صفحة الكاتب : محمد الكوفي

إطلالة مختصرة على حياة السيدة فاطمة المعصومة بنت الإمام الكاظم{عليها السلام}. بمناسبة ذكرى وفاتها { عليها السلام } -1
محمد الكوفي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 الحلقة الأولى: 

في العاشر من ربيع الثاني 201 هـ، 15ـــ 11 ـــ 2011 م - السيدة فاطمة المعصومة في الأول من ذي القعدة عام - 173هـ.ق ولادتها كانت في المدینة المنورة. وفي سن - 28 في يوم العاشر{1}. - أو- في اليوم الثاني عشر {1}. ربیع الثاني سنة -201 - هـ.ق توفيت في مدينة قم الإيرانية.
                        *   *   *   *   *   *   *   *   *   *   *   * 
بسم الله الرحمن الرحيم
قوله تعالى }:والذين هاجروا في الله من بعد ما ظلموا لنبوئنهم في الدنيا حسنة ولأجر الآخرة أكبر لو كانوا يعلمون الذين صبروا وعلى ربهم يتوكلون { الحمد الله ربّ العالمين، و العاقبة للمتّقين، و الجنّة للموحّدين و النّار للملحدين، و لا عدوان الّآ علي الظالمين و لا اله الّا الله أحسن الخالقين، و الصّلو ة علي خير خلقه محمّد و عترته الطّاهرين .
*   *   *   *   *   *   *   *   *   *   *   *        
السيّدة فاطمة المعصومة بنت الإمام موسى بن جعفر الكاظم {عليه السّلام} ، سليلة الدوحة النبويّة المطهّرة، وغصن يافع من أغصان الشجرة الطاهرة الزكية العلوية المباركة، حفيدة الصدّيقة الطاهرة فاطمة الزهراء {عليها السّلام}، المحدِّثة، العالمة، العابدة. اختصّتها يد العناية الإلهيّة فمنّت عليها بأن جعلتها من ذريّة أهل البيت المطهّرين. {عليها السلام}. والسيدة فاطمة المعصومة هي بنت وليّ من أولياء الله، وأخت وليّ من أوليائه، وعمّة وليّ من أوليائه، وحظيت برعاية المعصوم واهتمامه، وهي أهل لذلك فبلغت من المنزلة والشأن ما قد عرفت، كان وفاة السيدة فاطمة المعصومة ابنة الإمام موسى بن جعفر {عليها السلام}. في اليوم العاشر من شهر ربيع الثاني سنة 201هـ في مدينة قم المقدسة، وكان عمرها {عليها السلام}. لا يتجاوز ثمانية وعشرين سنة كما ورد في الرويات، وما مر عليها في هذه الفترة القصيرة من عمرها إلا المآسي والأحزان كعمتها عقيلة بني هاشم زينب الكبرى {عليها السلام}، وأنها ما فتحت عيناها على الحياة إلا ورأت أبيها في السجن، ولقت مضايقات وظلم العباسيين على العلويين وأولاد رسول الله {صل الله عليه وآله وسلم}.
                      *   *   *   *   *   *   *   *   *   *   *   *         
رُوِيَ عَنِ الامام الصَّادِقِ { عليه السلام }. أَنَّهُ قَالَ : \" إِنَّ لِلَّهِ حَرَماً وَ هُوَ مَكَّةُ ، أَلَا إِنَّ لِرَسُولِ اللَّهِ حَرَماً وَ هُوَ الْمَدِينَةُ ، أَلَا وَ إِنَّ لِأَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ حَرَماً وَ هُوَ الْكُوفَةُ ، أَلَا وَ إِنَّ قُمَّ الْكُوفَةُ الصَّغِيرَةُ ، أَلَا إِنَّ لِلْجَنَّةِ ثَمَانِيَةَ أَبْوَابٍ ثَلَاثَةٌ مِنْهَا إِلَى قُمَّ تُقْبَضُ فِيهَا امْرَأَةٌ مِنْ وُلْدِي اسْمُهَا فَاطِمَةُ بِنْتُ مُوسَى ، وَ تُدْخَلُ بِشَفَاعَتِهَا الشيعية الْجَنَّةَ بِأَجْمَعِهِمْ التاريخ المشرق للكوفة و قم يشهد بحب و ولاء أهلهما لآل بيت الرسول{ عليه السلام }.وهذا معلوم للخليفة كالشمس فى رابعة النهار، لذلك كان يمانع من مرور الإمام الرضا{ عليه السلام }. بتلك المدن الشيعية.
                       *   *   *   *   *   *   *   *   *   *   *   *         
أبوهـــــــــــــــــــــــــا:{عليه السلام}:
 الإمام موسى الكاظم بن الإمام جعفر الصادق{عليهم السلام}، أبوها سابع أئمة الشيعة موسى بن جعفر {عليه السلام}.
                      *   *   *   *   *   *   *   *   *   *   *   *
وأمــــــــــــــــــــــها:{عليه السلام}: 
وأمها السيدة نجمة وهي أم الامام الرضا أيضاً. كانت ولادتها في المدينة المنورة في الأول من ذي القعدة سنة 173 هـ . فقدت والدها وهي في سن الطفولة حيث استشهد في سجن هارون ببغداد، فأصبحت تحت رعاية أخيها علي بن موسى الرضا{عليه السلام}. وفي سنة 200 هـ اُبعد الامام الرضا من المدينة إلى «مروه» بأمر المأمون العباسي ولم يرافقه احد من عائلته إلى خراسان.
                         *   *   *   *   *   *   *   *   *   *   *    *   اسمـــــــــــــــــــــــــها:} عليها السلام.{ وهي سلام الله عليها الشهيرة بالسيدة المعصومة. وسميّت بالمعصومة لشدة ورعها وتقاها.{ وأشهر ألقابها «المعصومة». 
                         *   *   *   *   *   *   *   *   *   *   *   *
 نسبــــــــــــــــــها: }عليها السلام.{نسب السيدة فاطمة المعصومة:
السيدة فاطمة المعصومة هي بنت الإمام موسى بن جعفر الكاظم { عليه السلام }. سابع أئمة أهل البيت { عليهم السلام }، وعمّة إمامنا محمد الجواد سلام الله عليه. 
 و هي أخت الإمام علي بن موسى الرضا { عليه السلام }، و هما من أم واحدة و هي السيدة \" تُكْتَم ”، و كانت السيدة تُكْتَم من أفضل النساء في عقلها و دينها {1}.
                         *   *   *   *   *   *   *   *   *   *   *   *
اسمــــــــها ونسبها:}عليها السلام.{
السيّدة فاطمة بنت الإمام موسى الكاظم بن الإمام جعفر الصادق {عليهم السلام}، المعروفة بالمعصومة.
                         *   *   *   *   *   *   *   *   *   *   *   *
ولادتــــــــــــــــــــها:عليها السلام.{ 
 
ولدت السيدة المعصومة في عهد هارون العباسي ، في الأوّل من ذي القعدة عام - 183- هجرية من ذي القعدة. - 173- هـ بالمدينة المنوّرة. ففتحت عينيها منذ صغرها على وضع إرهابي ، فلقد قامت أركان الدولة العباسية على أنقاض الدولة الأموية ، وتستر العباسيون وراء شعار رفعوه في بداية أمرهم هو : {الرضا من آل محمد } ، ليوهموا طائفة من المسلمين الموالين لأهل البيت { عليهم السلام. { لكنهم ما إن تسلموا سدة الحكم واستتبت لهم الأمور حتى انقلبوا على أهل البيت { عليهم السلام }. وامتدّت أيديهم بالقتل والبطش والقمع لكل من يمت لهذه الدوحة العلوية الشريفة بصلة، فلاحقوا أئمة أهل البيت { عليهم السلام }. وقتلوهم وسجنوهم
*   *   *   *   *   *   *   *   *   *   *   *  
 أُمّــــــــــــــــــــــــها:}عليها السلام.{ السيّدة تكتم ، وهي جارية. و مما يدلّ على شدة حرص السيدة تُكْتَم على عبادتها و انقطاعها إلى ربها ، أنها لمّا ولَدَت الإمام الرضا } عليه السلام }. قالت : أعينوني بمُرضعة ، فقيل لها: أنقص الدّرُّ ؟ ـ أي نقص لبن الرضاع ـ .
قالت: ما أكذب، ما نقص الدّر، و لكن عَلّيَ ورِدٌ {2}.من صلاتي و تسبيحي ، و قد نقص منذ ولَدْتُ{3} .
ولادتها و وفاتها:
                    *    *   *   *   *   *   *   *   *   *   *   *  
السيدة معصومة: }عليها السلام.{ ترعرعت في بيت الإمام الكاظم { عليه السلام}، فورثت عنه من نور أهل البيت { عليهم السلام}. وهديهم وعلومهم في العقيدة والعبادة والعفة والعلم، وعُرِّفت على ألسنة الخواص بأنها: كريمة أهل البيت {عليهم السلام {.
                      *    *   *   *   *   *   *   *   *   *   *   *   نشأتـــــــــــــــــــها:}عليها السلام.{ بعد أبيها نشأت السيّدة المعصومة تحت رعاية أخيها الإمام الرضا { عليه السلام {لأنّ هارون الرشيد أودع أباها عام ولادتها السجن ، ثم اغتاله بالسم عام - 183هـ ، فعاشت مع إخوتها وأخواتها في كنف الإمام الرضا { عليه السلام .{
                  *    *   *   *   *   *   *   *   *   *   *   *  
أحاديـــــــــــــث عن فاطمة: }عليها السلام.{
حدّثت عن آبائها الطاهرين عليهم السّلام، وحدّث عنها جماعة من أرباب العلم والحديث، وقد ورد في بعض التواريخ أنّ الإمام الرضا {عليه السّلام}. لقّبها بالمعصومة .             *    *   *   *   *   *   *   *   *   *   *   *  
لقبـــــــــها المعصـــــومة:}عليها السلام.{ورد أنّ أخاها الإمام الرضا عليه السلام قد لقّبها بالمعصومة، كما ورد أنّ جدّها الإمام الصادق عليه السلام لقّبها بكريمة أهل البيت، قبل ولادتها. 
                     *    *   *   *   *   *   *   *   *   *   *   *
 حركة السيدة المعصومة: {عليها السلام}. من المدينة إلى مرو.. 
مضت سنة على سفر الإمام الرضا {عليها السلام}.  إلى مرو، و أهل بيت النبي{ص}. في المدينة حرموا من عزيزهم الذي كانوا يستشعرون الرحمة و اليمن بجواره، و لم يكن يسكن رويهم شي‏ء سوى رؤيتهم للإمام المعصوم{عليها السلام}. 
السيدة فاطمة المعصومة{عليها السلام}. كبقية إخوتها و أخواتها قل صبرها و كانت كل يوم تجزع لفراق أخيها الرضا{عليها السلام}. في هذه الأيام كتب الإمام {عليه السلام}. رسالة مخاطب أخته السيدة المعصومة{عليها السلام}. و أرسل الرسالة بيد أحد خدامه إلى المدينة المنورة، و أمره أن لا يتوقف وسط الطريق كي يوصل الكتاب إلى المدينة المنورة بأقصر زمان ممكن، و كذلك فإنه {عليها السلام}. دل الرسول على منزل أبيه حيث تسكن أخته المعصومة لكي لا يسأل من شخص آخر عن منزل الإمام الكاظم {عليه السلام}. وصل مبعوث الإمام إلى المدينة المنورة و امتثالا لأمر الإمام{عليها السلام}.سلم الكتاب إلى السيدة المعصومة. و على الرغم من أننا لا نعرف شيئا من محتوى ذلك الكتاب، لكنه مهما كان فقد أشعل نار الشوق في أهله و أقربائه. و من هنا قررت السيدة المعصومة و بعض إخوة الإمام و أبناء إخوته أن يتحركوا نحو مرو ليلتحقوا بالإمام{عليها السلام}.و بسرعة جهزت عدة السفر و تهيأ القافلة للسير و بعد أخذ الماء و المتاع خرجوا من المدينة قاصدين مرو. 
كان في هذه القافلة السيدة فاطمة المعصومة و يرافقها خمسة من إخوتها، هم: فضل، جعفر، هادى، قاسم و زيد. و معهم بعض أبناء إخوة السيدة المعصومة و عدة من العبيد و الجواري. 
