ كلها عليها ان تصغي الى دعاة التقسيم و التفكيك و الانفصال و تتعلم منهم ان الوحدة مضرة و البناء المشترك و العمل المتكامل كلها غير صحيحة ! و كي يتعلموا من دروسهم الجديدة لان قوة الشعوب لا تتحقق بالدعوة الى الوحدة بل بتأسيس دويلات مستقلة بعضها عن البعض الاخر .. فعلى الهند و الصين و امريكا و روسيا و المانيا .. الخ ان تتعلم هذا الدرس ! و تستمد اصول هذه الفلسفة من فلاسفة الانفصال و التفكيك و التمزيق و التناحر و الفتن و العراك و التشهير الرائجة في عراق اليوم !! فهل هذه مبالغة او اساءة الى دعاة تأسيس دويلات مستقلة لها علمها و نشيدها و لغتها و مذهبها و ربما : لونها و شكلها و نقاء دمائها ... الخ في بلد لم يصنع الحضارات الا بتضافر تنويعاته التي صنعت الثقافات و الفلسفات و العلوم عبر الآف السنين . ام ان منطق الذين ( يحلمون ) بل و ( يعملون ) على تمزيق العراق ، لديهم ما نجهله حول الحريات و الاقتصاد و المصائر ...؟ فعلى الهند او الصين او أية دولة اخرى تضم الآف الطوائف و اللغات و المذاهب و القوميات و الكيانات ان ترفع الشعار ذاته الذي يرفعه دعاة تمزيق العراق ! و ينشغلوا هم ايضا بنيران الحروب الاهلية و حروب الازقة و حروب الدويلات كي يهلك الجميع و كي لا ينتصر في نهاية المطاف الا الموتى ... و شعاراتهم !
قناتنا على التلغرام :
https://t.me/kitabat
د . ماجد اسد
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat