صفحة الكاتب : محجوبة صغير

عبــراتٌ لن تسقط
محجوبة صغير

عندما داهمها اللّيل على حين غـرّة ، لم تتفاجئ أو ترفض عتمتة وسطوتها وهي قابعة وحيدة تنتظر بشغف ورودا حمراء حتى تشمّها وهي في كامل قواها العاطفيّة..بل صبرت وراحت تستطلع الأمر عـلّ طالعها سيمهلها بعض الوقت للفرح.

أمّا الآن وقد سقط عليها رداء اللّيل الحزين بلا منازع، لا شكّ في أنّها ستنتبه لعيونها اللّوزية حتّى لا تنتفضا ويصيبهما العمى وهي في ريعــان الحبّ والشبــاب.
كلّ من كان في الغرفة المجاورة ارتاب للأمر واستفسر عدم خروجها للبشرى السّعيدة...واقتطعوا من وقتهم الثمين ليروا مــا الأمر؛أمّا هي فقد بدأ اليأس ينخرُ ترانيم فرحها ، ويلبسها وشاحا من حداد.
"ما الذي تفعلينه في نفسك يا امرأة، لا تبقي رهينة عبوسك دعي عينيك تنوبان عنك وتخرج شياطين الحزن من بين أضلعك؟؟"
لم تكترث لنصيحتهم النابعة من الملل الذي اعتراهم من كثرة الانتظار،والتظاهر بالحب الأخوي لها، ألم يكونوا ذات يوم أشرارا يتصيدون لها المكائد  في عزّ أوقات الحنان والفرح؟...لكن طيبتها أوقعتهم في مصيدة الأبرار وجعلت منهم ولو لبضعة سويعات ملائكة أخيارا.
مسحت أحمر الشفاه بغضب ، وراحت تزيل بفوضى ما أهدره الجمال فوق عينيها ونصيبا من مساحات وجهها البيضوي،أمّا شعرها الأشقر الفاتح فلم يثبت على تسريحته الباهرة وشاركها طقوس نرفزتها ، ليجعل منها انثى مستعارة من الزمن الحجري ، الذي لا يعترف بآيات الجمال...
خراب طال كامل جسدها ؛ بمباركة من عقلها الواعي بلا هوادة حتى تنتقم لكل النساء المهزومات على شرفات الانتظار..إلاّ عينيها فقد زجرتهما وغيّرت من طبيعة خلقتهما المدرارة للدموع.
:" لن أقترف  جرما  آخر كبقية بنات حوّاء، بل أكون السبّاقة للشهادة دون دمــــــــوع كعنوان لميلاد امرأة لا تنكسر.
 
 
بقلم: محجوبة صغير
 
 

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


محجوبة صغير
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2011/09/01



كتابة تعليق لموضوع : عبــراتٌ لن تسقط
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net