تحركت قافلة عشاق الإمام الرضا{عليها السلام}.  و بغير المنازل الضرورية للصلاة و الغذاء و الاستراحة لم تتوقف لحظة عن المسير، مخلفة هضاب الحجاز و صحاريه وراءها مبتعدة يوما فيوما عن مدينة الرسول{ص}. السفر في صحاري الحجاز كان صعبا للغاية حتى أن الإبل أحيانا تستسلم للعجز و تتقاعس عن المسير، فكيف بالمسافرين الذين لا بد لهم أن يذهبوا إلى مرو. لكن نور الأمل و لقاء الإمام كان يشرق في قلوب أهل القافلة و يحثهم على إدامة السير وسط رمال و أعاصير الصحراء. 
في تلك الأيام، كان خطر اللصوص و قطاع الطريق يهدد كل مسافر، و يخلق له مشاكل كثيرة. و إذا هجموا على قافلة لا يبقى لأحد أمل في إدامة السفر، و أقل ما يفعلونه نهب الأموال و المجوهرات و الدواب. و إلا ففي كثير من الحالات يقتلون أعضاء القافلة لسرقة أموالهم. و هذا الخطر كان يهدد فاطمة المعصومة {عليها السلام}. و مرافقيها، لكنهم توكلوا على الله تعالى و استمروا بالسير و يوما فيوما كانوا يقتربون من المقصد. 
مرت الأيام و الليالي و قافلة قاصدي الإمام الرضا{عليها السلام}.خلفت صحراء الحجاز وراءها و لم يبق لها شي‏ء دون الوصول إلى أرض إيران. 
عناء السفر كانت تؤذي السيدة المعصومة كثيرا، و مع أن قطع هذا الطريق الوعر كان شاقا على شابة مثلها و لكنها لشدة ولهها و شوقها إلى زيارة أخيها كانت مستعدة لتحمل أضعاف هذا العناء. 
كانت السيدة في طريقها دائما تتصور الوجه المشرق للإمام الرضا {عليها السلام}. و تتذكر الأيام التي قضتها في المدينة، و لأنها ترى أن عينها ستقر برؤيته، فإنها كانت مسرورة جدا. 
انتهت المرحلة الصعبة من هذا السفر، و أخيرا وصلت القافلة إلى أراضي إيران، و لا بد أيضا من السفر و اجتيازت المدن و القرى واحدة بعد أخرى.
   
رحلتــها إلى خراســـــان:}عليها السلام.{اكتنفت السيّدة المعصومة }عليها السلام}.  ومعها آل أبي طالب - حالة من القلق الشديد على مصير الإمام الرضا{عليه السلام.{ منذ أن استقدمه المأمون إلى خراسان فقد كانوا في خوف بعدما أخبرهم أخوها الإمام الرضـا{عليه السلام}. أنّه سيستشهد في سفره هذا إلى مقاطعة طقوس ، فشدّت الرحال إليه} عليه السلام.{ خاصة وأن القلوب ما تزال تدمى لمصابهم بالكاظم { عليه السلام }. الذي استـقدم إلى بغداد ، فلم يخرج من سجونها وطواميرها إلا قتيلاً مسموماً . 
كل هذا يدلنا على طرف مما كان يعتمل في قلب السيدة المعصومة { عليها السلام }، مما حدا بها - حسب رواية الحسن بن محمد ألقمي في تاريخ قم - إلى شد الرحال، إلى أخيها الرضا { عليه السلام. { وأخيراً أجبرت السيدة فاطمة المعصومة }عليها السلام.{وأهلها جميعا تحت ظروف سياسية ظالمة ومساوئ الدهر و ظلم الحكام الطغاة العباسيون إن تترك وطنها وأحبتها تحت الضغوط و تغادر المدينة المنورة إلى العراق ثم إلى قم لكي تلتحق بأخيها الامام الرضا {عليه السلام}، بعد جراء الوعود الكاذبة والتصريحات الغبية التي أطلقها العباسيون وصدقها بعض الناس العوام من دون الرجوع إلى الامام الرضا }عليه السلام.{ حيث انه كان يعلم إن ولاية العهد كانت خدعة لأغير من قبل المأمون العباسي حين جعل أخيها {عليه السلام}. ولياً للعهد في البلاط العباسي، وعند وصولها إلى القرب من مدينة ساوه منعوها رجال الحزب العباسي من إدامة سفرها ومن الوصول إلى خراسان، فدرت هناك معركة دامية بين جلاوزة المأمون وبين حاشيتها حيث قتل جميع من معها من الرجال قومها وهذه الحادثة الأليمة التي جرت عليها وعلى قومها، وأده ذلك باستشهاد إخوانها وأبناء عمومها ومن كانوا برفقتها من بني طالب من آل الرسول محمد{ص}.
                      *    *    *    *    *    *    *    *    *    *    *   
وصــــــــــــــولها ســـاوه:}عليها السلام.{ رحلت السيّدة المعصومة تقتفي أثر أخيها الرضا {عليه السلام.{ والأمل يحدوها في لقائه حياً، لكن عناء السفر ومتاعبه الذينِ لم تعهدهما أقعداها عن السير. 
فلزمت فراشها أياماً عند مرضها،
وكان سبب مأجيأها إلى خراسان هو لما استقدم المأمون الامام الرضا {عليه السلام}. من المدينة إلى مرو لإسناد ولاية العهد إليه عام 200 هـ ضاقت المعصومة لفراق أخيها واشتاقت إليه فخرجت خلفه للقائه، فلما وصلت إلى مدینه ساوه القريبة من مدینه قم وهی فی طریقها إلى مرو مرضت هناک فسالت عن المسافة بین ساوه وقم فقیل لها عشره فراسخ فقالت احملونی إليها، فحملوها إلى قم ونزلت فی دار موسى بن الخزرج بن سعد الأشعري الذی اکرمها اکراماً یلیق بشأنها واستقبلها على راس جماعه من العلماء والإشراف ورو ساء القبائل، حیث اخذ بزمام ناقتها وجرها مع حاشیتها إلى منزله،{5}. ثمّ سألت عن المسافة التي تفصلها عن قم - وكانت آنذاك قد نزلت في مدينة ساوه - فقيل لها إنّها تبعد عشرة فراسخ، فأمرت بإيصالها إلى مدينة قم.
                      *    *    *    *    *    *    *    *    *    *    *   
عندما تمرضة في مدينة ساوه: }عليها السلام:{ في 23 ربيع الأول سنة 201 ه.ق. وصلت قافلة السيدة المعصومة إلى مدينة قم، و استقبلها الناس بحفاوة بالغة، و كانوا مسرورين لدخول السيدة ديارهم.قالت إني قد سمعة من أبي أن قم هي موطن شيعتنا حملت السيّدة المعصومة إلى مدينة قم ، وهي مريضة ، فلمّا وصلت ، استقبلها أشراف قم ، وتقدّمهم موسى بن خزرج بن سعد الأشعري ، فأخذ بزمام ناقتها وقادها إلى منزله و كان موسى بن خزرج ذا يسر و بيت وسيع، و أنزل السيدة في داره و تكفل لضيافة السيدة المعصومة{عليه السلام}. و مرافقيها. و استشعر موسى بن خزرج فرط السعادة بخدمته لضيوف الرضا{عليه السلام}. القادمين من مدينة الرسول(ص). و هيأ لهم كل ما يحتاجونه بسرعة. ، وكانت في داره حتّى تُوفّيت بعد سبعة عشر يوماً. {4}.نزلة السيدة فاطمة المعصومة {عليها السلام}. في قم  با أجلال وتعضيم وماكان إلي إكراما من الله تعالي على هذه الأرض المقدسة وكانت حضورها هناك وشهادتها شرفاً لأهل هذه الديار حتى شرفها الله ولكي ينال أهلها منه شفاعة الدارين إلى الأبد بو جود هذا الأثر الخالد من اثأر النبوة ذريت النبي محمد {ص}. إلى وهو ضريحها الشامخ والساطع بألنورالوهاج الذي يشع من ضريحها من يوم وفاتها ولحد ألان هذا و قد ازدهرت ببركة وجود قبرها في مدينة قم المقدسة و التي هي من معاقل شيعة أهل البيت { عليهم السلام }. منذ زمن بعيد ، و تأسست فيها حوزة علمية تُعَدُّ اليوم أكبر و أقوى حوزة علمية تشعُّ منها أنوار علوم العترة الطاهرة { عليهم السلام .{حيث أصبحت هذه المدينة موضع قدم الفلاسفة والعلماء ورجال الدين ودار العلم والمعرفة إي مقر الحوزة العلمية التي هيه من اكبر الحوزات العلمية في العالم الإسلامي لما فيها من الآثار الشيعية،
                  *    *    *    *    *    *   *    *    *    *    *    *
وصـــــــولها إلى قــم:}عليها السلام:{ في عام 200هـ.ق سنة واحدة من بعد تبعيد الامام الرضا {علیه السلام}. إلى مدينة «مرو» {3}.{حملت السيّدة المعصومة إلى مدينة قم ، وهي مريضة ، فلمّا وصلت ، استقبلها أشراف قم ، وتقدّمهم موسى بن خزرج بن سعد الأشعري ، فأخذ بزمام ناقتها وقادها إلى منزله ، وكانت في داره حتّى تُوفّيت بعد سبعة عشر يوماً . 
فأمر بتغسيلها وتكفينها، وصلّى عليها، ودفنها في أرض كانت له ، وهي الآن روضتها ، وبنى عليها سقيفة من ألبواري ، إلى أن بَنَت السيّدة زينب بنت الإمام محمّد الجواد { عليه السلام }.عليها قبّة . 
 
                    *    *    *    *    *    *   *    *    *    *    *    *
سیره السيدة المعصومة: }عليهما السلام.{سیره المعصومة وذهابها إلى قم وکأنت سیده عالمه فاضلة تقیه محدثه شانها فی ذلک شان جمیع بنات رسول الله و أهل بیته الأطهار. فجعت فی عام 179 هـ بفقد أبيها الامام موسى بن جعفر{عليه السلام}. وعمرها ست سنوات عندما أمر هارون الرشید بنقله إلى بغداد وسجنه هناک. فتلقت تربیتها وتعلیمها على ید أخيها الامام الرضا {عليه السلام}. وأحبته حبا شدیدا، وکأن هذا الحب سببا لدفنها فی مدینه قم.
                    *    *    *    *    *    *   *    *    *    *    *    *
محراب صلاتـــــــــــــــها: } ثم اتخذت السيدة فاطمة المعصومة معبدا لها في منزل موسى بن خزرج لكي تبتهل إلى الله و تعبده و تناجيه و تشكو إليه آلامها و تستعينه على ما ألم بها. 
عليهما السلام.{بحار، ج 60، ص 219؛ «و المحراب الذي كانت فاطمة {عليها السلام}.تصلي فيها في احد زوايا البيت الذي من ضمن منزل الإقامة الشيخ موسي ابن خزرج، و هذا المعبد باقي إلى الآن و يسمى ب« بيت النور». موجود هذا ألأثره ترجمه من كتاب قم، ص 2146 ـ وفاة السيدة المعصومة{عليها السلام}. 
                      *   *   *   *   *   *   *   *   *   *   *   *
 وأقامت فی داره {17}. یوما حتى انتقلت إلى جوار ربها، فأمر موسى بن الخزرج بتغسیلها وکفنها وصلى علیها ودفنها على ارض کأنت ملکا له. وهي الآن روضتها، ثم بنى على قبرها سقيفة من البوأری إلى أن قامت السيّدة زینب بنت الامام محمد الجواد {عليها السلام}.  ببناء قبة من الآجر علیه.
                     *   *   *   *   *   *   *   *   *   *   *   *
وفـاتـــــــــــــــــــــها:}عليها السلام.{ توفّيت السيّدة المعصومة ابنة الإمام موسى بن جعفر {عليه السلام}. في العاشر من ربيع الثاني عاما - 201- هجرية ، فی مدینه قم ألمقدسه في إيران ودفنت فیها ومرقدها الآن یتوسط ألمدينه یزوره المؤمنون. و إنما سميت بالمعصومة لورعها و تقواها وكان عمرها {عليها السلام}. لا يتجاوز ثمانية وعشرين سنة كما ورد في الرويات، وما مر عليها في هذه الفترة القصيرة من عمرها إلا المآسي والأحزان كعمتها عقيلة بني هاشم زينب الكبرى عليها السلام، وأنها ما فتحت عيناها على الحياة إلا ورأت أبيها في السجن، ولقت مضايقات وظلم العباسيين على العلويين وأولاد رسول الله {صلى الله عليه وآله}.
                       *   *   *   *   *   *   *   *   *   *   *   * 
تكفلت نساء الشيعة و محبات أهل البيت:{عليه السلام}.  باحترام كبير غسل الجسد المطهر للسيدة المعصومة و كفنوها. و عندما حان وقت الدفن رأى زعماء الأشعريين و وجوههم أن يدفن الجسد الطاهر في مكان مناسب غير المقبرة العامة. و إنما عزموا هذا الأمر لما يهمهم من شدة الاحترام لبنت الإمام الكاظم{عليه السلام}. و لم يرغبوا أن تدفن بجنب الآخرين. 
موسى بن خزرج الذي كان صاحب قصب السبق في هذا الأمر خصص بستانا كبيرا له في منطقة يقال لها: «بابلان» عند نهر قم {مساحة الحرام الحالية}. لدفن الجسد الطاهر. و الآن كل شي‏ء جاهز، و لكن من الشخص الذي يباشر و يتولى دفن السيدة المعصومة{عليه السلام}. ؟ تبادل الحاضرون الرأي، و أخيرا اتفقوا أن يوكلوا هذا العمل إلى شيخ كبير صالح اسمه «قادر»، و أرسلوا شخصا لإحضار «قادر»، و لكنه لم يجده. و إذا براكبين متوجهين من جهة النهر و اقتربا إلى محلا لدفن. و عندما وصلا إلى الجسد الشريف للسيدة نزلا من المركب و صلاها على الجنازة، ثم توليا دفن الجسد الطاهر. و مع تعجب الحاضرين ركبا راحلتهما و ابتعدا بسرعة. 
انتهت مراسم الدفن بكل احترام بين حزن الشيعة و بكائهم، و أصبحت مدينة قم التي سميت بحق «عش آل محمد {عليه السلام}. » مزار بضعة الإمام الكاظم {عليه السلام}.  
ثم إن موسى بن خزرج أوقف بستانه ـ احتراما لمزار السيدة ـ للمسلمين، كى يدفن شيعة علي {عليه السلام}.  موتاهم حول المرقد الشريف. 
                     *   *   *   *   *   *   *   *   *   *   *   *
مرقدهــــــــــــــــــــــــا:}عليهما السلام.{مرقد السيدة فاطمة المعصومة سلام الله علیها بنت الامام موسى بن جعفر سابع أئمة أهل البیت وأخت الامام علی بن موسى الرضا {عليه السلام}. 
                     *   *   *   *   *   *   *   *   *   *   *   *
كراماتـــــــــــــــــــــها: }عليهما السلام.{ فكان لها من الكرامات نصيب وافر، ولا زال حرمها الشريف ملاذاً لذوي الحاجات فتقضى حاجاتهم، ولذوي الدعوات فتستجاب دعواتهم، ولذوي الكربات فتكشف كرباتهم، ولذوي الآمال فتتحقق آمالهم، وذلك من آثار التوسّل بها، ووجهاتها عند الله، ولا سيما عند انسداد أبواب الأسباب الطبيعية وتعسّر أو تعذر الطّرق المألوفة. روي بسند معتبر عن الامام محمد التقي بن الامام الرضا عليما السلام انه قال من زار عمتي فاطمة المعصومة بقم عارفا بحقها فله الجنة.
فضل زيارتها 1ـ عن سعد بن سعيد، عن أبي الحسن الرضا عليه السلام قال سألته عن قبر فاطمة بنت موسى بن جعفر عليهم السلام، فقال من زارها فله الجنّة 2. 
2ـ قال الإمام الجواد عليه السلام من زار قبر عمّتي بقم فله الجنّة 3. 
3ـ عن سعد ، عن الإمام الرضا عليه السلام قال يا سعد ، عندكم لنا قبر ، قلت له جعلت فداك ، قبر فاطمة بنت موسى ؟ قال نعم ، من زارها عارفاً بحقّها فله الجنّة. 4     4 ـ قال الإمام الصادق عليه السلام إنّ لله حرماً وهو مكّة ، وإنّ للرسول صلى الله عليه وآله حرماً وهو المدينة ، وإنّ لأمير المؤمنين عليه السلام حرماً وهو الكوفة ، وإنّ لنا حرماً وهو بلدة قم ، وستدفن فيها امرأة من أولادي تسمّى فاطمة ، فمن زارها وجبت له الجنّة 5 .
المـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــصادر:
ألمصادر مأخوذ من الكتب العربية والفارسية والأنيتر نيت،
{- محمد رضا عباس الحداد {تاريخ الكوفة {.الكوفة مهد الحضارة الإسلامية}. طبع في النجف الأشرِاف سنة 1977 م. 
{- عن تاريخ مدينة قم والمزار اسمها فاطمة الكبرى الشريف.
{- من هي السيدة فاطمة المعصومة؟ الإجابة للشيخ صالح الكراسي. 3 . حضرت معصومه عليها السلام و شهر قم : محمد حكيمي ، مشهد، آستان قدس رضوي، 1365 ق.
{  - زندگاني حضرت معصومه عليها السلام و تاريخ قم: سيد مهدي صحفي ، قم، كتابفروشي صحفي.
 { - سيدة عش آل محمد: سيد ابوالحسن هاشم ، قم، مطبعه علميه ، 1416 ه ق، وزيري، 137 ص. 
{ - ر ك : فقيهي، تاريخ مذهبي قم ص 48، مجلة الهادي، مقالة الاشعريون في تاريخ قم، سال أول شمراه 4 ص .64 { - تاريخچه زندگآني حضرت معصومة {عليها السلام}. حضرت فاطمة معصومة عليها السلام، در أول ذي قعده سال 173 ه ق
{- آحوالات حضرت فاطمة معصومة عليها السلام: شيخ محمد حسين بن محمد حسن قمي متخلص به مفلس و ملقب به اردشيره {متوفاي 1367 ه ق} .
{- وسيلة المعصوميه: حكيم مير ابوطالب، مشهور به بيوك آبقا واعظ حسيني تبريري. چاپ سنگي، تهرأن، كاتب احمد زنجاني، ريبع المولود 1371 ه ق .: قطع رقعي، 106 ص. 
أين كتاب به عنوان أولين كتاب مستقل دربا ره حضرت معصومة عليها السلام شناخته مي شرد. مؤلف آن را در يك مقدمه و هفت فصل تنظيم كرده إست.
{1- وسیله المعصومیه، ص 65، به نقل از نزهة الإبرار. {1}.
{-1نظر: دلائل الإمامة: 309{1}. .
{2- مستدرك سفینة البحار، ج 8، ص 258. {1}.
{- 2 أوراد {2}: العمل المندوب و المستحب ، مقابل الواجب ، و الجمع: 
{- 3 أوراد.عيون أخبار الرضا: 1 / 15.{3}.
{3- زندگى حضرت معصومة، ونشته آقاى منصوري، ص 14. به نقل از ریاض الأنساب، تأليف ملك الكتاب شيرازي. {3}.
{- 4 دریاى سخن، تأليف سقا زاده تبري زى، ص 12 به  نقل از وديعة آل محمد، نوشته آقاى أنصارى. {4}.
{- 4 بحار الأنوار}. الجامعة لدرر أخبار الأئمة الأطهار { عليهم السلام}: 57 / 228 ، للعلامة الشيخ محمد باقر ألمجلسي ، المولود بأصفهان سنة : 1037 ، و المتوفى بها سنة : 1110 هجرية ، طبعة مؤسسة الوفاء ، بيروت / لبنان ، سنة : 1414 هجرية{4} .
{5- تاریخ قدیم قم، ص 213.{5}.
{- تراث الشيعة الثقافي في التاريخ والجغرافيا رسول جعفريان {باحث}.{فارسي}. 
{- دار العرفان – موقع سماحة العلامة الأستاذ الشيخ حسن أنصاريان.{فارسي -عربي}.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الإخوة المحترمون، بسم الله الرحمن الرحيم {{ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فأنها مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ}} وَربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطانا abo_jasim_alkufi@hotmail.com

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


محمد الكوفي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2011/03/17



كتابة تعليق لموضوع : إطلالة مختصرة على حياة السيدة فاطمة المعصومة بنت الإمام الكاظم{عليها السلام}. بمناسبة ذكرى وفاتها { عليها السلام } -1
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net