صفحة الكاتب : افياء الحسيني

رؤى مهدوية
افياء الحسيني

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

  ترتبط قيم الانتظار المهدي المبارك باعتبارها ارتقاء نحو الكمال بمستلزمات هذا الكمال من صدق وايمان وسعة في البر والإحسان، ويعد مفهوم الانتظار من أهم المفاهيم الأخلاقية المكتنزة لمعاني ودلالات كثيرة، فيرى مثلاً السيد محمد علي الحلو (رحمه الله) أن الحضارة: وهي حصيلة ثقافات المجتمع والثقافة تعني السلوك الراقي الذي تتحقق فيه طاعة الله تعالى، وذلك من خلال انتهاج التعاليم الشرعية وتمثل التقوى التي من خلالها تتحقق سمة الالتزام الشرعي، هذه التقوى التي حث عليها الأئمة الأطهار (عليهم السلام)، وهي إحدى آليات الانتظار.

وقد شخّص إمامنا الباقر (عليه السلام) الدين في الشهادتين، والاقرار بما جاء به النبي (ص)، وبالولاية والتسليم، وبانتظار القائم (سلام الله عليه وعجل فرجه الشريف) والانتظار المهدوي مسؤولية تصل الى ارقى درجات التكافل والتكامل وعدّ المؤمن الملتزم شهيداً اذا لم يدرك الظهور.
 وشخّص الأئمة (عليهم السلام) المعالم السلوكية إبان الغيبة ووظيفة المؤمن عند الانتظار، فالكثير من المعاني تعمل على تحويل مفردات التنظير الى سلوك قويم، والتقوى في عرف امير المؤمنين (عليه السلام) تعني الخوف من الله تعالى، وأهم ما يميز جماعة الانتظار هو الاستقرار النفسي الناشئ من الاطمئنان بحضور المخلص الذي يتوجه المنقذ عليه السلام ومعرقات البؤر السياسية لا تؤثر في مستقبل وجودهم فما تحمله فلسفة الانتظار من آمال بعد قيام دولة المنتظر، وهذا الأمل قادر على بعث الاستقرار النفسي؛ ليكون سبباً من أسباب الابداع، ومن ثم التعامل الذاتي، ويعني التقوى أو السلوك القويم من أجل الواقع الحياتي الساعي لتأسيس حضارة فاعلة.
 الانتظار رؤية ترفع الشعور بالمسؤولية، وتقوّي أواصر حضورهم المتميز، بعضهم يتصور ان نهضة الامام ذات طابع انفجاري ناتج عن انتشار الفساد، ويعني ظهور الإصلاح ناتج في تصاعد الفساد أي عند استفحال الباطل ليصل الانحدار الى ارذل مستوياته، يظهر حينها الموعود ولن يبقى للحقيقة حينذاك انصار.
هذا التصور يدين كل اصلاح؛ لأن الإصلاح تقوى مضيئة في ساحة المجتمع الإنساني في هذا التصور تكمن الخطورة؛ لأن عمران التقوى عندهم سيؤخر ظهور الامام الموعود ويعتبر كل ذنب وظلم مباحاً لأن يمهد للإصلاح بالظهور عندهم إشاعة الفساد افضل عامل لتسريع ظهور المهدي (عجل الله فرجه) هم ينظرون الى الذنوب نظرة تفاؤل ويعتبرونها عامل مساعد على انطلاق الثورة المقدسة الشاملة، بينما الآيات الكريمة التي تشكل أرضية التفكير حول الظهور المقدس تشير إلى أن ظهور المهدي (عجل الله تعالى فرجه) هو حلقة من حلقات النضال بين اهل الحق واهل الباطل، هذا النضال سيعمق انتصار اهل التقوى.
ويرى سماحة السيد علي السبزواري ان الانتظار حالة ترقب للنبأ العظيم، له الأثر في نظام العالم، وهو أمر إيجابي يجمع كلمة المؤمنين، ويشد اواصرهم، ويجعلهم مستعدين لاستقبال المنقذ العام، ويخرج الانسان من الاحباطات المتراكمة الى حيث التقوى والايمان، حيث الفضيلة والسعادة بالانتماء الموفق.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


افياء الحسيني
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2022/07/31



كتابة تعليق لموضوع : رؤى مهدوية
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net