المؤسسة العسكرية تبرئ الأكمه والأبرص
محمد ابو طور
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
نظراً لأننا شعب يعشق العناوين ولا يشغل باله بالتفاصيل فمن سيطالع عنوان المقال لأول وهلة سيظن بي الظنون حسب موقعه ، فإن كان من الإخوان والمتعاطفين معهم سيعتقد أنني اسخر من المؤسسة العسكرية ، وربما يقول عني : كاتب (مننا) أو ثوري لا يخشى فى الحق لومة لائم ، وإن كان من المواطنين العاشقين للمؤسسة العسكرية ومشيرها المغوار سيعتقد أيضاً أنني اسخر من المؤسسة العسكرية وسيقول فى نفسه كاتب إخواني أو طابور خامس ، والواقع عزيزي القارئ إذا لم تكن من قرائي فاصبر قليلا وستدرك حقيقتي في نهاية المقال.
هذه المقدمة بمناسبة إعلان لواء بالقوات المسلحة ــ خلال افتتاح الرئيس برفقة المشير لعدد من مشروعات القوات المسلحة ــ اختراع وتصميم جهاز للكشف عن فيروس سي ، والإيدز ونجاحه في علاجهما بنسب قاربت 100% !!؟ ، وإن العلاج بدأ من داخل المخابرات الحربية سرا حتى تم الإعلان عنه، وأنه لن يتم تصدير الجهاز لحمايته من مافيا شركات الأدوية والدول المحتكرة لسوق الدواء العالمي ، وأن تصنيع الجهاز سيتم فى القوات المسلحة وتحت إشرافها ، وتكلفة الجهاز غير محددة لأنها قيد البحث والدراسة.
ولا آثار جانبية له أثناء أو بعد العلاج، ويقوم بتحسين الوظائف الحيوية للمريض وكيمياء الدم ويعالج الأنيميا ويزيد المناعة ويحسن وظائف البنكرياس والكلى والكبد ويزيد صفائح الدم, ويمكنه اكتشاف المرض دون أخذ عينة دم ، و قد أجريت التجارب الميدانية عليه منذ عام 2011 بالتعاون مع وزارة الصحة .
الآن ليس أمامنا إلا أمرين لا ثالث لهما إما أن يكون هذا الاختراع موجوداً فعلا وأثبت نجاحه وسيبدأ تطبيقه، أو أنه اكتشاف حنجوري فنكوشي ، فإذا كان موجودا وله كل هذه الفوائد فقد جانبنا الصواب العلمي فى الكشف عن مثل هذه الاختراعات وتصرفنا كهواه لا نلقي بالا لحجم ووزن هذا الاكتشاف ولا نهتم مطلقاً بالدعم العلمي العالمي له، ولابد من اتخاذ كل الطرق والوسائل العلمية المتعارف عليها دوليا للتحقق من وإثبات فاعليته ثم إنتاجه وتسويقه لتسجيل ريادتنا في هذا المجال.
أما إذا كان (طق حنك) المقصود به بيع الوهم لنحو 18 مليون مواطن ـــ تنهش أجسادهم تلك الفيروسات ـــ قبل انتخابات الرئاسة لدعم مرشح المؤسسة العسكرية، فنحن أمام جرائم نصب وتدليس وتضليل مكتملة الأركان ، فالنصب هو "كل كذب مصحوب بوقائع خارجية أو أفعال مادية يكون من شانها أن تولد الاعتقاد لدي المجني عليه بصدق هذا الكذب مما يدفعه إلى تسليم ما يراد منه تسليما رضائيا" وهو في حالتنا هذه (صوته الانتخابي) ، والتدليس هو "تصرف بالفعل أو القول من شأنه إيقاع المتعاقد الآخر في الغلط حول البضاعة المتعاقد عليها" وهي (رئاسة الجمهورية) ، والتضليل هو إقرار كاذب، واضح، موجه إلى الطرف المُضلَّل ويكون سببا رئيسيا يدفعه إلى التعاقد وهو(اختيار المرشح العسكري)، فإذا كان كل ما أذيع هو جزء من برنامج الكاميرا العسكرية فلابد من محاسبة كل من اشترك وخطط ونفذ هذا العمل الدنيء وتاجر بأمراض المصريين كما تاجر الإخوان بدينهم ودنياهم.
نحن سنظل في انتظار إما تهنئة المرضى بشفائهم والاحتفاء معهم بهذا الاختراع الخارق، أو القصاص العادل من النصابين المدلسين المضللين.
قناتنا على التلغرام :
https://t.me/kitabat
محمد ابو طور
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat