تعلقت به الاحداث وصرنا لا نمر بحدث الا وننظر اليه ونتأمل كلمة منه، سواء كان ما يتعلق بامور الدين او الدنيا، وهذا التوجه الفطري السليم من قبل الناس يخبرنا عن بعدين:
١- قيمة الانسان الحكيم البصير الذي يأخذ الناس الى بر الامان، ولا ريب ان هذا الرجل قد نفذ ببصيرته الى معالي الامور وخبر الحياة بتفاصيلها فاثمرت في عقله خبرة تماشي الاجيال تلو الاجيال، وتركت في صدره ثقة كبيرة لا تتأثر بقلة او كثرة المؤيدين.
٢- ثقة الناس الفطرية لم تكن لمجرد كونه المرجع للطائفة فحسب، بل تجربتهم الاجتماعية والسياسية معه جعلتهم يطمئنون اليه ويرفعون اعينهم اليهم في كل حدث.
لكن ما ينقص المعادلة هو لحظة التنفيذ، فان المنجز الحقيقي لاي علاقة بين طرفين يتعلق بالنتيجة وهي لا تكون جيدة الا اذا نفذت الناس ما طلب منها، وما تعين تنفيذه.
من هنا تتضح قصة الناس مع سماحة المرجع الاعلى ، انهم في كل حدث يستنيرون برأيه وينفذون ما يتطلب منهم ينجحون ويصلون الى مبتغاهم ، واي حدث اهملوا به رأيه وتركوه خلفهم ندموا عليه ولمسوا الفشل الذريع، فحين هبوا لنداء الفتوى نجحوا نجاحاً كبيراً وحين تقاعسوا عن اختيار الاصلح والاكثر حرصاً على البلاد خسروا خسراناً كبيراً.
ان الرأي الحصيف الموافق للعقلانية والحكمة والرشد لا يأتي اعتباطاً ولا يولد دفعة واحدة ، فنحن لا نعرف مخاضات اي رأي او كلمة او بيان ، ولا نعلم حجم الجهد والحرج والضريبة التي تدفعها المرجعية العليا في كل موقف يمر به البلد وانما دائماً ما نقول اين كلمتها!
هذا الذي نعرفه دون ان نتأمل الموضوع وحساسيته ونتائجه المتعددة الاحتمالات.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat