صفحة الكاتب : عمار جبار الكعبي

خريطة العمل الوطنية في خطاب المرجعية اولاً : التعايش المجتمعي
عمار جبار الكعبي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

لاتزال المرجعية الدينية تنتهج نفس خطابها ومواقفها ، التي ما انفكت تؤكد عليها منذ ضياع الـ ٢٠٠٧ ولغاية اليوم ، اذ يعتبر نهج التعايش المجتمعي وتقبل الاخر من ابرز سمات مرجعية الامام السيستاني ، الذي يعده منطلقاً اساسياً لأي بناء وإصلاح مجتمعي ، كون الإصلاحات بجميع اشكالها تنبع وتنطلق من المجتمع ، ولهذا نرى ان الامام السيستاني ركز جل اهتمامه على الاصلاح المجتمعي منذ اولى خطبه بعد سقوط النظام ولغاية اليوم ، فالسلطة بجميع مفاصلها التشريعية والتنفيذية والقضائية إنما تعتبر انعكاساً حقيقياً لواقع المجتمع ، ومالم يتم اصلاح الخلل في الجذور ، فان الثمر سيكون مختلاً !

الخطاب والنهج الطائفي الذي يمتلئ بالحقد لن يبني وطنا ً ، ولن يحرر شعباً ، ولن يجد مبتغاه يوماً ، فالحقد لا يولد الا الحقد ، والقتل لا ينتج غير الدماء والدمار ، سيتحمل التكلفة غير الملموسة للشحن الطائفي ، وهذا التكلفة اخطر بكثير مما استطعنا احتسابه واعتقدنا انه خسارتنا الوحيدة ، فخسارتنا المجتمعية لن تعوضها أموال ولا مؤتمرات ولا مصالحات ، وستكون مدخلاً للتدخلات الخارجية ، وسيعلن كل طرف انه المدافع الوحيد عن هذا الطرف أو ذاك لنكون توابع خارجين عن جادة الوطن !

حيث أكدت المرجعية في خطبتها الاخيرة بتاريخ ١٤/ تموز ، ان يعي الجميع ان استخدام العنف والقهر والشحن الطائفي وسيلة لتحقيق بعض المكاسب والمآرب لن يوصل الى نتيجة طيبة بل يؤدي الى مزيد من سفك الدماء وتدمير البلاد ويكون مدخلا واسعا لمزيد من التدخلات الاقليمية والدولية في الشان العراقي ولن يكون هناك طرف رابح عندئذ بل سيخسر الجميع ويخسر معهم العراق لا سمح الله

 

المجتمع الذي ينبذ الطائفية لا يمكن ان يتم التلاعب به بشعارات التحريض والتخويف والعصبية ، والمجتمع العراقي عانى ما عانى من هذه الخطابات من الكثير من الساسة الذين وصلوا وقادوا العراق بخطابهم المأزوم ، القائم على تأجيج الشارع وتخويفه ليقف مضطراً خلفه ، ومدوفعاً بدافع غريزة البقاء ، فالمجتمع الذي يتبع غرائزه يكون تابعاً ، والتابع سيتبع سيده ( الحاكم ) نحو الهاوية ، بينما المجتمع الذي يحكم عقله ، ويعرف مصلحته وبوصلته مرجعيته ، فهو لا يلدغ من جحر مرتين .


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


عمار جبار الكعبي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2017/07/15



كتابة تعليق لموضوع : خريطة العمل الوطنية في خطاب المرجعية اولاً : التعايش المجتمعي
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net