رؤية استشرافية لما سيحدث في منطقة الشرق الاوسط
عبد الكاظم حسن الجابري
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
عبد الكاظم حسن الجابري
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
منذ احداث السابع من اكتوبر (تشرين الاول) عام 2023, وهجوم حماس على الكيان الغاصب, تسارعت الاحداث في منطقة الشرق الاوسط, وبدأت تتشعب شيئا فشيئا, وتشتبك قوى كانت سابقا قد فرضت قوات اشتباك محددة, الا انها بدأت بالاشتباك المباشر من خلال الضرب هنا والرد عليه هناك.
ردة فعل الكيان الغاصب كانت دموية, فاستخدم اشد الاسلحة فتكا, واوقع عشرات الالاف من المدنيين بين قتيل وجريح, وبدأ يمحو مدن وقرى بأكملها من وجه الخريطة, حتى ولكأن غزة قد ضربها بركان مدمر.
دخلت قوى الممانعة على الخط, فكان لحزب الله والفصائل العراقية والحوثيين ومن وراءهم ايران, دور كبير في الاحداث تحت شعار مساندة غزة.
تلقى الكيان الغاصب الضربات الموجعة من هذه القوى, ضربة تلو الضربة, ولكنه كان منشغلا في جبهة الجنوب, فكان رد فعله عليها ممارسة اغتيالات لقادة هذا المحور, قائدا بعد قائد عن الطريق الضربات الجوية, حتى حصلت خسارات كبيرة لفصائل المحور على مستوى القيادة.
بعد اغتيال كبار قادة حزب الله, وتصفية القيادي في حماس اسماعيل هنية, والذي اغتيل في ايران, ثم ما تلاه من الجريمة الشنيعة باغتيال السيد حسن نصر الله, بدأ الاشتباك علنيا وصار الصدام واقعا على الارض, وفتحت اسرائيل جبهة الشمال مع استمرارها في جبهة الجنوب, اضافة الى تهديدها بضرب ايران والعراق كل هذا مدعومة بأمريكا ودول الغرب.
الواقع في جبهة الشمال –لبنان- ليس كما في غزة, فإسرائيل بدأت تتلقى الضربات واحدة تلو الاخرى, ورغم التعتيم الاعلامي الا ان ما رشح منها للعلن يكشف عن قوة الضربات وحجم الصفعات التي تلقاها الكيان الغاصب.
انقسام حاد داخل اسرائيل نتيجة لهذه الخسارات المتتالية, ورغم دموية الضربات وشدتها الا ان الداخل الاسرائيلي يرى ان نتنياهو لم يحقق شيء, فالأسرى الموجودين عند حماس ما زولوا في اسرهم, وبعضهم قضى نتيجة الضربات الاسرائيلة, كما ان ضربات حزب الله والحوثي وفصائل العراق وايران قد اوقعت خسائر اقتصادية وبشرية كبيرة بالكيان, حتى غدت الهجرة العكسية مشهدا مألوفا داخل الكيان.
مع ما يتلقاه الكيان من ضربات نتوقع ان إسرائيل ستعمل على القبول بهدنة وتتفرغ لتقطيع اوصال محور المقاومة وان ما نتوقعه سيكون السيناريو الاتي.
المحور الاول: لبنان سيكون التضييق الاقتصادي وخنق الحدود وسيلة من وسائل اثارة الفتنة المجتمعية, وعامل مهم – من وجهة نظرهم – لزيادة حنق الشعب اللبناني ضد الحزب, وايضا ستعمل على عزل لبنان عن دول المنطقة –دول الامداد- من خلال المحور الثاني.
المحور الثاني: وهو الاهم نتوقع ان إسرائيل ستعمل على تغيير الحكم في الاردن وكذلك في سوريا, وتوحيدهم تحت قيادة واحدة موالية ومنسجمة تماما مع الكيان, مع فرص توحيدها مع بعض مناطق غرب العراق, مع اعطاء استقلالية لأكراد سوريا, وسيقوم هذا الكيان الجديد بدور العازل والفاصل الجوي والبري بين لبنان وفلسطين من جهة, وبين ايران والعراق من جهة اخرى, مما يعني الانفراد بلبنان وفلسطين للانقضاض عليهم في وقت اخر.
