نبذه عن حياة السيد محمد سعيد الحكيم قدس سره
د . فاضل حسن شريف
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
د . فاضل حسن شريف
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
السيد الحكيم قدس سره واحد من اربع مرجعيات في العراق بعد السيد السيستاني ويأتي بعده الشيخان الفياض والنجفي، ولد في مدينة النجف في ثلاثينات القرن الماضي وتوفي بنوبة قلبية مفاجئة عن عمر يناهز 85 سنة، ووالده اية الله السيد محمد علي وجده الامام محسن الحكيم من والدته وخاله السيد يوسف الحكيم. ويكنى السيد بابي رياض. تعرض سماحته للسجن في العهد الصدامي نحو ثمان سنوات منذ 1983 بعد قتل اكثر من 70 شخص من عائلة الحكيم، وتعرض للتعذيب خلال اعتقالاته. وقد رجع سماحته الى العراق بعد علاجه خارجه وآثر الرجوع على البقاء في الخارج لارتباطه بالعراق رغم خطورة ذلك. وكان سماحته يسكن في بيت متواضع في مدينة النجف القديمة.
بدأ دراسته الدينية وعمره 10 سنوات واخذ معظم المقدمات والسطوح على يد والده. واخذ ابحاث الخارج على يد جده الامام الحكيم والامام الخوئي والشيخ حسين الحلي الذي تتلمذ ايضا على يديه السيد السيستاني حفظه الله.
يعتبر السيد الحكيم احد رواد البحث الخارج المتمكنين وهو من كبار آيات الله وهي رتبة عالية في المراجع الدينية، وله ملايين المقلدين حول العالم والاف التلاميذ. وكان للسيد الحكيم علاقات طيبة مع المذاهب الاسلامية الاخرى فقد نعته رابطة العالم الاسلامي.
وكان سماحته يهتم بالحفاظ على السلم الاجتماعي والالتزام بالقانون كما هو حال مدرسة النجف الدينية. وكان لا يؤمن بالانعزال حيث يزوره في مسكنه شخصيات من تيارات مختلفة وتتميز حواراته بالانفتاح وله اسهامات في قضاء حوائج الناس. وكان يؤمن باستقلال القرار الوطني العراقي.
ولو ان سماحته ينبذ العنف ولكنه لا يسمح باعتداء الاخرين على مذهب اهل البيت. وهو من المهتمين بالسلم والتعايش السلمي بين المكونات المختلفة.
وكما جاء في سورة البقرة " فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى" (البقرة 256) فان استاذه الامام محسن الحكيم طلب من تلميذه السيد محمد سعيد مراجعة كتاب (مستمسك العروة الوثقى) والذي يعتمده طلبة المرجعية الدينية. وله كتاب عن الثورة الحسينية يعتبر من اهم الكتب حولها. وكذلك من الكتب في اخر حياته عن الرسول الاعظم صلى الله عليه واله وسلم.
وللسيد الحكيم مكاتب منتشره في المحافظات العراقية ودول العالم دون التصادم مع المؤسسات الدينية الاخرى. ومن اعماله المؤسساتي مؤسسة الحكمة للثقافة الاسلامية ومؤسسة اليتيم التي تشمل اكثر من 100 ألف يتيم واكثر من 40 ألف ارملة، وله مكاتب اغاثة في دول منكوبة مثل افغانستان وسوريا ولبنان وافريقيا التي تخدم عشرات عشرات الالاف المحتاجين ومدارس علمية تخدم الاف طلبة العلم.
وقد وضع السيد الحكيم الاهتمام بالمراقد المقدسة بعد السقوط من اولويات مرجعيته بالاضافة الى دعم الشعائر الحسينية ببذل الاموال في هذا المجال في تعظيمها ومنها زيارة الاربعين الذي استمر باحيائها حتى في مرضه.
وللسيد الحكيم بحوث ودراسات عديدة وردود على استفسارات وكثير منها مستمدة من القرآن الكريم منها ان يأخذ تفسير الايات القرآنية من المضامين التي وردت من اهل البيت عليهم السلام ما استطاع اليه سبيلا. واستنادا الى الاية المباركة "لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا" (البقرة 286) فان الامي الذي لا يعرف القراءة فان عباداته المكلف بها كالصلاة تصبح بالمقدار المتيسر له. ويجوز قراءة سورة الفاتحة في الركعتين الاخيرتين بدل التسبيح.
والذنوب المنهى عنها توجد فيها كبائر وصغائر "إِنْ تَجْتَنِبُوا كَبَائِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ" (النساء 31). والشرع يحدد ماهي الكبائر والصغائر. واستنادا الى الاية المباركة "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا آمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِي نَزَّلَ عَلَى رَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِي أَنْزَلَ مِنْ قَبْلُ" (النساء 136) فانه لا يجوز تكفير المسلم الذي يقر بالشهادتين والفرائض الضرورية في الدين كالصلاة وغيرها فعليه يحرم ماله ودمه وغيرها.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat