صفحة الكاتب : عباس العزاوي

الى عشاق " البطل" المقبور
عباس العزاوي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

عصفت بنا قبل ايام موجة " التسونامي " الرسائل الالكترونية من كل حدب وصوب على اثر مقطع  يوتيوب *  مرسل من  صديق يتحدث عن عمالة صدام للامريكان , فرد شخص ما على مصدر الرسالة, ورد آخر بشكل مغاير ورد آخر حتى صارت الرسالة تتكرر مع كل رد , الشخص الاول رد باسم يوحي للقارئ بانه من منطقة وجهة معينة ترى ان القائد المقبور لم يكن كما ورد في التسجيل من " افتراءات " بل العكس تماما ,طبعا من باب الامانة البعثية في سرد التاريخ وترقيعه !. ليس في  دائرة اهتمامي اليوم مناقشة مضمون الفيديو او الردود على تفاصيل رسالة الدفاع المستميت عن "البطل" المقبور!! , بل اكتب رؤيتي الشخصية المنبثقة من الواقع والتجربة حول حبيبهم وقيادته للبلاد والتي يعرفها وعاصرها الجميع , لم ار حلماً ولم اسمع في الاعلام ولم اقرأ في التاريخ القديم ولم يحدثني فلان عن فلان عن فضيله العوره.

 

قبل سقوط النظام كتب رجل بعثي على صفحة كتابات مقالة ملئها الحقد والضغينة على العراقيين المعارضين للنظام ووصفهم بالخونة والعملاء والطفيليين الذين يقتاتون على ضرائب الغرب ويعيشون في اوكار دافئة ـ حسب تعبيره ـ تتشابه مقالته الى حد ما !! دفاع  صاحب الرد اعلاه حول ماورد في مقطع "يوتيوب "ولاننا نواجه نفس الاغبياء والحاقدين منذ زمن , في اصرارهم على تكرار ذات التهم والافتراءات ضد خصومهم ومحاولة تبيض صفحة البعث الفاشي كلما سنحت الفرصة لذلك , ونظرا لاصابتهم بمرض خطير مازال يفصلهم عن الواقع , قررت اعادة نشر جزء من المقالة التي نشرتها في حينها وفي نفس الموقع مع بعض التعديلات والاضافات التي تنسجم والتغيير الجديد , وفي الاعادة  افادة لقوم " مساطيل "هذا ان كنّا مازلنا نحلم بوطن واحد يحتضن  جميع ابناءه الطيبين واصحاب النوايا الحسنة!!

 

لقد قرأت كلماتك واستصراخك الموجع واغلب الردود التي وردت عليك وقد اتفق مع بعضها والتي تنم عن وعي عراقي رائع وتسامح جميل في الخطاب وماهو الا نتاج المعرفة والثقافة والوطنية الصادقة رغم الحسرة والألم وسنين الغربة والضياع بدون وطن لا لشي الا التمسك بالمبادئ الانسانية الراسخة والبحث عن وطن اكثر امناً واحتراماً لكرامة الانسان , الكرامة التي كنّا  نُساق لحتوفنا في خطوط النار من اجلها ولكنها تُسحق بالبساطيل العراقيةـ الرومانية ـ  في كَراج النهضة والعلاوي من اتفه شرطي او رجل امن اخرق ناهيك عن الهراوات التي كانت تنهال على اجسادنا ونحن نتدافع للصعود الى الحافلات القليلة في اوقات الازدحام  لرغبتنا بالالتحاق الى جبهات الموت قسراً في الحرب كي لانموت صبراً  تحت سياط ازلام النظام في الغرف المظلمة اوالخشية من الاتهامات الجاهزة في دوائر الدولة كالخيانة والعمالة والخمينية  والدعوجية  وهذه ستجر بالضرورة افراد عوائلنا واقربائنا الى حلقة الخيانة والتآمر وانت اكثر معرفة مني بهذه الامور فهي بالتاكيد من ضمن اختصاصك , دعك منها كلها فهي لاتعدو ان تكون مجرد هذيان رجل محموم بداء الحقد على كل ماهو بعثي .

 

سوف لن احدثك عن الاعدامات  الكيفية ولا عن احواض الاسيد ولا عن الجثث التي لاتصل لذويها  واتناسى قطع الآذان والالسن والاصابع ووشم الجباه , وتفجير الاجساد بال ـ تي أن تي ـ , , ولا اذكّرك بالحروب الامبررة ولا الازمات السياسية المفتعلة مع دول الجوار, ولا عن القرارات الهوجاء لقائدكم  المعدوم مبتسماً, وسوف اغضّ الطرف عن الازمات الغذائيه المفبركة  ايام الحصار واتناسى  الجوع والحرمان الذي حرق قلوب اهلنا ودمر نفوسهم  واذل كرامتهم ,والخبز الاسود المخلوط بنشارة الخشب والجص ,ـ وقائدك المفدى يحتفل بميلاده الميمون كل عام  ـ !! ,والحليب الذي يستحم به قائدك ورفاقه الانجاس واطفالنا يموتون جوعاً ومرضاً  ليصبحوا مادة اعلامية ناجحة  يستجدي بها النظام تعاطف العالم  ومساندته.

 

ولنترك جانباً الديون  المتراكمة وارقامها الفلكية التي خلفتها فترة الحكم البعثي ,وسوف اعتبر غزو الكويت  "مؤامرة خارجية "  اقحموا قائدك الفذ فيها عنوة دون ارادة منه !! وماترتب عليها من آثار مدمرة  وتعويضات مازلت تقصم ظهر العراق وتُقتطع من خبز العراقيين وقوتهم , وسوف لن اندب  امامك ابنائنا الذين صهرتهم اتون حرب الخليج الثانية في طريق الموت!!, ولا صور المذابح وحمامات الدم في انتفاضة 1991  التي لم يشهد التاريخ لها مثيل ,وحتى لاتتذمر من عويلنا  المزعج , سوف اصمت عن ذكر مجزرة حلبجة وعمليات الانفال  سيئة الصيت والمقابر الجماعية المنتشرة في العراق واعدادها المخيفة. ولكن اتمنى من كل قلبي المكلوم ان تجيبني بصراحة على سؤال واحد لا غير, ان كنت تمتلك ذرة صغيرة بحجم راس الدبوس من الضمير الانساني!!

ـ هل ماوصل اليه حال العراق الان يُشير الى ان الحكومة التي كانت تقود البلاد لأربعين سنة حكومة وطنية حقاً  ؟!! اوانها تمتلك في قلبها حب للعراق او للعراقيين ؟

 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


عباس العزاوي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2012/03/17



كتابة تعليق لموضوع : الى عشاق " البطل" المقبور
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net