صفحة الكاتب : السيد اسعد القاضي

عاقبة حب الدنيا
السيد اسعد القاضي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

عيسى بن مريم روح الله وكلمته.. نبي الله ورسوله.. يسير ومعه الحواريون.. يمرّون بقرية قد صُرع أهلها.. لم يبقَ حتى طير تلك القرية ودوابّها.. صرعهم ريب المنون الذي يصرع كلّ أحد.. لكن هؤلاء الصرعى يبدو عليهم أن موتهم لم يكن بطريقة طبيعية.. الميت يُدفن.. يُوارى في الثرى.. هؤلاء الموتى صرعى على وجه الأرض..

تحدّث نبي الله مع حواريّيه..

ـ إنهم لم يموتوا إلا بسخطة، ولو ماتوا متفرقين لتدافنوا.

هكذا يحلّ غضب الله تعالى بأهل معصيته.. تنزل بهم النقمة وهم في غمرتهم ساهون.. يأخذهم على حين غفلة من أمرهم..

يطلب الحواريون من نبي الله أن يدعو ربّه فيحييهم، كي يسألونهم عن سبب نقمة الله التي حلّت بهم.. يسأل عيسى (عليه السلام) ربّه فيأتيه الأمر بأن يناديهم ويسألهم.. صعد نبي الله على مرتفع من الأرض منادياً..

ـ يا أهل هذه القرية.

ـ لبيك يا روح الله وكلمته.

ـ ويحكم، ما كانت أعمالكم؟.

ـ عبادة الطاغوت وحب الدنيا، مع خوف قليل وأمل بعيد، وغفلة في لهو ولعب.

أجل.. هذه الخصال التي أوجبت حلول نقمة الله.. هي التي تٓذٓر الديار بلاقع من أهلها.. كأن القرآن يحدثنا عنهم حيث يقول: (كم تركوا من جنات وعيون* وزروع ومقام كريم* ونٓعمة كانوا فيها فاكهين)..

يدور بين نبي الله وبين ذلك الرجل حوار نعرف من خلاله كيف كانوا منغمسين بحب الدنيا وعبادتها، وكيف نزل بهم العذاب المهين..

ـ كيف كان حبّكم للدنيا؟.

ـ كحبّ الصبي لأمه، إذا أقبلت علينا فرحنا وسررنا، وإذا أدبرت عنا بكينا وحزنّا.

ـ كيف كانت عبادتكم للطاغوت.

ـ الطاعة لأهل المعاصي.

ـ كيف كان عاقبة أمركم؟.

ـ بتنا ليلة في عافية، وأصبحنا في الهاوية.

ـ وما الهاوية؟.

ـ سجين.

ـ وما سجين؟

ـ جبال من جمر تُوقد علينا إلى يوم القيامة.

عرف الحواريون حال هؤلاء العبيد للدنيا، المطيعين لأهل معصية الله.. كيف أخذهم الجبار أخذ عزيز مقتدر.. لكن الغريب في الأمر أن هذا الرجل هو الذي أجاب نبي الله من بين سائر الهالكين.. وجّه عيسى (عليه السلام) بسؤاله..

ـ ويحك، كيف لم يكلّمني غيرك من بينهم؟.

ـ يا روح الله، إنهم ملجمون بلجام من نار، بأيدي ملائكة غلاظ شداد، وإني كنت فيهم ولم أكن منهم، فلما نزل العذاب عمّني معهم، فأنا معلّق بشعرة على شفير جهنم، لا أدري أُكبكب فيها أم أنجو منها..

سبحانك اللهم وبحمدك.. ما أعدلك.. ما اشدّ نقمتك.. وما احلى عفوك ورحمتك..

بعد ما شاهد الحواريون وسمعوا ووعوا يلتفت نبي الله إليهم..

ـ يا أولياء الله، أكل الخبز اليابس بالملح الجريش، والنوم على المزابل، خير كثير مع عافية الدنيا والآخرة.

المصدر: الكافي ج٢ ص٣١٨


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


السيد اسعد القاضي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2018/03/02



كتابة تعليق لموضوع : عاقبة حب الدنيا
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net