صفحة الكاتب : عمار جبار الكعبي

كل عراقي داعشي مالم ؟!
عمار جبار الكعبي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

الصفة الداعشية لا تقتصر على قتل المخالف ، او أخذ الجزية من اهل الذمة ، وتفجير المناطق والأسواق ، لان هذا السلوكيات هي تطور للحالة الداعشية التي تعتمد في أسسها ومنطلقاتها على التطرّف وعدم قبول الاخر ، وكل ما ينتج بعد ذلك هو ما يفرضه عدم قبول الاخر من نتائج تترتب على مقدمة عدم القبول ، واعتناق او السماح بالمقدمات هو إقرار بالنتائج وقبول لها وان كانت مرفوضة من قبل الجميع

الفعل والسلوك المتطرف هو نتاج الفكر المتطرف ، ومحاربة الأسباب عقلا ً أجدى من محاربة النتائج !

، واسس الفكر المتطرف لازالت تملئ مناهجنا ، وتدرس تحت إشراف الحكومة ، وان كانت المناهج تركز على بعض الجوانب الفكرية الغير متصفة بالعنف والقتل لبعض المفكرين ، إنما هو تسويق للمفكر المتطرف ومحاولة إظهار ان له جوانب مقبولة ، فهي تزكية له في الجوانب الاخرى ، لان العقل اما يأخذ كل شيء او يرفض كل شيء ، بغثه وسمينه ، لان اغلب العقول لم تصل مرحلة الوعي الكامل الذي يجعل منها تحاكم الاّراء وتنتهي الى نتيجة عقلية ومنطقية ، قائمة على المحاكمات والادلة العقلية اكثر من النقلية ، ولهذا نحن بأمس الحاجة لإعادة النظر في تراثنا وإعادة نقده ، من دون حساسيات او عقد ، وكل فكر يصمد امام هذا النقد فسيستمر ، اما ما يفتقر لأجوبة واضحة تنسجم مع قبول الاخر تحت مسمى الانسانية والوطن ، وتركز على المشتركات قبل الاختلافات ، فيجب ان يتم إلغائه او على الأقل أبعاده ، لان عقولنا لا ينقصها عقد وتحريض اكثر من الموجود !

حل المشاكل البنيوية ، والمشاكل العميقة التي ترتبط بنظرة الفرد للدولة والحكومة ، وان كانت سلبية بسبب تقصيرها ، الا ان هذا شيء ، ونظرته اليها على انها تمثل غير شعبها شيء اخر لا يرتبط بأدائها أو خدماتها التي تقدمها ، وانما بعقيدته التي تجعل من الجميع غير طائفته وقوميته لا يستحقون العيش معه ، فهو ما يجب ان نصلحه قبل كل شيء ، ليكون من اول التحديات ، وهذا لا يقع على عاتق الحكومة فقط ، وانما يقع على عاتق المجتمع بشكل أساسي ، عن طريق نبذ ومحاربة كل ما يضر بفكره وأمنه ووطنه ، والرفض المجتمعي لمثل هكذا أفكار هو الرادع والمصد الاول ، لان اي مجتمع يتقبل التطرف فكراً وسلوكاً هو مجتمع داعشي بأمتياز ! .


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


عمار جبار الكعبي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2017/07/13



كتابة تعليق لموضوع : كل عراقي داعشي مالم ؟!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net