المحور الثالث: العراق يشغل العراق مساحة كبيرة من التفكير الاسرائيلي, وهذا التفكير راجع لأسباب تاريخية ووصايا تلمودية ليس محلها هنا, اضافة الى ان العراق يعد الداعم الاكبر للبنان وفلسطين على مستوى المواجهة-الفصائل- وعلى مستوى المجتمع –الدعم المرجعي- لذا نتوقع ان تعمد اسرائيل من خلال اذرعها الاعلامية والميدانية للعمل بالاتي اولا تفعيل الحركات الارهابية -داعش واخواتها- ومحاولة اعادة ما حدث في 2014 لإشغال الفصائل العراقية بهذه المعركة, وايضا اعادة انتاج مسلسل التظاهرات بحركات مشابهة لتشرين, ظاهرها مطالب حقة وباطنها فتنة ومحاولة انقلاب على النظام, والهدف هو زلزلة الترابط المجتمعي وخصوصا ما بان منه بعد دعوة السيد السيستاني لإغاثة لبنان وايضا ما شهدة العراق من توحد في الحزن لفقد السيد نصر الله, وايضا قد يصل الامر الى محاولة استمالة ضباط كبار لغرض اما القاء السلاح وعدم مقاتلة داعش كما حدث في 2014 او ربما الاشتراك بعملية انقلاب على الحكم.
كذلك قد تعيد اسرائيل من خلال الاعلام او اتصالاتها السرية مع بعض المسؤول والقادة الدوليين, لتفعيل مطالبة الاكراد بالانفصال, وتوحيدهم مع اكراد سوريا, ومحاولة استحصال قرار اممي للاعتراف بهم كدولة مستقلة, وايضا ستكون هذه الدولة عامل فصل بين مكونات محور المقاومة –حسب وجهة نظرهم-.
امر اخر ستسهم به امريكا في دعمها لإسرائيل وهو العبث بالأمن الاقتصادي العراقي, والعمل على تقليل تسليم الدولار للعراق مع الضغط بعدم تسليم مستحقات الغاز لإيران, من اجل تقليل تزود العراقيين بالكهرباء بالإضافة الى ارتفاع الاسعار وانحسار النمو الاقتصادي مما يخلق كارثة مجتمعية كبرى.
كذلك ستعمل اسرائيل على اغتيال قادة من قادة الفصائل, سواء بالاستهداف المباشر او عن طريق اغتيالات بواسطة عناصر على الارض داخل العراق.
المحور الرابع: اليمن وهنا قد يتم اصدار قرار دولي بتشكيل تحالف مشابهة للتحالف ضد العراق عام 1991, لاحتلال اليمن وبمساعدة الجيوش العربية _مصر والسودان- سيكونان عصب القوة البشرية على الارض لهذا التحالف.
المحور الخامس: ايران تمثل ايران الام الحاضنة لفصائل المقاومة وهي لا تخفي دعمها لهذه الفصائل, لذ ما نتوقعه من سيناريو سيكون كالاتي: اولا تفعيل تنظيمات داعش في مناطق سيستان وبلوشستان التي دوما تشهد نشاطات وعمليات ارهابية, ثانيا: تفعيل التظاهرات كتلك التي حدث بعد سجن مهسا اميني, ثالثا: تحريك الورقة الكردية وحزب الكومله, رابعا موجة اغتيالات لكبار قادة ايران وعلماؤها, وخامسا ضربات بالصواريخ لأهداف داخل العمق الايراني تحد من قدرات ايران العسكرية وكذلك ضرب القطعات البحرية الايرانية في الخليج.
ختاما نحن نقرا ونحلل وفق المعطيات وهي رؤيا خاصة بنا قابلة للصواب او الخطأ لان الامر كله مرتبط بالإرادة الالهية والتي قال عنها الباري عز وجل "وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ ۚ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ ۖ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ " سورة الانفال اية (30)
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat